تعقّب واغتيالات من الجو.. الاحتلال يغيّر "قواعد الاشتباك" في الضفة الغربية

22 يونيو 2023
الاحتلال يستخدم مسيّرات هجومية بالضفة للمرة الأولى منذ نحو عقدين(Getty)
+ الخط -

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليلة أمس الأربعاء، مقاومين فلسطينيين من الجو، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة قادة في "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، ما يشي بتوجه الاحتلال لتغيير "قواعد الاشتباك" عقب استخدامه طائرة مسيّرة هجومية في الضفة الغربية المحتلة، لأول مرة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية قبل 17 عاماً.

وبحسب بيان للكتيبة، فإن الشهداء هم صهيب عدنان الغول (27 عاماً) قائد أحد تشكيلات الكتيبة، وأشرف مراد السعدي (17 عامًا)، أحد مقاتلي الكتيبة، ومحمد بشار عويس (28 عاماً) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى.

واستخدم جيش الاحتلال مسيّرة من نوع "زيك 450" في تعاون مع جهاز "الشاباك".

 وجاء استخدام المسيّرة، في إطار قرار الاحتلال تعزيز قواته في منطقة جنين وإرسال كتائب إضافية في الجيش إليها، خشية تنفيذ عمليات من قبل فلسطينيين ضد أهداف إسرائيلية، كما تقرر استخدام المسيّرات واللجوء إلى وسائل أخرى.

ونقل موقع "والاه" العبري اليوم الخميس، عن مصدر إسرائيلي أمني لم يسمه، قوله إن "المستوى السياسي قرر تغيير قواعد اللعبة"، أمام العمليات التي تنطلق من جنين.

وأضاف: "في الأسبوع الأخير، تراكم عدد كبير جدًا من الإنذارات بشأن عمليات إطلاق نار. عزز الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة، ونفّذ اعتقالات وعزز وجوده على محاور الطرق وحول المستوطنات، ومع ذلك، تم تنفيذ هجوم مميت وصعب ومؤلم"، في إشارة إلى العملية التي نُفذت الثلاثاء قرب مستوطنة "عيلي"، وأسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة أربعة آخرين، فيما استشهد منفذاها بنيران إسرائيلية.

وتابع: "بعد تقييم الوضع (الأمني) تقرر تعزيز المنطقة بطائرات بدون طيار استعداداً لتدهور الأوضاع. وفي مرحلة معيّنة، كان واضحاً أن الأجواء متوترة جداً، وأن تنفيذ المزيد من عمليات إطلاق النار هو مسألة وقت".

وشدد المصدر ذاته على أن ما حدث "لم يكن اغتيالاً عادياً" (أي لم يُخطط له مسبقاً)، وإنما جاء فقط بعد قيام "الخلية" بإطلاق نار، وتم رصدها واستهدافها. ولفت إلى أنه "في حال لم يكن هناك خيار آخر، فإن الجيش سيستمر في استخدام الأدوات (المسيّرات) التي مُنع منها حتى اليوم. لا يوجد أي مخرّب في مأمن، في أي مكان وزمان، ولدينا سلة إمكانيات واسعة. نحن لا نتردد في استخدام أي من الأدوات".

وتابع المصدر الأمني الإسرائيلي حديثه لموقع "والاه" بأن قرار تغيير قواعد اللعبة، يأتي رداً على العمليات التي تنطلق من جنين، مضيفاً: "بعد محاولات إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل من منطقة ميناشيه (في منطقة قرية نزلة زيد المجاورة لمستوطنة شاكيد)، واستخدام عبوات ناسفة كبيرة من تصنيع محلّي (في جنين) وعمليات إطلاق النار على محاور الطرق وباتجاه بلدات (مستوطنات) إسرائيلية. أخطأ من ظن أن الجيش سيقف متفرجاً، نتحدث عن عملية لإحباط الإرهاب"، على حد تعبيره.

وفي إشارة إلى أن جيش الاحتلال سيعتمد أكثر على المسيّرات، قال المصدر الأمني سالف الذكر إن "المقاومين الفلسطينيين غير آمنين لا في مخيم جنين ولا في سائر الضفة، والآن عليهم النظر ليس إلى الأمام فقط، ولكن أيضاً إلى الأعلى. وإذا كانت لهذا عواقب، فإن الجيش الإسرائيلي مستعد لسيناريوهات مختلفة. لهذا السبب وصل وزير الأمن (يؤاف غالانت) إلى المنطقة (أمس الأربعاء) وأجرى تقييما للوضع".

 بدوره، كشف موقع "يديعوت أحرونوت" اليوم، أن الهجوم من الجو يندرج في إطار قرار الجيش تصعيد خطواته لاستعادة الردع في شمال الضفة الغربية، مضيفا أن غالانت، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، صادقا على مثل هذه العمليات.

كما نقلت صحيفة "معاريف" الخبر ذاته، مضيفة أن القرار جاء خلال جلسة تقييم الوضع الأمني في المنطقة الوسطى، قبل يومين، وأنه "تطرق بشكل عام إلى الخلايا التي تنفذ عمليات إطلاق نار وليس لخلية بعينها".

في غضون ذلك، قال متحدث باسم جيش الاحتلال، في حديث نقلته قناة "كان" اليوم، إن الجيش الإسرائيلي تزود في الأيام الأخيرة بوسائل جوية، لاستخدامها في إحباط التهديدات في الضفة الغربية.

ولفت أن "عملية اغتيال شبيهة (بالاغتيال الذي وقع الليلة الماضية) نُفّذت عام 2006"، مضيفاً: "هذا لم يكن اغتيالاً دقيقاً (مُخططاً له مسبقاً) لمسؤول كبير، ولكن جاء بعد إطلاق الخلية النار".

وزعم جيش الاحتلال في بيان أصدره بعد عملية الاغتيال أن "الخلية" نفذت عدة عمليات إطلاق نار نحو مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة.

وأوضح، في البيان نفسه، أن قوات جيش الاحتلال، رصدت السيارة التي استقلها منفذو عملية إطلاق النار بالقرب من منطقة الجلمة، بعد توجيه دقيق من قبل جهاز "الشاباك". وبعد رصد "الخلية"، على حد تعبير بيان جيش الاحتلال، قامت طائرة مسيّرة تابعة للجيش "باستهدافها والقضاء عليها".

المساهمون