شنت الطائرات الحربية الروسية، اليوم الإثنين، غارات جوية استهدفت الأطراف الغربية لمدينة إدلب، شمال غربي سورية، فيما كثفت قوات النظام من قصفها المدفعي والصاروخي الذي طاول ما يزيد على 15 بلدة وقرية جنوبي إدلب، ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها). يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماعات مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سورية، ومؤتمر بروكسل (الخامس) للمانحين.
وقال الناشط الإعلامي عبد العزيز قيطاز إنّ الطائرات الحربية الروسية شنّت أربع غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار، استهدفت المزارع المحيطة ببلدة عين شيب، ومحيط قرية مرتين، غربي مدينة إدلب، دون تسجيل أي إصابة تذكر.
وأكد قيطاز، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ رتلاً عسكرياً للقوات التركية توقف في بلدة حزانو، شمالي محافظة إدلب، بسبب الغارات الروسية على المنطقة، حيث كان متجهاً إلى نقاط الجيش التركي، جنوب غربي إدلب.
وأضاف أنّ "قوات النظام كثفت من قصفها المدفعي والصاروخي منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الإثنين، مستهدفة أكثر من 15 بلدة وقرية جنوبي إدلب وغربي حماة، بالإضافة لاستهداف خيمة للنازحين في تل القرقور، ضمن منطقة سهل الغاب غرب حماة، واقتصرت الأضرار على الماديات، بالتزامن مع تحليق خمس طائرات استطلاع في أجواء المحافظة، اثنتان منها روسيتان، وطائرتان إيرانية وتركية، وطائرة تابعة للتحالف الدولي.
من جهة أخرى، أوضح بيان فريق "منسقو استجابة سورية"، الصادر ظهر اليوم الإثنين، أنّ قوات النظام السوري وروسيا شنت أكثر من ست حملات عسكرية على مناطق شمال غربي سورية منذ توقيع اتفاق سوتشي عام 2018، نزح بسببها أكثر من نصف سكان المنطقة، معظمهم يعيشون في مخيمات بدائية تفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية، ليزيد عددها عن أكثر من 1304 مخيمات.
وأضاف البيان أنّ "عمليات النزوح رافقها تدمير واسع النطاق في المنشآت والبنى التحتية خلال الحملات العسكرية المتعاقبة على محافظة إدلب"، مؤكداً أن عدد المنشآت المستهدفة منذ توقيع اتفاق سوتشي وصل إلى أكثر من 700 منشأة تضمنت مدارس ومشافي وأسواقاً شعبية ومراكز خدمية ومراكز إيواء للنازحين، ما زاد من عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في مناطق شمال غربي سورية إلى أكثر من 80% من أصل أربعة ملايين مدني يعيشون في المنطقة المذكورة.
ولفت الفريق إلى أنّ إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غرب سورية سيتسبب في زيادة معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة في المنطقة، وبازدياد حالات سوء التغذية الحاد عند الأطفال والأمهات بشكل أكبر من النسب السابقة، وبانهيارات اقتصادية متعاقبة، وخاصةً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان الليرة السورية قيمتها الشرائية، وازدياد عدد القاطنين في المخيمات، نتيجة لجوء الآلاف من المدنيين إلى الاستقرار فيها وعجزهم الكامل عن التوفيق بين المأوى والغذاء.
وحذر الفريق من تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية عامةً وفي شمال غرب سورية على الأخص تبعًا لإجراءات منع المساعدات، ما يتسبب بكارثة إنسانية قد تحل بالمدنيين، كما حث على ضرورة الالتزام بقوانين الحرب لتسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين، وذلك عبر تسهيل المرور السريع للمساعدات وعدم التدخل فيها بشكل تعسفي بما يضمن حرية تنقل العاملين في المجال الإنساني.
ويرأس وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن اجتماعاً رفيع المستوى في مجلس الأمن في نيويورك، مساء اليوم الإثنين، بشأن الوضع الإنساني في سورية، وسيقدم خلاله كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، هنريتا فور، إحاطتيهما حول آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية في سورية.
كما انطلق مؤتمر بروكسل بتنظيم مركزي من العاصمة البلجيكية للمانحين حول "دعم مستقبل سورية والمنطقة"، اليوم الإثنين، بشكل افتراضي بسبب القيود المفروضة في ظل جائحة كورونا، برئاسة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بهدف الاستمرار في دعم الشعب السوري وحشد المجتمع الدولي لدعم حل سياسي شامل وموثوق للصراع في سورية، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن الأممي رقم 2254.