تصريحات ظريف عن الاتفاق النووي تُغضب المرشحين المحافظين في إيران

19 يونيو 2024
وزير خارجية إيران السابق خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي، 26 إبريل 2021 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، أثار جدلاً في برنامج تلفزيوني انتخابي بتصريحاته حول الاتفاق النووي، مشيراً إلى رغبة بايدن في العودة للاتفاق والعقبات التي واجهتها مثل اغتيال فخري زادة وقانون الإجراء الاستراتيجي.
- ظريف دافع عن سجل حكومة روحاني في مواجهة العقوبات الأمريكية وانتقد زيادة العقوبات تحت إدارة رئيسي، مؤكداً أن تخفيف العقوبات وزيادة صادرات النفط كانت بفضل بايدن وليس الحكومة الحالية.
- ردود فعل قوية ومتنوعة من المرشحين المحافظين على تصريحات ظريف، حيث نفى قاليباف صحة مزاعمه بشأن قانون الإجراء الاستراتيجي، واتهم زاكاني ظريف بالظلم لرئيسي، بينما انتقد جليلي تصريحاته حول تخفيف العقوبات وزيادة صادرات النفط.

أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف في برنامج انتخابي تلفزيوني للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، حول الاتفاق النووي الإيراني، زوبعة في المعسكر المحافظ في إيران، وسط انتقادات ما زالت مستمرة من مرشحي المعسكر للرئاسة الإيرانية.

وقال ظريف، الذي حضر إلى جانب المرشح بزشكيان أمس الثلاثاء، في برنامج حواري في التلفزيون الإيراني للرد على أسئلة الخبراء، في معرض رده على سؤال بشأن سبب عدم عودة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتفاق النووي، إن "بايدن كان يريد العودة إلى الاتفاق النووي، لكن لسببين لم يعد إليه، الأول؛ أن إسرائيل لم تسمح بذلك وقامت باغتيال (العالم النووي محسن) فخري زادة، والسبب الثاني؛ كان إقرار قانون الإجراء الاستراتيجي في البرلمان" الإيراني، مضيفا: "لا تجعلوني أكشف عما جرى في تلك الشهور الستة المريرة التي كان بإمكاننا إحياء الاتفاق النووي فيها" في إشارة إلى الشهور الستة التي أجرت فيها الحكومة الإيرانية السابقة برئاسة حسن روحاني ست  جولات من  المفاوضات مع الإدارة الأميركية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

يشار إلى أن مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، قد أقر "قانون الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات"، يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لاتخاذ خطوات نووية مهمة لإجبار الطرف الآخر على رفع العقوبات، منها رفع مستوى التخصيب وكذلك إلغاء العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يحكم الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن يوم 8 أيار/مايو 2018.

ظريف ينتقد الهجمات على حكومة روحاني

وانتقد ظريف الهجمات على حكومة روحاني والحديث عن ارتفاع العقوبات في عهدها، قائلا إن عدد العقوبات الأميركية خلال فترة رئاسة روحاني لثماني سنوات ارتفع من ألف عقوبة إلى 1500 عقوبة، أي زادت 500 عقوبة، لكن خلال السنوات الثلاث لرئاسة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي زادت العقوبات من 1500 إلى 2570 عقوبة، أي زيادة 1070 عقوبة خلال ثلاث سنوات، حسب قوله.

كما خاطب ظريف الشارع الإيراني من خلال استعراض بيانات، قائلا: "انظروا ماذا حصل خلال زمن العقوبات؟ انظروا إلى أين أوصلوا التضخم، أين وصل النمو الاقتصادي وبيع نفطكم؟". وانتقد ظريف تصريحات بعض المرشحين المقربين من الحكومة الحالية بشأن تمكنها من زيادة صادرات النفط واتهامهم للحكومة السابقة بالعجز في ذلك، قائلا إن زيادة بيع النفط تعود إلى تخفيف العقوبات من قبل بايدن، ومضيفا: "انتظروا حتى يعود ترامب لنرى حينها ماذا سيفعل الأصدقاء؟".

هجوم مرشحين محافظين

في غضون ذلك، أثارت تصريحات ظريف انتقادات وهجمات واسعة ضده في الأوساط المحافظة وخاصة من قبل بعض المرشحين المحافظين. وفي سياق هذه الهجمات المستمرة، قال المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف، إن الحديث عن أن قانون الإجراء الاستراتيجي البرلماني حال دون إحياء الاتفاق النووي "غير صحيح". واستذكر قاليباف تصريحات ظريف بشأن ضرورة اتباع السياسات العليا في البلد، متسائلا: "ألم يتحدث قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي) عن أن قانون الإجراء الاستراتيجي قد أنقذ الدولة ووضّح الواجب وأخرج الجميع من حالة التيه".

وتابع: "هذا القانون كما قال المرشد الإيراني قد عزز موقف المفاوض الإيراني"، مضيفا: "حينما أقر القانون إلغاء العمل وفق البروتوكول الإضافي كان يقول الأصدقاء إنه إذا تم ذلك أو زادت نسبة تخصيب اليورانيوم ستتعرض البلاد لحرب، لكن السؤال إنه هل حصلت حرب بعدما أوقفنا البروتوكول؟".

من جهته، أكد المرشح المحافظ المتشدد عليرضا زاكاني في برنامج تلفزيوني أنه سيرد على ظريف خلال المناظرة الثانية التي سيجريها التلفزيون الإيراني بين المرشحين غدا الخميس، متهما وزير الخارجية الإيراني الأسبق بأنه "ظلم" الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي. وفي مؤتمر صحافي أيضا اليوم الأربعاء، قال زاكاني إن "مزاعم ظريف كانت باطلة ولا أساس لها"، داعيا بشكل غير مباشر إلى محاكمته.

بدوره، انتقد المرشح المحافظ سعيد جليلي تصريحات ظريف، وحديثه بشأن تخفيف العقوبات من قبل بايدن لزيادة صادرات النفط، قائلا إن بايدن لم يلغ عقوبات فرضها ترامب بل زاد عليها. وأضاف جليلي أن آخر الشهور التسعة لولاية الحكومة السابقة صادف وجود بايدن في البيت الأبيض، متسائلا: "لماذا لم تبيعوا النفط في هذه الشهور التسعة اذا كان بايدن يريد ذلك؟". وأكد المرشح المحافظ أن "دعاة التفاوض لم يتمكنوا من إلغاء عقوبة واحدة فرضها ترامب".

باقري يرد على ظريف

كما رد وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري، اليوم الأربعاء على هامش اجتماع الحكومة على ظريف بالقول إن "السياسة الخارجية ليست غنيمة تتم التضحية بها في الحملات الانتخابية"، داعيًا إلى عدم الإنفاق من رأس مال السياسة الخارجية في السباق الانتخابي، مؤكدا أن "واجبنا هو الدفاع عن حدود السياسة الخارجية ككنز وطني". وأضاف في تصريحاته للتلفزيون الإيراني،، أنه "لا ينبغي إقحام قضايا السياسة الداخلية والانتخابات في القضايا الأساسية للسياسة الخارجية".