من المتوقع أن يصل آلاف المحتجّين الآتين من جبال الأنديس، بعد ظهر الخميس، إلى العاصمة ليما، للمشاركة في تجمّع يطالب باستقالة رئيسة البيرو دينا بولوارتي، فيما أسفرت مواجهات الأربعاء عن مقتل شخصين.
وقُتل شخص في اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في ماكوساني في جنوب البيرو.
وأفاد بيان صادر عن مستشفى سان مارتن دي بوريس في مدينة ماكوساني الواقعة في منطقة بونو في الأنديس قرب الحدود البوليفية: "عند الساعة السادسة والنصف مساءً (23:30 بتوقيت غرينتش)، وصلت امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً إلى قسم الطوارئ من دون أي علامات على أنها على قيد الحياة".
والخميس، قال مصدر في مكتب وسيط الجمهورية أن متظاهرا ثانيا قضى صباحا متأثرا بجروح بالرصاص، أصيب بها خلال مواجهات الأربعاء بين الشرطة ومتظاهرين في المنطقة نفسها.
ويرتفع بذلك إلى 44 عدد القتلى منذ بداية الأزمة في السابع من ديسمبر/كانون الأول.
ووفق وسائل الإعلام المحلية التي بثت صوراً، فقد احترق مركز شرطة المدينة خلال هذه الاشتباكات.
وذكرت محطة "كنال-إن" التلفزيونية أنّ مروحيّة أنقذت عناصر الشرطة الموجودين في المركز.
تغيير الدستور
ودعت المجموعات الاحتجاجية، التي تطالب باستقالة الرئيسة دينا بولوارتي وبانتخابات مبكرة في البيرو، إلى إضراب في جميع أنحاء البلاد، وأيضاً إلى حشد كبير في ليما، حيث بدأ آلاف الفلّاحين من الأنديس بالتجمّع في الأيام الأخيرة. وبدا الكثير منهم منشغلين بالتحضير لهذا الحدث مع تحضير لافتات وكتابة شعارات لرفعها، فيما كان البعض يوزّع الطعام وعبوات المياه على الموجودين في المكان.
مع ذلك، كان من المستحيل حتى اللحظة تقدير حجم هذا التحرّك وعدد الأشخاص الذين وصلوا إلى ليما أو هم في طريقهم إليها.
وقالت الطالبة ليديا هواهواسوكسو البالغة من العمر 20 عاماً: "لا نقبل بحكومة دينا بولوارتي، أولاً نطالب باستقالتها، ونريد أيضاً تغيير الدستور لأن بسببه هناك الكثير من الفساد في بلادنا".
ومساء الأربعاء، قال الأمين العام للاتحاد العام لعمّال البيرو الداعي إلى الإضراب، خيرونيمو لوبيس، في مؤتمر صحافي، إنّ "كفاح الشعب البيروفي لن ينتهي غداً، سيستمر الكفاح إذا لم تستمع دينا بولوارتي إلى الشعب وتصرّفت بغطرسة".
إضراب مدني شعبي
وأضاف لوبيس: "هذا إضراب مدني شعبي وطني مع تعبئة سلمية للمنظمات في مناطق مختلفة، وتجنّب أي عمل تخريبي". وأشار إلى أنّ "هذه تعبئة ديمقراطية للمواطنين الوافدين من الأقاليم، ولكن أيضاً من هنا من ليما. إنهم يطالبون باستقالة دينا بولوارتي على الفور والدعوة لانتخابات جديدة في العام 2023 وحل الكونغرس".
وبينما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً، الأحد، في ليما وكوسكو وكالاو وبونو (حيث تقع ماكوساني)، أوضح لوبيس أنّ المنظّمين لم يسعوا للحصول على إذن.
وبينما تسمح حالة الطوارئ للجيش بالتدخّل للحفاظ على النظام وتقييد حرية التجمّع والتحرّك، قال لوبيس: "لا يوجد إذن من الشرطة، لا نطلب أبداً تصريحاً لتظاهرة اجتماعية، هذا ليس واجباً".
اندلعت الاحتجاجات بعد توقيف الرئيس اليساري الراديكالي بيدرو كاستيو، في السابع من ديسمبر، بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب عبر إعلان حلّ البرلمان الذي كان على وشك إطاحته.
وتعكس الأزمة أيضاً الفجوة الهائلة بين العاصمة والأقاليم الفقيرة الداعمة للرئيس كاستيو، وهو من السكان الأصليين، التي اعتبرت انتخابه شكلاً من أشكال الانتقام من ازدراء ليما تجاهها.
من جهتها، دعت الرئيسة بولوارتي إلى الهدوء، الإثنين، وقالت: "نعلم أنهم يريدون القدوم إلى ليما، بسبب كل ما ينشر على الشبكات (الاجتماعية) يومي 18 و19 (الأربعاء والخميس). يمكنهم المجيء إلى ليما، ولكن بسلمية وهدوء".
بولوارتي، التي كانت نائبة للرئيس كاستيو، تولّت منصب الرئاسة، بعد إطاحته، بموجب الدستور. وهي تنتمي إلى حزب كاستيو لكن المتظاهرين يرونها "خائنة".
في هذه الأثناء، نشرت السلطات قوة كبيرة من الشرطة. ومساء الأربعاء، خرجت عدّة تظاهرات صغيرة في ليما أشرف عليها العشرات من عناصر الشرطة.
وفي المساء، تمّ تغليف عدد من التماثيل والمعالم الأثرية في وسط ليما بأغطية بلاستيكية لحمايتها من الأضرار المحتملة.
(فرانس برس)