في أول تعليق للحوثيين على قرار الإدارة الأميركية، قال المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام إنه لا قيمة للتصنيف الأميركي، ولن يغير ذلك من موقف اليمن الداعم لفلسطين، بل نعتبره وسام شرف لليمن لمساندته المقاومة الفلسطينية في غزة".
وأضاف في تغريدة له على موقع إكس أن "أميركا تمارس عدوانيتها على اليمن بتصنيف وبدون تصنيف، والسياسات الأميركية الاستكبارية ودعمها كيان الإجرام الصهيوني تجعلها راعية الإرهاب الحقيقي".
رئيس الوفد المفاوض محمد عبدالسلام للمسيرة:
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) January 17, 2024
التصنيف الأمريكي لن يؤثر على موقفنا ولا على عملياتنا، بل سيرتد عليهم بإسناد شعبي كبير.. والتصنيف لم يأتِ بجديد، ويؤكد أنه جاء على خلفية موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني المظلوم ..
- التصنيف الأمريكي لا يستهدف أنصار الله بل يستهدف موقف… pic.twitter.com/meNqygAxT6
وأعادت الإدارة الأميركية، الأربعاء، تصنيف جماعة الحوثيين على أنها كيان إرهابي دولي، وسط استمرار الهجمات التي تشنها الجماعة المتمركزة في اليمن. وقالت إدارة بايدن إن التصنيف يهدف إلى ردع الحوثيين عن عدوانهم المستمر في البحر الأحمر.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد صنفت في أسابيعها الأخيرة جماعة الحوثيين منظمة إرهابية، غير أن بايدن أزال هذا التصنيف في فبراير/شباط 2021 تحت مبرر أن هذه الخطوة ستساهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني الذي يعاني من الحرب المندلعة منذ مارس/آذار 2015.
ويأتي القرار الأميركي في ظل تخوفات من أن يؤثر تصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية على مسار المشاورات الخاصة بخريطة الطريق الخاصة بالأمم المتحدة والتي كشف عنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، والهادفة لإنهاء الحرب في اليمن والشروع بعملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
الصحافي المقرب من جماعة الحوثيين الكرار المراني، قال لـ"العربي الجديد" إن القرار الأميركي بإعادة تصنيف "أنصار الله" جماعة إرهابية جاء بعد فشل الخيار العسكري الأميركي، خصوصاً بعد تنفيذ واشنطن ولندن ضربات جوية في العاصمة صنعاء والحديدة وصعدة.
وأردف أنه لا فاعلية للقرار على أرض الواقع العملي من كل النواحي، والشاهد على ذلك أنه لا أرصدة لقياداتها الحوثيين في الخارج. وأكد أن "التصنيف جاء لابتزاز صنعاء والضغط عليها لإيقاف عملياتها الداعمة والمساندة للمقاومة الفلسطينية في معركتها ضد الكيان الصهيوني المجرم، لكن هذين الضغط والتهديد الأميركي لن يثنيا اليمن وقيادته الثورية والسياسية عن دعم فلسطين، لأن الموقف اليمني من القضية الفلسطينية مبدئي وثابت ولا يمكن أن يتغير مهما كانت التحديات والتهديدات".
ورأى أن القرار الأميركي لن يؤثر على الشعب اليمني، لأنه سبق التصنيف في فترة حكم ترامب ولم يؤثر ذلك، إضافة إلى أن الجانب الأميركي يصرح بأن الغذاء والدواء والوقود لا يشملها القرار".
وفي ما يخص تأثير القرار الأميركي على خريطة الطريق الأممية الخاصة باليمن قال إنه "لا يمكن أن يؤثر ذلك أيضاً لأننا نعرف أميركا، فهي لا تقيم لهذه المسميات والتصنيفات وزنا، فهي سبق وصنفت طالبان بأنها إرهابية ومن ثم تفاوضت معها، كذلك حركة حماس".
وكانت الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وعلى لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني قد طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالضغط على النظام الإيراني لوقف تدخلاته في الشأن اليمني، والشروع في تصنيف المليشيا الحوثية "منظمة إرهابية" على حد قوله.
الصحافي في مكتب رئاسة الجمهورية التابع للشرعية فائد دحان، قال لـ"العربي الجديد" إن "العالم الذي أزال تصنيف الحوثي من قائمة الإرهاب بمعاييره المزدوجة، اليوم يعيد تصنيف هذا التنظيم إرهابيا، وحتى إن اعتبرنا هذا إجراء ابتزازياً إلا أنه جاء متأخرا بحق تنظيم وجماعة أوغلت في إرهابها بحق الشعب اليمني".
وأضاف أن "تنظيم الحوثي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعمليات سرية للحرس الثوري الإيراني، ويعمل في نطاق الحرب الخفية بين أميركا وإيران في الأوطان العربية، وعليه فإن إيقاف عمليات الحوثي في البحر الأحمر لن يتم إلا إذا أرادت له طهران التوقف".
ورأى أن "الحوثي لا يقصد بعملياته تلك إلا تنفيذ مخططات إيران وما تريده من عمليات ضغط على القوى العالمية لفرض هيمنتها أمام العالم، ولكن على حساب الشعوب العربية والأراضي العربية".