استمع إلى الملخص
- الحراك الشعبي يرفض الانتخابات ويصف المرشحين بالدمى الفاسدة، مع تأكيد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز على دعمه للمطالب الشعبية ورفض الفساد والاستبداد.
- الشيخ حكمت الهجري يصدر بيانًا يدعم فيه الحراك الشعبي ويشجع على الصمود ضد الفساد، بينما هنا الناصر تؤكد على أهمية الدعم الشعبي والمجموعات المسلحة في مواجهة الاستبداد.
تزامناً مع الاحتفاء بإطلاق سراح الناشطة المدنية ريتا العقباني من أحد سجون الفروع الأمنية في دمشق، جدد المتظاهرون في محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، مطالبهم المشروعة بالحرية والعدالة والانتقال السياسي، داعين إلى الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين والمغيبين قسرياً لينعموا بالحرية. وكانت مدينة السويداء قد عاشت أجواء من التوتر خلال ساعات الظهيرة وحتى مساء يوم أمس، قبيل خبر إطلاق سراح العقباني. وشدد الناشطون في ساحة الكرامة في وقفتهم اليوم على ضرورة الخلاص من التعديات الأمنية، ومواجهة أساليب السلطة القمعية، رافعين لافتات تطالب بحرية كل المعتقلين، ورحيل سلطة الاستبداد.
وكانت الفصائل المسلحة، ومجموعات مدنية عدة، استنفرت منذ صباح أمس الخميس، واحتجزت 13 عنصراً من قوات النظام السوري، للضغط على أجهزة النظام الأمنية لفك أسر العقباني، بعد ثلاثة أيام من احتجازها دون أي سبب. وركز الناشطون في المحافظة حملاتهم على مقاطعة انتخابات مجلس الشعب المقبلة، ووصفوا الأعضاء بالدمى الفاسدة والممثلة لسلطة الفساد. وكان التجمع المهني الذي انبثق من ساحة الكرامة قد أصدر بياناً قبل يومين، أكد فيه عدم شرعية مجلس الشعب والممثلين، ووصفهم بأدوات رخيصة لقمع الشعب، مطالباً الأهالي بمقاطعة الانتخابات، ورفض المرشحين إليها اجتماعياً وأخلاقياً.
بدء التجمع في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء اليوم في مظاهرة جديدة مطالبة بالتغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد. pic.twitter.com/sle4159H4b
— راصد السويداء (@alrasd_sy) June 14, 2024
وفي هذا الصدد، قال الناشط المدني تركي الطرودي لـ"العربي الجديد"، "سنحارب بسلميتنا كل أشكال الفساد، وفي مقدمتها هذه الانتخابات التي لا تمثل إلا حالة لاستمرار فساد أجهزة الدولة والشعب في نفس الوقت، ونحن نرى أن كل مرشح لهذا المكان، حتى لو لم ينجح، هو في حد ذاته عميل وفاسد وبيدق في أيدي الأجهزة الأمنية والحزبية". وتابع: "ومن يدعي أنه وطني وسيعمل على خدمة الناس، فهو مغيّب عقلياً وفكرياً، وبعيد كل البعد عن الواقع، وعن تاريخ ما يُسمّى بمجلس الشعب السوري، وقد نذر نفسه من الأساس ليكون خادماً لهذه السلطة". وأضاف الطرودي: "نحن كسوريين أحرار، لم تعد تمثلنا إلا مجالس ساحات الكرامة، والانتخابات، والبيانات الصادرة عنها بالإجماع".
وكان الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري قد أصدر بياناً مصوراً بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، هنأ فيه الشرفاء في كل مكان، وخص بالذكر المغتربين من أبناء المحافظة، والأحرار الواقفين في ساحات الكرامة، معاهداً الاستمرار في موقفه المشجع والداعم للحراك الشعبي، متوجهاً لهم بالقول "أنتم لا تستحقون سوى كلام الطيب، والتشجيع، والوفاء، لما تبذلونه من جهود بوقفتكم الجديرة بالاحترام، والتي سجل لها التاريخ شرفاً ناصع البياض على صفحاته المشرقة بالوطنية والمصداقية والإخلاص".
وأضاف أن إرادة الشعب الحر لا تقهر، ولنا في كل ميدان فرسان، ولنا في كل واقعة أمجاد، نعرف أعداءنا، ولا نحارب غيرهم، ومهما أطلقوا رياحهم الهوجاء نحو أشرعتنا، فلن يحيد الرجال، وسيوجهون دفة المراكب إلى الصواب. وتابع "أن فساد السلطة لن يزيدكم إلا قوة وصلابة ومثابرة، ولا خوف على الأرض والعرض، وحاشا أن نذل تحت أي ظرف كان".
وفي إشارة إلى التعزيزات العسكرية والتهديدات بعمل عسكري، قال الهجري، إن المعاناة التي يعيشها الشعب أصعب بكثير من كل تهديد ووعيد وضغط وتهويل، وصوت الحق هو الأقوى، وصوت العز هو الأجدى، ولن يصح إلا الصحيح. وختم الهجري بيانه برسالة إلى السلطة الحاكمة دون أن يذكرها بالاسم، قائلاً: "إلى كل من يحاولون انتزاع البهجة من نفوس الناس، وسلب لقمة العيش من أفواه الاطفال، ويحرمهم فرحة الأعياد بزيادة الضغط الاقتصادي، والغلاء، والدمار، عبر فاسدين يظنون أنهم يديرون البلاد، وهم على العكس يحرمون الأهل من أكل لقمة الحلال من خير وطنهم، فكفى عبثاً، كفى ألماً، كفى إذلالاً".
وعن بيان الشيخ الهجري، قال هنا الناصر لـ"العربي الجديد"، "في كل موقف وبيان صادر عن الهجري، يزيد من صمودنا وعزتنا، ويضيف لبنة إلى أهدافنا الوطنية، ونحن في الحراك الشعبي السلمي نشعر بالكثير من الاطمئنان لحديثه، ونتوخى قراءة ما بين السطور. وأكثر ما لفت انتباهي توجهه للفئات الشعبية التي لم تلتحق حتى الآن بالحراك الشعبي، بالقول "كونوا رجالاً كما عرفنا أهلكم، ولا تنكسوا الرؤوس)".
وعن مواقف المجموعات المسلحة التي احتجزت العناصر والضباط، قالت الناصر إنه في كل موقف، يعيد هؤلاء الأمل بوجود سند قوي وقادر على حماية الناس من الظلم، والاعتقال، والقهر، والتنكيل. وأردفت: "نحن ندرك أننا لا نستطيع مواجهة سلطات تمرست على الاستبداد بسواعدنا وأصواتنا، وأننا نحتاج إلى هذا السند الذي يمثل كل مظلوم في المحافظة. وكما قال الشيخ الهجري لهذه السلطة: لقد كرهكم تراب الوطن، وكرهتكم صخور الوطن، وعرفكم أهل الوطن، وما عاد بإمكان الناس ان تصمت أكثر على جناياتكم المعيب ارتكابها، وعسى أن يحقق الله أمنيات الخير لشعب جاد بدمه وماله".