اتسعت، الثلاثاء، رقعة الاحتجاجات التي يشهدها عدد من مدن جنوبي اليمن، لليوم الثالث على التوالي، تنديداً بتردي الخدمات وغلاء الأسعار جراء الانهيار القياسي للعملة المحلية، فيما سقط عدد من الجرحى عقب استخدام قوات الأمن في عدن والمكلا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
وأشعل متظاهرون النار في إطارات مشتعلة في الشوارع الرئيسية بمديرية كريتر في العاصمة المؤقتة عدن، حيث تم قطع شارع الملكة أروى، قبل أن تتدخل القوات التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا لفتح الطريق بالقوة.
وفي حضرموت، أقدم متظاهرون على قطع الطريق الدولي الرابط بين مدينة تريم ومدن وادي حضرموت، فيما أغلقت غالبية المدارس، الثلاثاء، أبوابها جراء الاضطرابات الأمنية التي تشهدها المحافظة.
وقال شهود عيان ومصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إن 8 متظاهرين أصيبوا بجروح جراء استخدام قوات الأمن الرصاص الحي لإعادة فتح شارع الملكة أروى الحيوي في مدينة عدن، فيما أصيب متظاهر في الاحتجاجات التي تشهدها مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.
عاجل..
— عدنان العامري (@ADNANALAMERiTV) September 14, 2021
قوات العاصفة المحسوبة على الإمارات تقوم الان بقمع المتظاهرين في منطقة كريتر منطقة الخساف وهناك إطلاق نار كثيف وعشوائي من مختلف أنواع الأسلحة وحتى العيارات الثقيلة.
إطلاق نار كثيف من قبل تلك القوات التي خرجت من معسكر عشرين بالتحديد.#عدن_تنتفض_ضد_الانتقالي #عدن_تنتفض pic.twitter.com/BnoDG68pvM
وعلى الرغم من توسع رقعة الاحتجاجات إلى مدينة القلوعة، إلا أن مصادر محلية أكدت أن ارتفاع درجة الحرارة حال دون خروج المتظاهرين بكثافة خلال الساعات الماضية من نهار الثلاثاء، متوقعين خروج أعداد كبيرة خلال ساعات المساء في عدن، وكذلك في مدينة المكلا التي تحتضن تظاهرات ليلية في الغالب.
ويشير الانهيار المتسارع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، واتساع رقعة الاحتجاجات أمام مقرات حكومية بدرجة رئيسية، إلى احتمال انفجار الأوضاع. وكان المجلس الانتقالي، وهو الحاكم الفعلي لعدن، قد حاول، أمس الاثنين، التنصل من مسؤولية ما يجري عندما حمّل الحكومة الشرعية تدهور الوضع المعيشي، ولوّح بإجراءات أحادية.
وشهد الريال اليمني، الثلاثاء، انهياراً قياسياً جديداً. وقال صرافون في مدينتي تعز وعدن، لـ"العربي الجديد"، إن أسعار الصرف سجلت 1012 ريالاً أمام الدولار الواحد، وذلك بزيادة 22 ريالاً عن الأسعار المتداولة أمس الإثنين.
وبالتزامن مع السخط الشعبي في عدن وحضرموت، يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي لاستغلال الشعارات الحقوقية ذاتها لأغراض سياسية في تظاهرة مرتقبة غداً، الأربعاء، في محافظة شبوة النفطية، وذلك بعد أيام من التحضير الواسع لها.
وتخشى السلطات الحكومية الموالية للشرعية في شبوة من مخطط يقوده المجلس الانتقالي للقيام بتمرد مسلح يعيده إلى المحافظة النفطية بعد عامين من دحره منها، حيث أعلنت اللجنة الأمنية، مساء الثلاثاء، أنها "ستتعامل بحزم مع أي مخططات اجرامية".
وذكرت اللجنة الأمنية، في بيان صحافي، أنها وقفت أمام بعض ما سمتها بـ"التحركات المشبوهة" الهادفة إلى إرباك الوضع اﻷمني عبر تنفيذ مخططات إجرامية تستهدف أمن واستقرار المحافظة، حيث تم إحباط بعضها بيقظة الأجهزة اﻷمنية.