استمع إلى الملخص
- قرية أم الخير شهدت هدم 11 منزلاً ومسكنًا دون إنذار مسبق أو قرار قضائي، في حين يخوض السكان معركة قانونية منذ 2009 لوقف الإجراءات الإسرائيلية الساعية لتهجيرهم.
- تعرضت القرية لتوسع استيطاني مكثف، حيث يعيش حوالي ألف بدوي فلسطيني في ظروف معيشية صعبة، مع استمرار الهجمات والهدم الذي أدى إلى تشريد نحو 80 فلسطينيًا، في ظل سياسات إسرائيل الرامية لتغيير الديمغرافيا والجغرافيا المحلية.
صعّد الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، من سياسة هدم المنازل في مناطق محافظة الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، ضمن مساعٍ واضحة لتوسيع المستوطنات على حساب القرى الصغيرة والتجمعات البدوية. وقد وصل عدد المنازل المهدّمة خلال يومين إلى 14 منزلاً.
ظهر اليوم الأربعاء، هدمت سلطات الاحتلال 11 منزلاً ومسكناً في قرية أم الخير شرق يطا، جنوبيّ الخليل، دون سابق إنذار وقبل صدور أي قرار من المحكمة الإسرائيلية. ورغم الإخطارات الصادرة منذ عام 2009، كان السكان وأصحاب الأراضي يخوضون معركة قانونية لوقف الإجراءات الإسرائيلية الساعية لتهجيرهم.
وقال عضو مجلس قروي أم الخير، ياسر الهذالين، لـ"العربي الجديد"، إنهم "تفاجأوا بجرّافات وآليات الاحتلال على أبواب منازلهم، حيث أبلغوهم بسرعة إخلاء البيوت قبل هدمها، دون تسليمهم أي إثبات قانوني". وأضاف الهذالين أن "لديه ثلاثة منازل هدمها الاحتلال، كانت تؤوي 30 شخصاً من أفراد العائلة الذين باتوا اليوم في العراء".
وتابع الهذالين: "بدأت عمليات الهدم الإسرائيلية منذ صباح اليوم، حيث استهدفت خيمة الصمود في القرية، ثم هدموا غرفة تحتوي على مولدات كهرباء، ولاحقاً طاول الهدم منازل العائلات دون رقيب حتى ساعات الظهيرة". وأكد أنه لم يتلق أي اتصال من جهات رسمية أو داعمة.
وقرية أم الخير تجمع بدوي صغير، تبلغ مساحتها 400 دونم، حيث يسيطر الاحتلال على الأراضي المحاذية لها عبر توسع استيطاني لمستوطنة "كرمئيل" التي أقيمت عام 1981 أي بعد إقامة التجمع بمئات السنين. يقطن في القرية 200 عائلة تشكّل ألف بدوي فلسطيني يعيشون في 30 منزلًا من الطوب المسقوف بالحديد والخيام، وجميعها مستهدفة عبر الإخطارات الإسرائيلية.
بدوره، أشار منسق لجنة الحماية والصمود في يطا، فؤاد العمور، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "نحو 80 فلسطينيًا باتوا الآن بلا منازل، ورغم ذلك يتجهّزون لإقامة خيام وشوادر مؤقتة، بمعنى أنهم لن يغادروا المنطقة خشية استيلاء الاحتلال عليها". وبيّن أن "الاحتلال هدم منزلاً آخر في قرية الديرات شرق يطا، بالإضافة إلى خيمتين تسكنها عائلات بدوية في خلّة عميرة".
وأكد العمور أن "الإدارة المدنية للاحتلال تتعامل مع المنازل والمنشآت المعرّضة للإخطار كأنها صادرة بحقها قرارات هدم، وفق تعليمات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش".
وتعاني قرية أم الخير من توسع استيطاني على حساب أراضيها، حيث يتمتع مستوطنو "كرمئيل" بكل مقومات الحياة والوسائل المتاحة لزيادة الهجمات على سكان أم الخير، الذين يعانون من سياسة الاستيطان الرعوي الهادف إلى محاربة مصدر رزق الفلسطينيين في أراضيهم الزراعية، ودفعهم إلى مغادرة القرية لإحداث تغييرات جغرافية في المكان، وديمغرافية عبر إحلال مستوطنين بدلاً من السكان الأصليين، وفق العمور.