تشكيل أول تحالف برلماني مدني في العراق.. لن نشترك بحكومة محاصصة

15 ديسمبر 2021
خلال مؤتمر الإعلان عن تشكيل "تحالف من أجل الشعب" (حركة امتداد/ تويتر)
+ الخط -

أُعلن في العاصمة العراقية بغداد، مساء اليوم الأربعاء، عن تشكيل تحالف مدني سياسي معارض هو الأول من نوعه تحت قبة البرلمان، حيث يتألف من 28 عضوا فائزًا في الانتخابات الأخيرة التي أجريت بالعاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحمل التحالف اسم "من أجل الشعب"، ويضم كلا من أعضاء حركة "امتداد" المدنية التي أسسها ويرأسها الطبيب الشاب علاء الركابي، وأعضاء حركة "جيل جديد" المدنية التي تنشط في إقليم كردستان شمالي البلاد.

وجاء إعلان تشكيل التحالف عبر مؤتمر صحافي لقادة الحركتين في بغداد، بحضور الركابي ورئيس حركة "جيل جديد" شاسوار عبد الواحد.

وتضم الكتلتان 9 أعضاء لكل واحدة منهما في البرلمان الجديد، كما انضم إليهم 10 آخرون من المستقلين الذين فازوا في الانتخابات، وسط تأكيدات على استمرار التحرك نحو مستقلين آخرين بهدف ضمهم إلى التحالف الجديد الذي يعتبر الأول من نوعه منذ أول انتخابات يشهدها العراق عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 والتي أجريت منتصف عام 2005 وشهدت بروز القوى الدينية آنذاك بشكل واضح.

وقال رئيس حركة "جيل جديد" المدنية الكردية التي تنشط ضمن إقليم كردستان العراق شاسوار عبد الواحد خلال المؤتمر الصحافي، إن "أبواب التحالف مفتوحة لشرفاء الوطن والذين يريدون بناء الوطن ولا مكان بيناتنا للباحثين عن مصالحهم الشخصية"، معلنا في الوقت نفسه رفض "المناصب الحكومية كافة، والتمسك بالمعارضة الوطنية داخل البرلمان المقبل".

وأضاف أن "التحالف يضم 18 مقعداً من حراك (الجيل الجديد) و(امتداد)، إضافة إلى عشرة مستقلين"، مشيرًا إلى أن العدد قد يصل إلى أكثر من ذلك، إذ قال "لدينا إيمان بانضمام عدد من النواب في المستقبل إلى التحالف وقد يصل إلى 40 معارضاً في البرلمان".

وبين أن هذه "الانتخابات أعطت مؤشرات إيجابية، كما شهدت خسارة الأحزاب التقليدية للعديد من مقاعدها"، معرباً عن أمله بأن "تكون الانتخابات المقبلة داعمة أكثر للمعارضة والمستقلين".

من جهته، قال رئيس حركة "امتداد" علاء الركابي، إن "هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تحالف سياسي يشمل الأخوة في الوطن الواحد عربا وكردا. عن طريق التحالف نسعى لتوحيد جهود كل القرارات السياسية وبما فيها النيابية"، مضيفا "تحالفنا من أجل الشعب ولن نشترك في أي حكومة محاصصة، وسنكون معارضة حقيقية وبكل فخر خلال الدورة البرلمانية الحالية".

وشدد على أن "المعارضة داخل البرلمان ستكون ضد المشاريع السياسية وغيرها التي فيها ضرر للمجتمع"، مشيرا الى أن "الأجيال القادمة سيكون لها دور في قيادة البلاد في حال توفر الفرصة الحقيقية لها".

ووزع التحالف بيانا حمل عدة نقاط كان أبرزها، التأكيد أن التحالف لن يكون جزءا من حكومة محاصصة، بل معارضة قوية وبناءة من أجل مراقبة ومساءلة الحكومة، كما أكد أن أعضاء التحالف سيعملون داخل البرلمان للدفاع عن حقوق المواطن العراقي وخدمته.

وتعتبر حركة "امتداد" من أبرز القوى المدنية التي ولدت بعد الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدن جنوب ووسط العراق وبغداد في الربع الأخير لعام 2019 واستمرت لأكثر من 14 شهرا وراح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى نتيجة القمع المفرط الذي واجه به الأمن المحتجين.

وتحظى الحركة بقبول شعبي واسع في مدن عراقية عدة لطابعها المدني المعارض للقوى والأحزاب الرئيسة في البلاد، بينما تعتبر حركة "جيل جديد"، التيار المدني الأقوى في إقليم كردستان ويتزعمها الناشط شاسوار عبد الواحد، وتأسس عام 2017 وقادت تظاهرات واسعة داخل الإقليم ضد الحزبين الحاكمين هناك "الديموقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني".

وعرف الركابي خلال الأشهر الماضية كأبرز الوجوه الاحتجاجية في جنوب العراق، ولكنه كان معروفاً قبل ذلك في الحملات التي قادها قبل الانتخابات البرلمانية عام 2018، والتي دعا فيها إلى مقاطعة الانتخابات ومنع وصول الأحزاب السياسية إلى الحكم مرة أخرى.

المساهمون