- الناشط عدنان أبو عاصي يؤكد على أهمية النضال السلمي وتأثير الحراك الشعبي في إنشاء رقابة على مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد.
- أهالي بلدة سليم يحولون مقر فرقة حزبية إلى مدرسة، في خطوة تعكس قوة العمل الجماعي وتأثير الحراك الشعبي في تحقيق التغييرات المجتمعية.
تجمّع اليوم الجمعة، مئات المتظاهرين والمتظاهرات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، مجددين مطالبهم بالتغيير السلمي ورحيل النظام السوري الحاكم.
وبالرغم من الظروف الجوية الباردة والمعاناة الدائمة من الوضع الاقتصادي المعيشي السيئ، احتفل المتظاهرون على طريقتهم بالأم السورية، والوطن السوري، والمعلم، حاملين كالعادة الورود واللافتات التي تدعو للعدالة. في حين نظم محتجون وقفة تضامنية مع المعلمة لميس الملحم، المفصولة تعسفياً بحجة مشاركتها في الاحتجاجات المناهضة لسلطة الأمر الواقع.
وقال الناشط المدني عدنان أبو عاصي، لـ"العربي الجديد": "نحن نُدرك تماماً أن مجهودنا اليومي في الساحات هو امتداد طبيعي لنضال الشعب السوري وثورته، وندرك أننا نواجه أنظمة حاكمة لن تغير من سياساتها أو تتغير ما دام الموقف والظروف الإقليمية والدولية لمصلحتها، ولكن هذا لا يعني أننا لم نحدث أثراً داخلياً وخارجياً، ولعل أهم ما أحدثناه هي الرقابة التي صنعناها لمؤسسات الدولة والضغط الكبير على بؤر الفساد وملاحقتها. والأهم شعور كل مواطن بالتحرر من الخوف الذي سكن داخله خلال عقود من الزمن".
وأضاف أبو عاصي أن "الاستمرار في الساحات يشكل مصدر قوة لكل مواطن، بدأ يظهر عفوياً من خلال مطالبته بحقوقه المشروعة في كل مجلس أو مقر أو مؤسسة، وغالبية الناس بدأت تدرك أن بجانبها سنداً وقوة اسمها الحراك الشعبي وساحة الكرامة".
مقرّ فرقة حزبية يتحول إلى مدرسة شمالي السويداء
وفي موقف هو الأول من نوعه في المناطق الخاضعة لسلطة النظام السوري، حوّل أهالي بلدة سليم شمالي مدينة السويداء جنوبي سورية مقرّ الفرقة الحزبية المستولى عليها سابقاً من حزب البعث، إلى مدرسة لتعليم الطلاب وإقامة الدورات والأنشطة الثقافية.
وبدأ أهالي البلدة بترميم مقر الفرقة بعد إغلاقها في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ونقل محتوياتها، وتم تجهيزها وافتتاحها يوم أمس الخميس، باحتفالية أكدوا من خلالها استعادة المدرسة بعد 40 عاماً، وتحويلها إلى مقر للعلم والمعرفة، داعين جميع البلدات في المحافظة لتحويل المقرات الحزبية إلى مراكز علمية.
واعتبر الناشط المدني يزن أبو هدير (أحد أبناء البلدة) في حديثه لـ"العربي الجديد" أن تحويل مقر حزب البعث إلى مدرسة هو أحد إنجازات الحراك الشعبي السلمي في السويداء، وهو نموذج للعمل الجماعي الديمقراطي، ونتاج لمشاركة جميع فئات المجتمع في البلدة، خاصة النساء اللواتي كان لهنّ الدور الرائد في كل الخطوات. وأضاف: "لم يكن هذا الإنجاز مجرد تأهيل مدرسة، بل كان رمزاً للعدالة والنور. أثبتنا من خلاله أننا شعب قادر على النهوض من تحت الرماد ومواجهة الظروف الصعبة، وأظهرنا قوة التعاون والعمل الجماعي في تحقيق الأهداف النبيلة".
وأشار أبو هدير إلى أن الأهالي نظموا أنفسهم في لجان إشراف وإدارة ومحاسبة وأسسوا صندوقاً للمساعدة ريعه من أبناء البلدة في الداخل والخارج، إلى أن تم إنجاز العمل بصورة كاملة من قاعات جاهزة وأدوات مساعدة على التعلم والتعليم. ورأى أهالي السويداء هذا الإنجاز نقطة تحوّل في سيرورة الانتفاضة الشعبية والتحدي الأول في المناطق التي ما زالت خاضعة لحكم النظام السوري.
بدوره قال جهاد شيب الدين لـ"العربي الجديد"، إنّ "تحويل مقر حزبي امتهن سياسة التظليل والتنكيل، إلى مدرسة للتعليم والمعرفة، هو إنجاز يجب أن نقتدي به جميعاً، وهو الخطوة التالية لجميع مقرات الحزب المغلقة في السويداء. وهذا خير تعبير عن أهداف الحراك الشعبي ورؤاه، فقد انتفض الناس من أجل تغيير سياسات الحزب الواحد والحكم الواحد، ولن تتراجع قبل أن تحقق أهدافها في الحرية والانتقال السياسي".