استمع إلى الملخص
- في الأردن، تظاهر الآلاف حول سفارة إسرائيل في عمان، معبرين عن دعمهم للمقاومة ورفضهم للتطبيع، وتزامنت الفعاليات مع إضراب عام في مخيم البقعة ووقفة تضامنية لنقابة المهندسين.
- في تونس، خرجت مسيرات دعماً للمقاومة وشهدت توتراً مع الأمن، بينما نظم الطلاب في المغرب تحركات تضامنية، وأكدت الجزائر دعمها للقضية الفلسطينية.
خرجت في عدد من المدن العربية، الاثنين، تظاهرات حاشدة في الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس ونجح خلالها مقاومون من اقتحام مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، قبل أن تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع المحاصر. وسبق تظاهرات الاثنين، تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في دول عدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، السبت والأحد، دعماً لغزة ولبنان.
في الجار الأردن، شارك آلاف الأردنيين بعد صلاة عشاء الاثنين في فعالية حصار سفارة الكيان الصهيوني بمنطقة الرابية غرب العاصمة عمّان، في ذكرى السابع من أكتوبر لتأكيد موقف الشعب الأردني المناصر للشعب الفلسطيني، والداعم للمقاومة في معركة طوفان الأقصى، والمندد بالعدوان الإجرامي وحرب الإبادة الجماعية على فلسطين ولبنان.
ومنع الأمن الأردني المشاركين الذين احتشدوا في ساحة مسجد الكالوتي وما حولها من الوصول إلى مبنى سفارة الاحتلال، باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، وسط عمليات كر وفر بين المتظاهرين ورجال الأمن
وجاءت الفعالية التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وعدد من الأحزاب الأردنية استمراراً لزخم التأييد الشعبي في الأردن ومختلف دول العالم، وانتصاراً للشعب الفلسطيني ومواصلة الشعب الأردني حراكه الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان.
عام، ولم تحد بوصلة الشارع الأردنيّ عن المقاومة أبداً. pic.twitter.com/3nWvdS1VTG
— Noor Abugoush (@NoorAbugoush) October 7, 2024
وردد المشاركون هتافاتٍ تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، مشددين على أنّ ذكرى طوفان الأقصى مرحلة تحول في تاريخ الأمّة، وأشادوا بأداء فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن.
وفي السياق، عمّ الإضراب العام مخيّم البقعة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، الاثنين، وذلك ضمن فعاليات إحياء ذكرى إطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر 2023.
وندد أصحاب محالّ تجارية وأهالٍ في المخيم بالصمت العربي والغربي على ما يجري من إبادة جماعية في غزة والضفة الغربية، داعين حكومات العالم للضغط على الاحتلال لوقف الحرب التي أصبحت عاراً على كل العالم، مطالبين بوقف أشكال التطبيع مع الكيان المحتل.
ونفذت نقابة المهندسين وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، خاصة في قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للسابع من اكتوبر.
بدورها، قالت هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني الأردنية "همم" في بيان لها، إنه "رغم مرور عام على هذه الحرب المدمرة، لا تزال معاناة سكان غزة تتفاقم في ظل الحصار المستمر، وتحت وطأة النقص الحاد في الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء، وتدمير المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية".
في ذكرى السابع من أكتوبر المجيد ، آلاف الأردنيين الآن في محيط سفارة العدو الصهيوني 🔻 pic.twitter.com/jddMUxgOQ2
— التجمّع الشبابي الأردني لدعم المقاومة (@tajammo3_jo) October 7, 2024
وقال البيان، إن دولة الاحتلال لن تتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرائم إلا إذا واجهت موقفاً دولياً حازماً ينهي حالة الإفلات من العقاب، ويؤكد أن حقوق الإنسان لا تخضع للمساومة. وإن شعوب المنطقة تستحق العيش بكرامة وسلام، وستبقى تواصل نضالها العادل حتى تنال كامل حقوقها المشروعة.
بدوره، وصف الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معاذ الخوالدة "معركة طوفان الأقصى بـ"التاريخية"، وأنها رغم حجم التضحيات، إلا أنها شكلت صدمة غير مسبوقة للكيان وقادته.
وأصدرت كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي بيانًا في الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر، أشادت فيه بإنجازات المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، مؤكدةً أن هذه الأحداث شكّلت تحولاً كبيراً في مسار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
تونس: مسيرة حاشدة دعماً لطوفان الأقصى
وشارك تونسيون ومنظمات وسياسيون مساء الاثنين، في مسيرة حاشدة في ذكرى طوفان الاقصى، مؤكدين أن المقاومة صامدة بعد عام على ذكرى 7 أكتوبر، وأشاروا إلى أن دعم الشعب الفلسطيني واللبناني مستمر، وأنه يجب التنديد بمجازر الكيان الصهيوني. وتوجه المحتجون قريباً من سفارة فرنسا وسط العاصمة تونس، وقالوا إنها شريكة في العدوان.
وحاول الأمن التصدي لهم أثناء محاولتهم التقدم قرب محيط السفارة، داعيا إياهم إلى ضبط النفس ليتم إطلاق الشماريخ، الأمر الذي استفز بعض العناصر الأمنية لترد بالغاز وتحاول السيطرة على المحتجين.
وقال منسق جمعية أنصار فلسطين بشير خضر في تصريح لـ "العربي الجديد" إنه "مر 365 يوماً على طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، ويمكن القول إنه مرت 365 يوماً من الابادة الجماعية ومن القتل، ومر عام على دمار غزة وتقتيل الشعب الفلسطيني، ولكن الصمود الذي عرفت به المقاومة سيذكره التاريخ، لأنه يستحيل أن تقف أي مقاومة أمام قوى عظمى وتبقى صامدة".
وأضاف خضر أن "المقاومة الفلسطينية صمدت وكانت لها عمليات نوعية، وطوفان الأقصى حرر الإنسان والشعوب العربية من الخوف وهذا الطوفان سيحرر فلسطين".
وحول الاعتداءات الاسرائيلية على بيروت، ردّ بأن "لا تحرر من دون تضحيات، مبيناً أن الثمن غال، ولكن النصر سيكون قريباً".
وقال الناشط السياسي والنقابي، نفطي حولة إن "طوفان الأقصى تعد ثورة نوعية في تاريخ البشرية، وخاصة في فلسطين"، مبينا في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه "لا بد من مزيد من الدعم والمساندة المقاومة، وعلى جميع القوى الحية يجب أن تتحد لبلوغ النصر. وخيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد ضد المطبعين والخونة".
وبيّن أن "لعبة الشرق الأوسط الجديد لن تمر والإدارة الأميركية التي تشرف على هذا المشروع ستفشل كما فشلت سابقاً، ما دامت المقاومة في لبنان صامدة وتُسند في اليمن المجيد والعراق وإيران التي تلعب دور الردع فإن هذه المخططات لن تمر".
لعبة الشرق الأوسط الجديد لن تمر والإدارة الأميركية التي تشرف على هذا المشروع ستفشل كما فشلت سابقاً
وقال الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي الشغل سمير الشفي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "7 اكتوبر هي الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، واليوم الشعب التونسي بمختلف مكوناته السياسية والمدنية يحيي هذه الذكرى"، مبينا أن التونسي نصير المقاومة كما كان دوماً.
وتابع الشفي أنه "لوحظ اليوم حالة من التشنج غير المفهومة باقتراب المحتجين من محيط السفارة الفرنسية، ورغم أن الاحتجاج حركة نضالية مطلوبة ومن المفترض أن تكون في جل العواصم والشوارع العربية، إلا أن استعمال العنف من قبل بعض العناصر الأمنية غير مبرر".
وتابع أن "التضامن مع المقاومة التي قدمت لأمتها العديد من الشهداء، وهم أبطال من الوزن الثقيل، ومنهم إسماعيل هنية وحسن نصر الله، وبالتأكيد ستنتصر المقاومة".
ويرى عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة، لؤي الطرابلسي أن "مطالبهم واضحة، وهي تجريم التطبيع في تونس ومنع المنتجات التابعة للكيان من الانتشار"، مضيفاً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "سبات بعض الشعوب العربية والدعم الحقيقي غائب"، مضيفا أنه "في ذكرى طوفان الأقصى مرت سنة ولم يتغير شيء فلا حصل تجريم التطبيع ولا المطالب التي نادوا بها لدعم المقاومة تحققت، لذلك لا بد من دعم المقاومة حتى النصر".
وبين أن "استعمال الغاز المسيل للدموع غير مبرر، لأن أي بلد ساند إسرائيل ضد الحق الفلسطيني هو كيان مرفوض، وكل من كان ضد الإنسانية وقتل الفلسطينيين غير مرغوب فيه ولا يجب حمايته".
المغرب: طلاب يدعمون فلسطين في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى
في غضون ذلك، شهدت جامعات مغربية، الاثنين، تحرّكات طالبية تضامناً مع فلسطين والفلسطينيين، في ذكرى مرور عام على عملية طوفان الأقصى. ومن المنتظر أن يتواصل الحراك الطالبي المغربي من خلال تصعيد جديد أعلن عنه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أكبر تنظيم طالبي في البلاد) يشمل إضراباً شاملاً غداً الأربعاء، ضدّ التطبيع الأكاديمي مع حكومة إسرائيل وجامعاتها.
كما شهدت الجزائر، الاثنين، سلسلة فعاليات سياسية وشعبية في ذكرى عملية طوفان الأقصى، جددت تأكيد المواقف الجزائرية الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية. ونظّمت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، فعالية سياسية بهذه المناسبة وشارك فيها سياسيون وأكاديميون وممثلون عن المقاومة، وقال رئيس الحركة عبد العالي حساني إن "طوفان الأقصى أعاد الوهج للقضية الفلسطينية، وأنقذها من مشاريع التصفية التي كانت جارية".