استمع إلى الملخص
- شدد أمين مجلس الأمن الروسي على ضرورة قبول الغرب بانتصار روسيا في أوكرانيا والتفاوض لإنهاء الحرب، معتبراً أن الوضع العسكري ليس في صالح كييف.
- رفض الرئيس الأوكراني تقديم تنازلات لروسيا، مشددًا على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وأشار إلى تقارير عن مشاركة جنود كوريين شماليين في القتال.
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن "قيادة روسيا تتذكر كلمات دونالد ترامب عن محاولة حل الأزمة في أوكرانيا، حتى لو كان يبالغ في السرعة التي يمكنه بها فعل ذلك". وكان ترامب قال خلال حملته الانتخابية إنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، لكنه لم يذكر سوى تفاصيل قليلة عن كيفية تحقيق ذلك.
وأضاف بيسكوف للصحافيين: "إذا كانت الإدارة الجديدة ستسعى إلى السلام، لا إلى مواصلة الحرب، فستكون أفضل بالمقارنة بالإدارة السابقة". وعند سؤاله عن تحذير كامالا هاريس من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيأكل ترامب على الغداء"، قال بيسكوف ضاحكا: "بوتين لا يأكل الناس".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ليست هي التي قطعت علاقاتها مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه "إذا أرادت واشنطن إجراء محادثة صادقة مع موسكو، فلن يكون الأمر متروكا لروسيا". وقال لافروف في مؤتمر صحافي: "سنرى ما إذا كانت هناك مقترحات. أكرر: نحن لم نقطع العلاقات وليس لنا أن نقترح استئنافها. ولكن إذا كانت هناك مبادرة للجلوس والتحدث بصدق، من دون أي إملاءات، حول ما وصلنا إليه وكيف يجب أن نمضي قدما، فلن يكون الأمر متروكا لنا"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
ورداً على سؤال حول آفاق الاتصالات مع فريق دونالد ترامب الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أجاب: "لم نرفض أبدا الاتصال بأي شخص. ويؤكد الرئيس بوتين موقفنا في كل مرة يُناقَش فيها هذا الموضوع. فالتحدث دائما أفضل من الانعزال بعضنا عن بعض". وأوضح لافروف أنه "إذا كانت هناك أفكار سليمة ملموسة، فسنكون مستعدين للاستماع إليها". وردا على سؤال حول ما إذا كان انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة سيؤثر على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أضاف لافروف أنه لا يستطيع التخمين بشأن هذا الأمر.
من جانبه، قال أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، اليوم الخميس، إن الغرب يجب أن يقبل انتصار روسيا في حرب أوكرانيا والتفاوض على إنهاء هذه الحرب. وأدلى شويغو بهذه التصريحات بعد يوم من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وتتقدم القوات الروسية بأسرع وتيرة لها منذ الأسابيع الأولى للحرب التي بدأت قبل عامين ونصف عام.
وذكر شويغو، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي كان وزيرا للدفاع منذ عام 2012 حتى كلفه بوتين بمنصبه الحالي في مايو/ أيار، أن الغرب حاول استخدام أوكرانيا لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، لكنه فشل. وأضاف في اجتماع لرؤساء مجالس الأمن لرابطة الدول المستقلة في موسكو: "الآن، بينما أصبح الوضع في ساحة العمليات العسكرية ليس في صالح نظام كييف، يقف الغرب أمام خيارين، إما مواصلة تمويله وتدمير الأوكرانيين أو الاعتراف بالواقع الحالي والبدء في التفاوض".
وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، في قمة لزعماء أوروبيين، إن انتصار أوكرانيا في حربها مع روسيا سيصب في مصلحة أوروبا. وأضاف أن الأمن الأوروبي لا يمكنه الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة. وتابع قائلا: "مصلحتنا هي ألا تنتصر روسيا".
زيلينكسي يهاجم من يطالبون أوكرانيا بتقديم تنازلات لبوتين
من جهته، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن كوريا الشمالية "تخوض حاليا الحرب في أوروبا"، على خلفية تقارير نددت بها كييف وسيول والدول الغربية تفيد بأن بيونغ يانغ نشرت جنودا في روسيا لدعمها في القتال ضد أوكرانيا. وقال زيلينسكي لزعماء أوروبيين في خطاب خلال قمة في بودابست، حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، إن "كوريا الشمالية تخوض حاليا الحرب فعليا في أوروبا. يحاول جنود كوريا الشمالية قتل شعبنا على الأراضي الأوروبية".
وشدّد زيلينسكي على أن تقديم أي تنازل بشأن أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون "غير مقبول" لكييف و"انتحاريا" لأوروبا. وقال زيلينسكي: "أوصَى البعض منكم، الحاضرون هنا، أوكرانيا بشدة، بأن تقدم تنازلات لبوتين. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا وانتحاري بالنسبة لأوروبا برمتها".
واعتبر زيلينسكي أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا لا يجب أن "تضيع"، بل أن "تُقدّر" بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقال زيلينسكي: "نأمل أن تصبح أميركا أقوى. هذه أميركا التي تحتاج إليها أوروبا. وأوروبا القوية هي ما تحتاج إليه أميركا. إن الرابط بين الحلفاء يجب أن يُقدّر وألا يضيع".
(رويترز، أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)