عشرات الآلاف يتظاهرون في تبليسي.. بين مطرقة الكرملين وسندان البيت الأبيض

21 أكتوبر 2024
جانب من التظاهرة الحاشدة في تبليسي، 20 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجمع عشرات الآلاف في تبليسي يعكس رغبة الشعب الجورجي في الانضمام إلى أوروبا، وسط دعوات رئيسة البلاد سالومي زورابشفيلي للتصويت ضد الحزب الحاكم الموالي لموسكو في الانتخابات المقبلة.

- الانتخابات القادمة تُعتبر حاسمة لمستقبل جورجيا، حيث تتنافس القوى الغربية والروسية على النفوذ، في ظل غياب بديل ثالث يحفظ استقلال البلاد.

- رغم تطلع الجورجيين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يواجهون تحديات من الحزب الحاكم الذي يستغل مخاوف الحرب مع روسيا لكسب الأصوات.

"الحشود التي تجمعت اليوم تمثل جورجيا الحرة.. هذا هو الشعب الجورجي الذي اعتزم أن يشق طريقه إلى أوروبا".. بهذه الكلمات خاطبت سالومي زورابشفيلي، رئيسة دولة جورجيا المناهضة لتوجهات الحزب الحاكم الموالي لموسكو، عشرات آلاف المتظاهرين، الذين احتشدوا أمس الأحد في ميدان الحرية بالعاصمة تبليسي.

كما حرضت زورابشفيلي المتظاهرين في تبليسي على التصويت في الانتخابات المرتقبة يوم السبت القادم، ضد حزب الحلم الجورجي الحاكم، الذي يقوده صديق الكرملين الروسي، الملياردير بدزينا إيفانشفيلي. المعارضة السياسية الموالية للغرب نجحت عبر مبادرات رئيسة البلاد بتوحيد نفسها لمواجهة الحزب الحاكم، وإقصائه عن السلطة عبر صناديق الاقتراع، لكن عبر مراقبون عن تخوفاتهم من احتمال إصرار "الحلم الجورجي" على التمسك بالسلطة، بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات المقرر إجراؤها في الـ26 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

جدير بالذكر أن جورجيا كانت قد نجحت في الحصول على الترشيح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، قبل أن تقرر بروكسل تجميد القرار إثر قيام الحزب الحاكم بإقرار قانون "التأثير الأجنبي"، الذي يستهدف وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، والذي وضع العراقيل أمام هذا الهدف، الذي تطمح إليه الغالبية العظمى من سكان البلاد، وفقا لاستطلاعات الرأي المحلية.

عشرات آلاف الجورجيين الذين احتشدوا في ساحة الحرية، لوحوا بأعلام الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى علم بلادهم جورجيا، وكذلك العلم الأوكراني، لتأكيد مناهضتهم لنهج الحكومة، التي قررت الدوران في فلك موسكو. هذا وتعد الانتخابات المرتقبة محطة حاسمة لتحديد مستقبل البلاد، وتوجيه بوصلتها إما إلى الكرملين، أو البيت الأبيض، وذلك في غياب أي بديل ثالث يحفظ وحدة البلاد واستقلاليتها عن القوى الإمبريالية المتصارعة في منطقة القوقاز.

المعركة الانتخابية التي يشهدها هذا البلد القوقازي هي في الواقع معركة سياسية خارجية، بين روسيا التي تحتل نحو 20% من أراضي البلاد، والتي تحاول إدارتها استعادة نفوذها في دول الاتحاد السوفييتي السابق، وبين الغرب الذي يسعى إلى توسيع حدود وجود قوات حلف شمال الأطللسي (الناتو) لتقويض التمدد الروسي.

أما بالنسبة للشعب الجورجي، فرغم أن غالبيته تحلم بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن هناك قوى مؤثرة للغاية تصر على التصالح مع موسكو تجنبا لأية احتمال قد يقود البلاد إلى حرب غير متكافئة، وهذا بالذات هو الوتر الذي يلعب عليه الحزب الحاكم لحصد أصوات الناخبين.

المعارضة من جهتها عبرت عن نفسها من خلال تصريحات سابقة لرئيسة البلاد التي اعتبرت هذا التصور بمثابة "فزاعة" لعرقلة جهود الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بل ووصفت تصريحات الحزب الحاكم التي تحذر من احتمال نشوب حرب مع روسيا في حال عدم انتخابه بأنها محض "كذبة".

السبت القادم يعد يوما حاسما في تحديد مصير هذا البلد، وهو اليوم الذي تترقبه كلتا الإدارتين في موسكو وواشنطن، ولكن بصرف النظر عن الرابح المنتظر بين هاتين القوتين، إلا أن الشعب الجورجي وحده من سيدفع الثمن في حال عدم فرض البديل الثالث.

دلالات