يستمر التصعيد في السجون الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أقدمت قوات قمع سجون الاحتلال الإسرائيلي (اليماز) على اقتحام قسم الأسيرات في سجن الدامون ونقل الأسيرة ياسمين شعبان إلى مكان مجهول، ما دفع الأسيرات إلى حرق غرفتين قبل أن تعتدي عليهم قوات القمع برش غاز الفلفل والغاز المسيل للدموع، فيما أعلن الأسرى خطوات تصعيدية رداً على ذلك.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي نفّذت عملية قمع واسعة بحقّ 29 أسيرة، أمس الثلاثاء، على خلفية مظاهر احتفال ظهرت في سجن رامون، بعد عمليتي إطلاق نار في القدس يومي الجمعة والسبت الماضيين، أدت إلى مقتل 7 إسرائيليين".
وتابع أبو بكر: "لم نعلم حتى الآن أين تم عزل ممثلة الأسيرات ياسمين شعبان، لكن يرجّح أن يتم نقلها إلى دوائر التحقيق، فيما تم عزل أربع أسيرات لمدة أسبوع، وحرمانهن من التواصل بالهواتف العمومية، إضافة لعزل كل الأسيرات مدة خمس أيام".
وأشار أبو بكر إلى أن الاحتلال أبلغ الصليب الأحمر الدولي بإلغاء زيارات أهالي الأسرى التي كانت مقررة، اليوم الأربعاء، مؤكداً أن السجون الإسرائيلية تشهد حالة توتر منذ أيام بعد تنفيذ عمليات عزل عدد من الأسرى في سجني عوفر والنقب، إضافة إلى تجريدهم من مقتنياتهم الكهربائية.
من جانبها، أوضحت مديرة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني، أماني سراحنة، لـ"العربي الجديد"، أن سبب القمع (نقلًا عن الأسيرات) جاء بعد عملية تفتيش أجرتها إدارة السجون لإحدى غرف الأسيرات داخل القسم، وبحسب ادعاء إدارة سجون الاحتلال فإنها عثرت خلال عملية التفتيش على "شفرة" في إحدى الغرف مكتوب عليها عبارة (إمّا النصر أو الشهادة).
وأكدت السراحنة أن الأسيرات طالبن بضرورة إعادة الأسيرات المعزولات إلى القسم، إضافة إلى الكشف عن مصير الأسيرة ياسمين شعبان التي نقلت خارج سجن الدامون، وإيقاف كل أشكال التنكيل المستمرة بحقّهن.
وكان مكتب إعلام الأسرى (يتبع لحركة حماس في غزة) قد نشر صباح اليوم الأربعاء تسجيلاً صوتياً قال إن مصدره أسيرات سجن الدامون، ناشدن فيه "فصائل المقاومة في قطاع غزة وأحرار الشعب الفلسطيني بسرعة التحرك لوقف الأذى ومسلسل التنكيل بحقهن من قبل إدارة سجون الاحتلال".
وجاء في التسجيل: "نطالب بتحريرنا بعد وقوعنا في الأسر، بعد أن أدينا واجب الوطن والمقدسات ولم يُقدّر لنا الشهادة، رغم أن بعضنا قد أصيب، وألم الإصابة يفتك به برد الزنازين، وهل سننتظر أسيراً آخر ينتصر لنا كما فعل الأخ يوسف المبحوح العام الماضي؟".
وكان الأسير المبحوح (المحكوم 15 عاماً) قد طعن ضابطاً بإدارة سجن نفحة، ما أدى لإصابته بجروح طفيفة في الرابع عشر من فبراير/ شباط العام الماضي.
وفي خطوة احتجاجية تضامناً مع الأسيرات، أعاد الأسرى في السجون وجبات الطعام، وأغلقوا أقسام السجن، محذرين من تفاقم الأوضاع.
وكان نادي الأسير قد حذر في وقت سابق من تصعيد خطير تذهب إليه السجون في ظل المعطيات الراهنة والمتصاعدة بحق الأسرى، والتي تتماهى فعلياً مع التهديدات المتصاعدة من قبل ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير.
وحذّرت الفصائل الفلسطينية من تفاقم الاعتداءات الإسرائيلية بحق الأسرى، وأن الاحتلال سيدفع ثمن عقوباته بحق الأسيرات، فيما أبلغت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الوسيط المصري بخطورة ما يحدث في السجون.