تصاعد وتيرة القتال في اليمن: تنديد أميركي ومطالبات بـ"وقف دائم" للنار

14 يونيو 2021
استأنف الحوثيون هجماتهم على مدينة مأرب (Getty)
+ الخط -

عادت وتيرة الأعمال القتالية في عدد من المحافظات اليمنية، وخصوصاً مأرب، إلى سابق عهدها، مع تصاعد الهجمات البرية للحوثيين والضربات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي، فيما نددت الخارجية الأميركية بالهجمات الأخيرة، ودعت جماعة الحوثيين إلى الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار.  

واستأنفت جماعة الحوثيين، هجماتها البرية على مدينة مأرب النفطية، بعد فشل الوساطة العمانية في كبح جماح المعارك، وخصوصاً من جبهات صرواح ومدغل، غربي مأرب، بالتزامن مع تصاعد المعارك في الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية للأسبوع الثاني على التوالي.  

وقالت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش اليمني أحبطت، اليوم الإثنين، سلسلة هجمات حوثية في جبهات الكسارة بمديرية صرواح والمشجح وذلك بعد معارك أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر مليشيا الحوثي.  

وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية أحبطت، بمساندة طيران التحالف، هجمات حوثية أخرى في جبهة الخنجر، شمالي محافظة الجوف، التي تشهد معارك متفاوتة منذ أيام.  

وأقرت جماعة الحوثيين، مساء الإثنين، بوقوع سلسلة غارات للتحالف السعودي على مواقعها غربي مأرب ومديرية الحزم في الجوف، فضلاً عن مديرية البقع المحاذية للحدود السعودية.  

وقالت قناة "المسيرة" المتحدثة بلسان الحوثيين، إن الطيران شن 18 غارة جوية على مديرية صرواح، وغارتين على مديرية مدغل، غربي مأرب، فضلاً عن غارتين على مديرية الحزم بالجوف، وغارة على مديرية البقع التابعة لمحافظة صعدة قبالة الحدود السعودية.  

ويشير المعدل اليومي المرتفع للضربات الجوية إلى ضراوة الهجمات البرية للحوثيين، حيث تستهدف مقاتلات التحالف بدرجة أساسية الدوريات الحوثية التي تحاول التوغل إلى المناطق الخاضعة لنفوذ الجيش اليمني.  

ولا يُعرف حجم الخسائر البشرية جراء المعارك والضربات الجوية، واكتفت وسائل إعلام حوثية، مساء الإثنين، بالحديث عن تشييع 9 عسكريين وذلك في مواكب جنائزية بصنعاء وتعز، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.  

وترفض جماعة الحوثيين الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والقبول بخارطة إنهاء الأزمة اليمنية، حيث تشترط رفع الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وعدم ربط ذلك بالملف العسكري أو وقف هجومها البري على مدينة مأرب.  

وتسببت الأعمال القتالية والهجمات الحوثية في مأرب والجوف، بموجة نزوح واسعة، حيث كشفت منظمة الهجرة الدولية، في تقرير حديث مساء اليوم الإثنين، عن نزوح 6 آلاف و121 أسرة، أي ما يعادل 36 ألف نسمة، منذ مطلع العام الجاري، وحتى أول أمس السبت، 12 يونيو.  

وذكرت المنظمة أنها سجلت خلال الفترة من 6 وحتى 12 يونيو الجاري، نزوح 169 أسرة، أي ما يوازي 1014 فرداً، لمرة واحدة على الأقل من مواقعهم الأصلية.  

وخلافاً للهجمات داخل الأراضي اليمنية، كثفت جماعة الحوثيين خلال الساعات الماضية من هجماتها على الأراضي السعودية، حيث أعلن التحالف السعودي اعتراض طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون على مطار أبها، وذلك غداة هجوم مماثل على مدرسة في منطقة عسير، جنوبي السعودية، دون سقوط إصابات بشرية.  

ونددت الخارجية الأميركية، في بيان لها، مساء اليوم الإثنين، بالهجمات الحوثية "التي تهدد المدنيين بمن فيهم أطفال المدارس"، ودعت الجماعة إلى "الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار".  

وتأتي الدعوة الأميركية عشية جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، من المقرر أن يستمع فيها للإحاطة الأخيرة من المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي سيغادر منصبه أواخر الشهر الجاري، وفقاً لمصدر أممي لـ"العربي الجديد".  

المساهمون