شيّع آلاف الفلسطينيين، بعد صلاة الجمعة اليوم، جثمان الشهيد يوسف يحيى محيسن (23 عاماً) من بلدة الرام، شمال القدس المحتلة، بمشاركة شعبية وفصائلية، فيما أدى الفلسطينيون صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة، في مختلف مساجد الضفة الغربية، على أرواح شهداء مجزرة مخيم جنين، التي استشهد فيها 9 فلسطينيين يوم أمس الخميس.
وانطلق موكب تشييع الشهيد، قبل ظهر اليوم، من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، ووصل إلى منزل عائلته قبل ظهر اليوم، في بلدة الرام، حيث ألقت العائلة نظرة الوداع الأخيرة عليه في مشهد مؤثر.
بعد ذلك، انطلقت مسيرة تشييع جثمان الشهيد محيسن ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، ومحفوفاً برايات الفصائل الوطنية، إلى مسجد البلدة، حيث أدى الآلاف الصلاة على روحه، قبل أن ينطلقوا في موكبهم نحو مقبرة البلدة، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات وطنية تمجد الشهيد "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، وهتافات منددة بجريمة الاحتلال التي أودت بحياته، إذ ارتقى بعيار ناري أطلقه عليه جنود الاحتلال خلال المواجهات العنيفة التي شهدها المدخل الشمالي لبلدة الرام، أمس.
وكان الشهيد واحداً من ثلاثة شبان أصيبوا، عصر أمس، بجروح خطيرة في مواجهات وُصفت بالأعنف، شهدتها بلدة الرام، تنديداً بجرائم الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها.
#فلسطين | لحظة ارتقاء الشهيد يوسف محيسن، خلال مواجهات اندلعت بعد اقتحام قوات الاحتلال لبلدة الرام شمال القدس المحتلة، أمس. pic.twitter.com/juhx28QeYl
— غرب آسيا - عاجل (@WANbreaking) January 27, 2023
يذكر أن الشهيد البالغ من العمر 23 عاماً (أتمها اليوم)، هو الرابع بين إخوته، وكان يعمل في مخبز ببلدة الرام حيث تقيم عائلته، في حين يعمل والده حارساً في المسجد الأقصى المبارك.
في هذه غضون ذلك، اندلعت مواجهات بعد تشييع جثمان الشهيد على المدخل الرئيس لبلدة الرام، مكان إصابة الشهيد محيسن، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال، ما أدى لإصابة عدد من الشبان بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
من جانب آخر، أدى الفلسطينيون، عقب صلاة الجمعة، صلاة الغائب على أرواح شهداء مجزرة مخيم جنين، الذين استشهدوا، أمس، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى شهداء فلسطين كافة.
وفي المسجد الأقصى المبارك، احتشد آلاف الشبان في تظاهرة ضخمة عقب صلاة الجمعة، هتفوا خلالها بحياة الشهداء، ودعوا المقاومة في غزة إلى الرد على هذه الجرائم، كما رددوا قسم الدفاع عن الأقصى في وجه الأخطار التي تواجهه من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
أداء قسم حماية المسجد الأقصى في رحابه اليوم pic.twitter.com/nSOJjySVFM
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) January 27, 2023
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 70 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، فيما لبى آلاف الفلسطينيين اليوم الجمعة نداء الفجر العظيم في المسجد الأقصى المبارك بالقدس من بلدات القدس القديمة وقراها، ومن مدن الداخل المحتل والضفة الغربية، تلبية لدعوات الرباط في المسجد للتصدي لاقتحامات المستوطنين ومخططاتهم بحق المسجد، ومنعت قوات الاحتلال عدداً من الشبان من دخول الأقصى لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم لأداء الصلاة على أبواب المسجد الخارجية.
في هذه الأثناء، أدى فلسطينيون صلاة الجمعة في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، ضمن فعاليات مساندة لأهالي الخان في وجه مخططات الاحتلال لتهجير أهاليه.
إلى ذلك، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بوقف العمل في غرفتين سكنيتين بقرية بيرين في مسافر يطا جنوب الخليل، وفق ما أكده منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور.
كما تجددت المواجهات في مسافر يطا بعدما هاجم مستوطنون مسلحون منازل الفلسطينيين، وأطلقوا الرصاص في محيط المنازل، مرددين عبارات عنصرية وهددوا بقتل الفلسطينيين والعرب، ما أثار حالة من الخوف، وفق ما أكده الناشط في لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، في تصريح صحافي.
على صعيد آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة اليوم، خلال مواجهات اندلعت في بلدتي بيتا وبيت دجن بمحافظة نابلس، عقب مسيرتين انطلقتا رفضاً لإقامة بؤرتين استيطانيتين على أراضيهما، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الكاتب مجدي حمايل والصحافي محمد أبو ثابت، فيما أشار أبو ثابت إلى أن المشاركين بمسيرة بيت دجن رفعوا الأعلام السوداء حداداً على أرواح شهداء مجزرة مخيم جنين.
بينما تواصلت المواجهات على مدخل بلدة بيتا، جنوب نابلس، شمالي الضفة، تنديداً بمجزرة مخيم جنين، ما أوقع عدد من الإصابات، بحسب الكاتب مجدي حمايل، من بيتا، في حديث لـ"العربي الجديد".
طفل يواجه قوات الاحتلال بالحجارة نصرةً لجنين، عند مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس.#فلسطين pic.twitter.com/qbLLtPidug
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 27, 2023
من جهته، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل أن طواقم الإسعاف تعاملت مع 4 إصابات بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إحداها بالرأس والبقية بالأطراف، علاوة على 55 إصابة بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات بيتا.
إلى ذلك، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، في تصريح صحافي، أن طواقم الإسعاف تعاملت في مواجهات بيتا مع 10 إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وفي بيت دجن مع 3 إصابات أخرى بالاختناق بالغاز.
في سياق آخر، أكدت مصادر محلية أن مستوطنين تسللوا إلى قرب منازل الأهالي في قرية برقة شمال غرب نابلس، منتصف الليلة الماضية، لكن الأهالي تصدوا لهم، وسط تحذيرات من تنفيذ أولئك المستوطنين اعتداءات على الأهالي، في تطور خطير.
كذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال تصديهم لمستوطنين اقتحموا منطقة النبع في قرية قريوت، جنوب نابلس، بحماية قوات الاحتلال.
في السياق ذاته، أصيب عدد من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب فعالية ضد الاستيطان في بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم، جنوب الضفة الغربية.
كما أصيب آخرون، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر، شمال الخليل، جنوبي الضفة، عقب مسيرة منددة بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في جنين أمس، وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق تصريحات للناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض.
إلى ذلك، أصاب الاحتلال 3 شبان فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأصيب عشرات الأشخاص بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال قمع جيش الاحتلال المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، المناهضة للاستيطان والتي انطلقت تنديداً بالجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم جنين، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".