تظاهرة في رام الله رافضة لاستقبال وزير الخارجية الألماني بعد تصريحات داعمة للاحتلال

20 مايو 2021
وزير الخارجية الألماني أثناء لقائه مع نظيره الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -

تظاهر عشرات الفلسطينيين، مساء الخميس، بالقرب من مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) في رام الله، وسط الضفة الغربية، وذلك رفضاً لزيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لرام الله، ورفضاً لاستقبال الرئيس الفلسطيني له مساء اليوم، إثر تصريحات للوزير الألماني في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإسرائيلي، صباح اليوم، قال فيها إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
وتجمع النشطاء الفلسطينيون بعد دعوات شبابية لمسيرة نحو مقر المقاطعة رفضاً لاستقبال الوزير الألماني ومنعاً لاستقباله، وحملت الدعوات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عبارات عدة منها: "من يساوي بين اليد والمخرز غير مرحب به في رام الله"، و"رفضاً لتصريحات الوزير التي دانت المقاومة وبررت قتل الاحتلال للأطفال والنساء".
وقبيل وصول المسيرة إلى مقر الرئاسة قطعت سلسلة بشرية شكلها الأمن الفلسطيني طريق المتظاهرين، وحالت أجهزة الأمن التي انتشرت في المكان دون وصول المحتجين إلى بوابات المقاطعة، فيما قال شهود عيان إن محيط الممثلية الأمنية في رام الله شهد انتشاراً أمنياً كذلك.
ليقف النشطاء وهم يهتفون، ثم يجلسوا على الأرض في الشارع العام كرسالة احتجاجية، وفيما رفع النشطاء شعارات مثل: "فلسطين لا تستقبل الفاشيين"، "إن كنت تقف مع إسرائيل، أعطها أرضك"، هتف المشاركون ضد المواقف الألمانية المنحازة للاحتلال، وضد استقبال السلطة الفلسطينية للوزير الألماني، ومن الهتافات: "يا وزير برا برا، هذا شعبي مش حيا الله" و"يلي بتسأل شو اللي صار، هي استقبلوا الاستعمار"، و"يا سلطة مالك مالك شو اللي جرالك، شعبك بغزة عم بيموت والنازية في دارك".
وبعد أن وقف المتظاهرون قبالة رجال الشرطة والأمن هتفوا موجهين هتافاتهم لهم: " اسمعوا يا واقفين هناك المستوطنين، واحنا فلسطينيين وهناك المستوطنين"، "يا شرطة فلسطين قتلتنا شرطة بنيامين".
وفي كلمة له قال الناشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أشرف ابو عرام، إن فئة فلسطينية لا تزال تراهن على ما سماه خيار المساومة في إشارة إلى السلطة الفلسطينية، "وعلى خيار الشرعية الدولية الذي جلب الويلات للفلسطينيين"، وتابع بالقول إن الفلسطينيين بحاجة لموقف فلسطيني حقيقي يعبر عن كل الفلسطينيين على كامل التراب الفلسطيني.
وأضاف أبو عرام: "نحن موحدون ضد الاستعمار، لا أهلاً ولا سهلاً بألمانيا ولا بممثليها إذا ما اعتبرت الجرائم اليومية التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني هو حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، هذه جرائم حرب".

أما القيادي في حركة حماس، جمال الطويل، فقال في كلمته إن الفعالية تأتي كرسالة رفض وعدم ترحيب بالوزير، مطالباً ألمانيا بوقف النفاق والتماهي مع العدوان الإسرائيلي، والتوقف عن الخضوع للابتزاز، وطالب الوزير الألماني بوضع نظارة ليرى الدمار في غزة وجرائم الاحتلال.
كما أرسل رسالة إلى السلطة الفلسطينية مطالباً إياها بالارتقاء، كما قال، لمستوى الحدث وعدم استقبال الوزير، وعدم إعطائه منبراً لمهاجمة الشعب الفلسطيني والمقاومة، مطالباً بمحاسبة وزير الخارجية الفلسطيني والسفير في ألمانيا "لبقائه هناك في ظل شتم الوزير للمقاومة".
واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن عباس أكد للضيف الألماني، ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية في غزة والقدس والضفة، "والتي تسببت في كوارث ودمار تتحمل مسؤوليتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مقدراً الجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه.
وشدد عباس على ضرورة العمل على وقف اعتداءات المستوطنين المدعومين من قوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، ومحاولات الاستيلاء على بيوت المواطنين في حي الشيخ جراح، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأشار إلى ضرورة تحرك ألمانيا والاتحاد الأوروبي وجميع الأطراف المعنية لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا في كل مكان، والعمل السياسي من أجل إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وجاء على لسان الوزير كما نقلت "وفا" تأكيد موقف بلاده الداعي لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة، مشدداً على أن ألمانيا ستواصل جهودها لتحقيق السلام وفق مقررات الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي.

المساهمون