تعاون استخباراتي بين المغرب وإسبانيا يساهم باعتقال خلية "إرهابية"

16 أكتوبر 2020
إسبانيا وبتنسيق استخباراتي مع المغرب تلقي القبض على خلية تابعة لتنظيم القاعدة (Getty)
+ الخط -

تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية، الجمعة، من اعتقال خلية إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة"، بتعاون وتنسيق استخباراتي مع المغرب.

وكشفت الشرطة الإسبانية أن عناصر الأمن ألقت القبض على شخصين، الأول في مدينة مليلية، شمال شرق المغرب، وتتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية، والثاني بمدينة موغان (لاس بالماس دي غران كناريا)، "يشتبه في انتمائهما لمنظمة إرهابية للتجنيد والتلقين لأغراض إرهابية".

وذكرت الشرطة أن العملية تم تنفيذها بفضل تعاون وتنسيق المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية (المخابرات)، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، وذلك في إطار التزام الشرطة الإسبانية بمحاربة التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب الجهادي.

وأوضحت، في بيان لها، أن التحقيقات حول هذه القضية انطلقت عندما اكتشف خبراء في مكافحة الإرهاب وجود بنية وهيكلية إرهابية لها امتدادات في دول مختلفة، لافتة إلى أن هذه الخلية "كانت مرتبطة أيديولوجياً بالمنظمة الإرهابية (القاعدة)، التي يظل هدفها النهائي هو فرض وإقامة الخلافة الإسلامية من خلال الجهاد والإرهاب".

وبحسب تحقيقات الشرطة الإسبانية، فإن الخلية التي تم تفكيكها كانت تهتم باستقطاب وتجنيد النساء من فئات هشة ومعوزة، ومن اللواتي لا يفقهن كثيراً في الأمور الدينية، ما يسهل التلاعب والتأثير عليهن، مشيرة إلى أن عمليات التفتيش التي تم القيام بها في منزلي الشخصين المعتقلين، مكنت من احتجاز العديد من الأجهزة الإلكترونية والهواتف والوثائق، والتي تقوم الجهات المختصة بتحليلها وفحصها ودراستها.

ويلقي الإعلان الجديد عن اعتقال خلية إرهابية الضوء على الدور المتنامي للرباط، في السنوات الأخيرة، في مساعدة مدريد في حربها على المتشددين والخلايا التي تنشط في تجنيد وإرسال مقاتلين أجانب إلى بؤر التوتر.

وفي مايو/ أيار الماضي، ساهم التعاون بين مكتب المعلومات العامة، التابع للشرطة الوطنية الإسبانية، مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، والوكالة الأوروبية للشرطة (يوروبول)، في اعتقال خليتين إرهابيتين كانت إحداهما تخطط لهجمات في المغرب والإمارات.

وعلى الرغم من عدم رضى إسبانيا عن القرارات الثلاثة التي اتخذها المغرب، منذ الأول من أغسطس/ آب 2018، المتمثلة بإغلاق المعبر البري الجمركي، بني أنصار، على حدود مليلية، وإغلاق معبر باب سبتة الثاني، تارخال 2 بالمصطلح الإسباني، وترسيم حدوده البحرية وتحديدها قبالة جزر الكناري، إلا أن حاجة مدريد إلى الرباط في مجالي محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية تفرض عليها تجاوز النقاط الخلافية، والتركيز على توحيد الجهود لمواجهات التحديات الأمنية التي تواجه البلدين في سياق إقليمي متقلب ومتحول.

وعلى امتداد السنوات الماضية، تمكن المغرب وإسبانيا من تفكيك عدد من الخلايا الناشطة في البلدين بطريقة منسقة ومتزامنة، بسبب تعاونهما المكثف وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، ولا سيما في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لمصلحة المجموعات المتشددة. 

وفي الوقت الذي تصف فيه الرباط ومدريد تعاونهما بـ"المستوى العالي والنموذجي"، وتقولان إن شراكتهما الأمنية "مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة"، تكشف الأرقام أن التعاون الأمني والاستخباري مكّن البلدين من تنفيذ أكثر من 21 عملية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب منذ عام 2014.

المساهمون