تشديد أمني في بغداد قبيل احتجاجات مرتقبة للقوى الخاسرة في الانتخابات

05 نوفمبر 2021
عشرات العجلات العسكرية التي تقل عناصر الأمن دخلت المنطقة الخضراء (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد العاصمة العراقية بغداد، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة، انتشاراً أمنياً واسعاً في مناطق عدة، وتحديداً قرب المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدبلوماسية الغربية، بالتوازي مع تحشيد القوى الخاسرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتصعيد احتجاجي رفضاً لنتائج الانتخابات، دعت إليه أمس الخميس.

واستبقت تلك القوى إعلان نتائج إعادة العد والفرز اليدوي للمحطات الانتخابية التي طعنت بنتائجها، لتحشّد الآلاف من أنصارها في عموم المحافظات للخروج باحتجاجات واسعة أطلق عليها "جمعة الفرصة الأخيرة"، والتي أثارت قلقاً أمنياً.

وشوهدت، ليل الخميس- الجمعة، العشرات من العجلات العسكرية تقل عناصر الأمن وهي تدخل المنطقة الخضراء وتنتشر في محيطها. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إنّ "عناصر الأمن دخلوا المنطقة الخضراء من بوابة منطقة القادسية، وتم توزيعهم عند بواباتها الأخرى".

ووفقاً لضابط في قيادة عمليات بغداد، فإنّ "خطة تأمين العاصمة والمنطقة الخضراء بدأت منذ ليل أمس"، مبيّناً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "توجيهات صدرت بالانتشار المكثف في محيط المنطقة الخضراء وداخلها، وتأمين الشوارع المؤدية إليها".

وأوضح الضابط، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "المئات من عناصر الأمن يشاركون في الخطة، وقد بدأوا نصب حواجز أمنية في منطقتي الكرادة والجادرية القريبتين من بوابة المنطقة الخضراء التي يحتشد عندها المعتصمون، وفي منطقة ساحة التحرير والشوارع القريبة منها، والتي تؤدي الى بوابة ثانية للمنطقة الخضراء"، مشيراً إلى أنّ "التوجيهات شددت على تجنب الصدام مع المحتجين، مع منعهم من الاقتراب من بوابات المنطقة الخضراء".

من جهته، لوّح قيس الخزعلي زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، وهي جزء من تحالف "الفتح"، بخيارات عدّة ستلجأ إليها القوى الرافضة لنتائج الانتخابات العراقية.

وقال الخزعلي، في تصريح متلفز، إنّ "الانتخابات مرفوضة من قبل المشاركين فيها، والرفض مبني على قرائن وأدلة"، مؤكداً أنّ "مسار الاحتجاجات مستمر حتى إعادة الحق إلى نصابه، وأنّ تزوير الانتخابات غير مقبول، إذ إنّ تحالف الفتح فقد قرابة 48 مقعداً (من أصل 329) بسبب التزوير"، على حدّ قوله.

وهدّد الخزعلي "لدينا خيارات عديدة في حال لم تتغير نتائج الانتخابات"، إلا أنه لم يكشف عن ماهية تلك الخيارات.

مفوضية الانتخابات العراقية تنظر في محطات قدمت بشأنها أدلة ضمن طعون

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مفوضية الانتخابات العراقية أنها ستنظر، اليوم الجمعة، بمحطات انتخابية قدمت بشأنها أدلة ضمن طعون مرشحي بغداد.

وذكر إعلام المفوضية، في بيان، أنه "تم الانتهاء من عد وفرز المحطات التي قدمت بشأنها أدلة ضمن طعون مرشحي محافظات ديالى وبابل وكربلاء والنجف، بحضور ممثلي المرشحين الطاعنين والمراقبين الدوليين والإعلاميين المخولين".

وأضاف البيان أن "نتيجة التدقيق سترفع إلى مجلس المفوضين لاتخاذ التوصية المناسبة بشأنها في ضوء الإجراءات المتبعة"، مشيراً إلى أنه "سيتم اليوم النظر في محطات قدمت بشأنها أدلة ضمن طعون مرشحي الكرخ والرصافة في بغداد، لحسم ملف طعونهم بالكامل، بعد استكمال المراجعة والتدقيق لما قدمه المرشحون من أدلة".

ومن المرجح أن تعلن مفوضية الانتخابات العراقية، خلال الأيام المقبلة، إنجاز عملية العد اليدوي لأصوات أكثر من ألفي محطة انتخابية قُدِّمَت طعون بشأنها من قبل القوى الخاسرة في الانتخابات، ليرتفع بذلك عدد المحطات التي احتُسِبَت أصواتها يدوياً إلى أكثر من 14 ألف محطة من أصل 55 ألف محطة انتخاب في عموم مدن العراق.

المساهمون