استمع إلى الملخص
- العملية العسكرية تضمنت مشاركة واسعة من المدرعات والألوية العسكرية، مستهدفة مناطق متعددة من الرقة إلى التنف، بالإضافة إلى غارات جوية روسية على منطقة التنف.
- تأتي هذه الحملة في سياق محاولات متكررة للنظام السوري لمنع تنظيم "داعش" من زيادة قوته والسيطرة على الطرق الاستراتيجية، رغم التوقعات بأن نتائجها قد لا تحقق تغييراً جذرياً في الوضع.
تصاعدت وتيرة المعارك في البادية السورية وسط البلاد، مع حملة ضخمة تشنها قوات النظام السوري بمؤازرة من مليشيات إيرانية تنتشر في المنطقة للقضاء على خلايا تنظيم "داعش" بعد زيادة هجماتها. وقال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" إن الحملة التي أطلقتها قوات النظام قبل أيام تعتبر من أكبر الحملات العسكرية في منطقة البادية السورية، بدعم من الطيران الحربي الروسي.
وأضاف أن الحملة يشارك فيها عدد كبير من المدرعات والألوية العسكرية من الفرقة 25 والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ومليشيات "الدفاع الوطني" و"لواء القدس" وشملت حتى اليوم منطقة الرصافة بالرقة وأثريا بريف حماة والشيخ هلال بريف حلب وصولا إلى قرب منطقة التنف عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية خلال اليومين الماضيين أن طائراتها الحربية نفذت غارات جوية وقصفت مواقع لـ"إرهابيين" في منطقة التنف، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية شرقي سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس السبت إن مقاتلي تنظيم "داعش" شنوا هجمات متفرقة على أرتال قوات النظام والمليشيات التابعة لها في جبال العمور بريف حمص الشرقي، وفي بادية البوكمال بريف دير الزور، ما أسفر عن مقتل 10 من قوات النظام والمليشيات في أقل من 24 ساعة.
في حين أعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري اليوم الأحد، أن وحدة من قواتها المسلحة العاملة على اتجاه البادية السورية اشتبكت مع "مجموعة إرهابية" تابعة لتنظيم "داعش"، وذلك بالتزامن مع عمليات التمشيط التي تنفذها القوات المسلحة في عمق البادية، وقالت إن الاشتباك أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين دون أن تحدد عددهم.
حملة البادية السورية: لإبعاد داعش عن الطرق الاستراتيجية
وحول نتائج هذه الحملة العسكرية وأسبابها قال الضابط المنشق عن قوات النظام تيسير درويش لـ"العربي الجديد" إن حملات النظام العسكرية في البادية تتكرر بين فترة وأخرى بحسب كثافة عمليات التنظيم وحدتها، وهدفها عدم تمكين التنظيم من زيادة قوته وملاحقة خلاياه التي تعمل وفق مجموعات منفردة، وهذا أحد أسباب قوتها في البادية. ورأى درويش أن الحملة كسابقاتها لن تكون ذات نتائج كبيرة بحيث توقف عمليات التنظيم، لكنها في الوقت نفسه ضرورية لضمان استمرار سيطرة قوات النظام في المنطقة وإبعاد التنظيم عن الطرق الاستراتيجية التي تربط سورية والعراق وإيران.