تصعيد احتجاجي في النجف وبابل: مطالبات بإقالة الحكومات المحلية وصدامات مع الأمن

15 مارس 2021
الأمن استخدم الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت محافظتا النجف وبابل، جنوبي العراق، اليوم الاثنين، تصعيداً احتجاجياً جديداً شارك فيه المئات من الناشطين والشبان العراقيين في تلك المدن، للمطالبة بإقالة حكوماتها المحلية التي يتهمونها بالفساد، ووسط مواجهات مع عناصر الأمن الذي استخدم الرصاص الحي لتفريقهم، حيث أصيب عدد من المتظاهرين.

وتجمع عشرات المتظاهرين قرب مبنى الحكومة المحلية في النجف، والتي طوّقها الأمن بالأسلاك الشائكة والحاجز البشري، وأحرق المتظاهرون الإطارات ورددوا هتافات لإسقاط المحافظ ونوابه، إلا أن عناصر الأمن أطلقوا الرصاص الحي باتجاههم لأجل تفريقهم، ما تسبب بوقوع عمليات كر وفر. 

وفي بابل، قطعت القوات الأمنية الطريق أمام متظاهرين غاضبين اتجهوا نحو مبنى الحكومة المحلية، وباغتتهم بإطلاق النار وقنابل الغاز بكثافة، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوفهم.

وقال الناشط في تنسيقية تظاهرات بابل، هاشم البهادلي، إن "المحافظ كان قد جهز القوات الأمنية وعناصر الشغب أمام مبنى الحكومة المحلية لإنهاء تظاهراتنا بالقوة"، مبينا، لـ"العربي الجديد"، أن "المئات من أهالي المحافظة وصلوا إلى قرب المبنى وهم يرددون شعارات تطالب بإقالة المحافظ، وإبعاد الفاسدين عن مواقع المسؤولية".

وأشار إلى أن "عناصر الأمن هاجموا بقوة المتظاهرين بكثافة نار وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من المتظاهرين بجروح مختلفة"، وحمل "الحكومة المركزية مسؤولية ذلك، وعدم محاسبتها المحافظين الفاسدين والقوات الأمنية التي تقتل المتظاهرين".

إلى ذلك، قطع متظاهرون في مدينة الناصرية جسر الزيتون والهولندي بإحراق الإطارات عليهما، كما قطعوا طرقا أخرى قريبة منهما، مطالبين بتعيين محافظ مستقل بعيدا عن هيمنة الأحزاب والمليشيات.

من جهته، قال مسؤول محلي في المحافظة إن "إدارة المحافظة وجهت بتعزيز أمنها بعناصر أمن إضافية، انتشروا عند محيطها وشكلوا حاجزا بشريا لمنع وصول المتظاهرين"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "التعزيزات الأمنية قطعت أيضا عددا من الطرق، ونصبت أسلاكا شائكة لمنع وصول المتظاهرين".

وأشار إلى أن "المحافظ وجه القوات الأمنية بمنع التصادم مع المتظاهرين، فيما يحاول أن يطلق لهم وعودا لحسم ملف إدارة المحافظة، وتحسين الخدمات فيها، وتحقيق مطالبهم".

وشهدت محافظات عراقية جنوبية، خلال الأيام الأخيرة، تظاهرات طالبت بإقالة الحكومات المحلية، على غرار ما حدث في ذي قار (جنوباً) التي أقيل محافظها ناظم الوائلي، الشهر الماضي، على خلفية احتجاجات سقط خلالها قتلى وجرحى من المتظاهرين بنيران قوات الأمن.

ويخشى أهالي الناصرية من حراك تجريه بعض الأحزاب السياسية، محاولة الاستحواذ على منصب المحافظ، الأمر الذي دفعهم للتصعيد الاحتجاجي.

المساهمون