قالت وزارة الدفاع في أذربيجان، اليوم السبت، إن القوات الأرمينية أطلقت النار على قواتها خلال الليل، وإن وحدات من جيش أذربيجان اتخذت "إجراءات انتقامية"، يأتي ذلك فيما انتخبت منطقة إقليم كاراباخ المتنازع عليه رئيساً جديداً في انتخابات دانتها أنقرة، وسط تصاعد التوتر بين أذربيجان وأرمينيا.
وأضافت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الوحدات الأرمينية "فتحت النار من أسلحة خفيفة على جنود أذربيجانيين في ساداراك شمال ناختشيفان، وهو جيب تابع لأذربيجان على الحدود مع أرمينيا وتركيا وإيران".
ولم يذكر بيان الوزارة ما إذا كان هناك أي خسائر في الأرواح. وتأتي الأنباء وسط تصاعد التوتر بين أرمينيا وأذربيجان في الأيام الماضية.
انتخاب رئيس انفصالي جديد لكاراباخ
في غضون ذلك، انتخبت منطقة إقليم كاراباخ رئيساً انفصالياً جديداً السبت. وانتخب نواب هذه المنطقة الجبلية التي تسكنها أغلبية من الأرمن، غير أنه يُعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، بأغلبية 22 صوتاً سامفيل شهرمانيان (45 عاماً)، الذي كان رئيساً لمجلس الأمن في الحكومة الانفصالية.
وهو يخلف أراييك هاروتيونيان الذي استقال في الأول من سبتمبر/ أيلول.
وقبل تصويت النواب الانفصاليين، وصفت أذربيجان اختيار البرلمان الانفصالي رئيسا جديدا بأنّه "خطوة جديدة استفزازية للغاية".
وقالت وزارة الخارجية في باكو، في بيان، إنّ "هذا انتهاك واضح لسيادة أذربيجان وسلامتها الإقليمية، وهو غير مقبول، ولا يمكن تقبّله بأيّ حال من الأحوال".
المستشار الألماني يعرب عن قلقه من التوتر
من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، السبت، عن "قلقه العميق" من التوترات المتصاعدة بين أرمينيا وأذربيجان بشأن منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، وذلك خلال اتصال بنظيره الأرميني نيكول باشينيان.
وأفاد متحدث باسم المستشارية، في بيان، بأن شولتز تطرق إلى "التوترات التي تصاعدت بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً نشر وحدات عسكرية".
ونقل عن شولتز قوله إن "الحكومة الألمانية تدعو بإلحاح الى الامتناع عن أي تصعيد عسكري"، معتبراً أن النزاع بين أرمينيا وأذربيجان "لا يمكن حله سوى عبر المسار الدبلوماسي".
وأتى بيان شولتز بعد ساعات من دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تسوية للنزاع بشأن ناغورنو كاراباخ عبر السبل الدبلوماسية "حصراً"، وذلك خلال اتصال أجراه بدوره مع باشينيان.
وأكّد ماكرون تمسّكه بـ"حل الأزمة الإنسانية في ناغورنو كاراباخ" وبـ"تسوية عادلة ودائمة للنزاع، امتثالاً للقانون الدولي، وعبر القناة الدبلوماسية حصراً".
تركيا تدين الانتخابات: انتهاك لسيادة أذربيجان
من جهتها، أعلنت تركيا، حليفة باكو، أنها "لا تعترف بهذه الانتخابات غير الشرعية التي تشكل انتهاكاً لسيادة أذربيجان ووحدة أراضيها".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنّ "هذه الخطوة تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ومبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وتراجعت شعبية هاروتيونيان، خصوصاً بسبب الشح الناجم عن إغلاق أذربيجان في أوائل يوليو/ تموز الطريق الوحيد الذي يربط كاراباخ بأرمينيا.
وقال قبل استقالته إنّ "الصعوبات التي تشهدها البلاد قوّضت إلى حد كبير الثقة في الحكومة، وخصوصاً في الرئيس".
وتأتي هذه الانتخابات مع تصاعد التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، وسط تبادل الاتهامات بين الدولتين المتخاصمتين في القوقاز بشنّ هجمات عبر الحدود في الأشهر الأخيرة.
واتهمت أرمينيا الخميس أذربيجان بالتحضير "لاستفزاز عسكري" من خلال حشد جنود على طول الحدود المشتركة بينهما وبالقرب من كاراباخ.
وستستضيف أرمينيا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في إشارة جديدة إلى جهودها للنأي بنفسها عن حليفتها التقليدية روسيا.
وندّدت وزارة الخارجية الأذربيجانية الجمعة بـ"التلاعب السياسي الكاذب الجديد".
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين من أجل السيادة على كاراباخ.
وانتهت الحرب الأخيرة بين باكو ويريفان في العام 2020، بهزيمة أرمينيا التي اضطُرّت إلى التنازل عن أراض في أذربيجان وفي كاراباخ ومحيطها.
وتعثّرت عملية السلام منذ ذلك الحين، على الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها روسيا التي تتمتّع بنفوذ تاريخي في هذه المنطقة، والأوروبيون والولايات المتحدة.
(فرانس برس، الأناضول)