استمع إلى الملخص
- **عمليات تحرير سابقة**: القاضي هو المحتجز الثامن الذي جرى تحريره حياً. سبقت عملية إنقاذه ثلاث عمليات عسكرية لتحرير محتجزين آخرين، وشاركت في تحريره وحدات متعددة من الجيش والشاباك.
- **ردود الفعل والإعلام**: الإعلام الإسرائيلي احتفى بإعادة القاضي واعتبرها صورة نصر، لكنه ذكّر بوجود 108 محتجزين آخرين في غزة. نتنياهو قد يستغل الحدث للتأكيد على فعالية الضغط العسكري.
هآرتس: القاضي تمكن من الهرب من مكان احتجازه في نفق جنوبي قطاع غزة
نتنياهو قال إن الحكومة ستواصل عمل كل شيء لإعادة جميع المحتجزين
عائلات المحتجزين: السبيل الوحيد والأكيد لإعادتهم جميعاً هو الصفقة
بخلاف الرواية الرسمية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تحدّث عن تمكّنه اليوم الثلاثاء، من تخليص المحتجز في قطاع غزة فرحان القاضي من منطقة مدينة رهط في النقب، أشارت معلومات أخرى، منها ما نُشر في صحيفة هآرتس، إلى أن القاضي تمكن من الهرب من مكان احتجازه في نفق جنوبيّ قطاع غزة، والتقى قوة من جيش الاحتلال أخرجته من القطاع. وحاول جنود الاحتلال أن يفهموا منه إن كان قد احتُجز إلى جانب محتجزين آخرين، قبل نقله إلى مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، الذي أعلن أن حالته الصحية جيدة.
واقتيد القاضي إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حيث كان يعمل حارساً في "كيبوت ماغين". وقال حاتم شقيق فرحان القاضي في حديث لوسائل الإعلام إن حالته الصحية جيدة، وأضاف أن العائلة تلقّت اتصالاً من قبل مندوب الجيش وأبلغهم بتخليصه: "لم نعتقد أنه سيخرج من هناك، ولم نعرف ما إذا كان حياً أو ميتاً". وقال ديوان مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه "تحدّث عبر الهاتف مع فرحان القاضي، الذي جرى تخليصه من أسر حماس. وأوضح رئيس الحكومة أنه سيواصل عمل كل شيء من أجل إعادة جميع مختطفينا إلى الديار".
وإذا ما صحت رواية جيش الاحتلال، يُعتبر القاضي المحتجز الثامن الذي جرى تخليصه حياً وليس ضمن صفقة مع حركة حماس. وسبقت عملية إنقاذه ثلاث عمليات عسكرية لإنقاذ محتجزين، تمّ في الأولى تخليص أوري ماجيديش، وفي الثانية أُنقِذ فرناندو ميرمان ولويس هار، وفي الأخيرة أُنقِذ نوعا أرغاماني وألموغ مئير جان وأندريه كوزلوف وشلومي زيف.
وجاء في بيان مشترك لجيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، الثلاثاء، أنه "في عملية مشتركة لجيش الدفاع والشاباك حُرِّر اليوم المختطف الاسرائيلي فرحان القاضي البالغ من العمر 52 عاماً من رهط". وأضاف البيان أن وحدة الكوماندو البحري واللواء 401 ووحدة يهالوم الهندسية وأفراد جهاز الشاباك تحت قيادة الفرقة 162 شاركوا في تنفيذ العملية، مشيراً إلى أنه "لا يمكن الإفصاح عن مزيد من المعلومات نظراً لقضايا تتعلق بأمن المختطفين والقوات والدولة".
وجاء في بيان لاحق لجيش الاحتلال أن رئيس أركانه، الجنرال هرتسي هاليفي، أنهى "جلسة لتقييم الوضع مع قائد المنطقة الجنوبية ورئيس هيئة العمليات ورئيس هيئة الاستخبارات والميجر جنرال نيتسان ألون ومنسق أعمال الحكومة في المناطق، وذلك بعد تحرير المختطف فرحان القاضي، ووافق على مواصلة عمل القوات في الميدان، وذلك في طريقه للزيارة في الأغوار". وقال هاليفي، بحسب البيان: "نعمل كل ما بوسعنا لإنقاذ جميع المختطفين. قوات جيش الدفاع والشاباك تثبت الشجاعة والإصرار والمبادرة في عمليات معقدة في الميدان".
في غضون ذلك، احتفى الإعلام الإسرائيلي بإعادة القاضي، معتبراً أنها تشكّل صورة نصر وسارع لإجراء مقابلات بطابع احتفالي مع العائلات، لكن سرعان ما ذكّر بوجود 108 محتجزين ما زالوا في قطاع غزة، بينهم 36 أعلنت إسرائيل مقتلهم. وقد يستغل نتنياهو إعادة المحتجز لاحقاً للتأكيد أن الضغط العسكري يؤتي أكله ويعيد المحتجزين، متغاضياً عن مقتل عدد منهم بنيران الجيش الإسرائيلي. مع هذا ليس نتنياهو بحاجة لمثل هذا "الإنجاز" من أجل مواصلة تعنته إزاء الصفقة واستمرار إفشاله لأي تقدّم فيها.
من جانبه، علّق منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين على إعادة القاضي، بقوله: "إن بشرى عودة فرحان القاضي إلى إسرائيل نقطة ضوء لعائلات المختطفين وشعب إسرائيل بأكمله في هذه الأيام الصعبة والمشحونة". وفي الوقت نفسه، أكد المنتدى أنه "لا يزال هناك 108 مختطفين في أسر حماس، والسبيل الوحيد والأكيد لإعادتهم جميعاً هو الصفقة".