الجيش الأميركي يسيّر دورية في دير الزور شرقيّ سورية... وتوتر بعد إهانة النظام شيخاً في السويداء

27 يناير 2021
جاءت الدورية الأميركية تزامناً مع التوتر في المنطقة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

سيّر الجيش الأميركي، ليل أمس الثلاثاء، دورية مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بهدف مراقبة نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، شرقيّ سورية، فيما جدّد الجيش التركي قصفه على مواقع لـ"قسد" في ريف الرقة، بينما جدّدت قوات النظام السوري خرق وقف إطلاق النار في إدلب.

وشهدت محافظة السويداء، جنوبيّ البلاد، توتراً على خلفية إهانة لفظية وجهها ضابط في قوات النظام إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية في المحافظة. وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ دورية من القوات الأميركية ترافقها دورية من "قوات سورية الديمقراطية" تجوّلت، الليلة الماضية، في ناحية الشحيل بريف دير الزور الشرقي على طول ضفة نهر الفرات بهدف ضبط عمليات التهريب بين مناطق "قسد" والنظام.

وبحسب الناشط، جاءت الدورية الأميركية لمراقبة نهر الفرات، تزامناً مع التوتر في المنطقة على خلفية اقتتال عشائري في بلدة الصور خلّف قرابة عشرين قتيلاً وجريحاً، ولم تتدخل القوات الأميركية لوقف الاقتتال وتركت المهمة لـ"قسد". وكانت "قسد" قد داهمت ذات النقاط قبل يوم واشتبكت هناك مع عناصر مجهولين.

وفي غضون ذلك، قُتل عنصران من "الجيش الوطني السوري" بهجوم من مجهولين على حاجز لهم في منطقة الراعي بريف حلب الشمالي، قابلها الجيش التركي الداعم لـ"الجيش الوطني" بقصف مواقع لمليشيات "قسد" في محاور عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف التركي تركز على محور قرية صيدا وجنوب الطريق الدولي شمالي عين عيسى، ولم تتبين حجم الأضرار الناتجة من القصف، فيما لم يصدر أي ردّ من قبل "قسد".

وفي إدلب، جدّدت قوات النظام السوري خرق وقف إطلاق النار برميات مدفعية وصاروخية على مناطق متفرقة في جبل الزاوية جنوبيّ المحافظة من دون وقوع خسائر بشرية، فيما ردّت المعارضة بقصف مواقع للنظام في محوري الترنبة وكفر بطيخ بريف إدلب الشرقي.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ لغماً انفجر بمدني في مدينة حلفايا بريف حماة الخاضع لسيطرة النظام السوري، ما أدى إلى مقتله، حيث انفجر اللغم في أثناء عمل المدني في حراثة أرض زراعية بالمنطقة.

وجدّد الطيران الحربي الروسي، مساء أمس الثلاثاء، غاراته على مواقع ومناطق في البادية السورية، حيث شنّ قرابة 30 غارة على طريق تدمر دير الزور شمال شرقي مدينة تدمر، وعلى شمال شرقي ناحية السخنة في ريف حمص الشمالي الشرقي، وذلك عقب تعرض دورية للنظام لهجوم جديد من مجهولين في المنطقة يرجَّح أنهم تابعون لتنظيم "داعش".

وإلى جنوب البلاد، حيث شهدت محافظة السويداء، أمس الثلاثاء، توتراً واستنفاراً من قبل مدنيين وعناصر من الفصائل المحلية على خلفية إهانة ضابط في النظام السوري لشيخ من الطائفة الدرزية بعد سؤال الأخير عن مدني اعتقلته قوات النظام.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ توتراً حصل في بلدة قنوات في ريف السويداء، امتد إلى مناطق عديدة، بعد توجيه رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، إساءة إلى رئيس الهيئة الروحية لطائفة الدروز حكمت الهجري، في اتصال هاتفي كان الهجري يطالب فيه بالإفراج عن أحد المعتقلين من أبناء السويداء.

وقالت المصادر إنّ الهدوء عاد إلى المنطقة بعد توسع دائرة التوتر، حيث خطب الهجري بالمواطنين وأبلغهم بأنّ النظام قدّم اعتذاره، وأنّ ضباطاً رفيعي المستوى اعتذروا عن الإساءة وأفرجوا عن الشخص المعتقل أيضاً.

وذكرت المصادر أنّ المعتقل هو سراج راجح الصحناوي، وقد أُفرِج عنه وسُلِّم من قبل دورية أمنية لمنزل الشيخ حكمت الهجري، مضيفة أنّ مناصرين للشيخ حطّموا صوراً لرئيس النظام بشار الأسد في السويداء.

وشهدت محافظة السويداء سابقاً عدة حوادث مشابهة على خلفية اعتقال فروع الأمن أشخاصاً من أبناء المحافظة، ومطالبة شيوخ بالإفراج عنهم أو الكشف عن مصيرهم.

"قسد" تشدد الحصار على النظام وتحذّر المطلوبين للتجنيد

إلى ذلك، خرجت مظاهرة ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في منطقة المربع الأمني الخاضعة لسيطرة النظام السوري بمدينة الحسكة شمال شرقيّ سورية، بعد تشديد المليشيا اليوم للحصار على المنطقة ووضع حواجز وجدران إسمنتية ومنع الدخول والخروج إليها، إثر التوتر بين قوات النظام والمليشيات المستمر منذ بداية العام.

وقالت مصادر من المدينة لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" صعّدت اليوم من حصارها على الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام ومنطقة المربع الأمني في مدينة الحسكة، حيث عززت حواجزها في مداخل المنطقة ومخارجها ووضعت جدراناً إسمنتية وعززت الحواجز بدشم وعناصر.

وأكدت المصادر أن "قسد" باتت تحاصر المربع الأمني في المدينة بشكل شبه تام ومطبق بعد إغلاقها اليوم مدخل شارع فلسطين ومنع الدخول والخروج. وأوضحت المصادر أن "قسد" تحاصر المنطقة للأسبوع الثالث على التوالي، في ظل فشل المفاوضات بين الطرفين في التوصل إلى حل ينهي الأزمة التي بدأت جراء اعتقالات متبادلة واشتباكات أدت إلى خسائر بشرية من الطرفين.

وقالت المصادر إنه لا جديد في المفاوضات التي تجري برعاية روسية، ومن الواضح أن "قسد" تدفع النظام باتجاه الانسحاب من المناطق التي تخضع لسيطرته في الحسكة والقامشلي، وخصوصاً أنها تحاصر المدنيين أيضاً في تلك المناطق وتمنع الدخول والخروج، وتمنع دخول المواد الغذائية أيضاً.

وتحدثت المصادر عن خروج مظاهرة في مدينة الحسكة بمناطق سيطرة النظام، نددت بالحصار الذي تفرضه "قسد"، وطالبت بالسماح بإدخال المواد الغذائية للمدنيين. وذكرت المصادر أن المدنيين في مناطق النظام وقعوا ضحية للخلافات بين "قسد" والنظام ويعانون من الطرفين.

وقالت المصادر إن القوات الأميركية في المنطقة استقدمت مزيداً من التعزيزات إلى القاعدة التابعة لها في ناحية المالكية بريف الحسكة، وجاءت بعد ساعات من إصدار "قسد" تعميماً جديداً على المناطق كافة، تحذر فيه المطلوبين لها وتطالبهم بالالتحاق بالتجنيد الإجباري.

وقالت المصادر إن "قسد" بعثت بتعميم إلى مكاتب التجنيد التابعة لها، وينص على تحذير المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوفها، ومنحهم مهلة شهر من أجل القدوم إلى المكاتب التابعة لها، وتسوية وضعهم تحت طائلة العقوبة وفق وصف التعميم.

وتشن "قسد" بشكل شبه يومي عمليات اعتقال في مختلف المناطق الخاضعة لها في شمال سورية وشرقها، بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، وذلك في ظل الخسائر البشرية التي تُمنى بها يومياً نتيجة المعارك في خطوط التماس مع "الجيش الوطني السوري" أو جراء العمليات التي ينفذها مجهولون ضد المليشيات.

عمليتان لـ"داعش" ضد النظام

إلى ذلك، أعلن تنظيم "داعش" عبر الإنترنت، قيامه بعمليتين يوم أمس ضد قوات النظام السوري في البادية بريف حمص الشمالي الشرقي.

ونشرت حسابات يعتقد أنها تابعة للتنظيم، بيانين منفصلين تقول فيهما إن التنظيم شن هجومين على قوات النظام أمس الثلاثاء، مضيفة أن عناصر التنظيم فجروا آلية رباعية الدفع لقوات النظام في بادية السخنة شمال شرقي حمص، كذلك دمروا آلية في هجوم ثانٍ بذات المكان. وكانت مصادر "العربي الجديد" قد أفادت بأن الطيران الروسي صعّد مساء أمس من غاراته على مواقع ومناطق في بادية السخنة، عقب تجدّد الهجمات من مجهولين على دوريات لقوات النظام في المنطقة.

جرحى مدنيون بقصف النظام على ريف حلب

إلى ذلك، جُرح مدنيون اليوم الأربعاء جراء قصف من قوات النظام السوري على ريف حلب الغربي وانفجار في مدينة إدلب شمالي البلاد، فيما أعدمت "هيئة تحرير الشام" ثلاثة أشخاص في مدينة سرمدا بريف إدلب بتهمة قتل مسنة وسلب أموالها.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت سيارة يستقلها مدنيون بصاروخ حراري أثناء سيرها على طريق قرية تديل في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن إصابة اثنين بجروح وأضرار مادية جسيمة في السيارة.

وفي غضون ذلك، قتل قيادي عسكري في "الجيش الوطني السوري" وأصيب اثنان من أفراد عائلته بجروح جراء هجوم من مجهولين بعبوة ناسفة على سيارته في منطقة طريق النهر بمدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي.

وتحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن إعدام "هيئة تحرير الشام" ثلاثة أشخاص رمياً بالرصاص في ناحية سرمدا بريف إدلب الشمالي وذلك بعد الحكم عليهم بالإعدام على خلفية قتلهم امرأة مسنة وسرقة أموالها في وقت سابق.

وذكرت المصادر أيضاً أن مدنيين أصيبوا بجروح اليوم جراء انفجار وقع في متجر لبيع الأسلحة بمدينة بنش في ريف إدلب الشرقي، مضيفة أن الانفجار وقع في الحي الشمالي من المدينة، وجاء بعد إصدار "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" قراراً بإغلاق كافة متاجر السلاح في مناطق سيطرتها.
ومن جانب آخر، قُتل عنصران من "قسد" جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في طريق بقرية حمرة بلاسم في ريف الرقة الشرقي.
إلى ذلك، جدد  الطيران الحربي الروسي غاراته مساء اليوم على بادية الشولا جنوبي ديرالزور، تزامناً مع عمليات تمشيط من قوات النظام على جانبي طريق دير الزور دمشق.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام دفعت بتعزيزات جديدة إلى مواقع على طريق دير الزور حمص في ناحية السخنة شمالي محافظة حمص.

وقالت المصادر إن قوات النظام نقلت جثث قتلى إلى مدينة دير الزور وقامت بالتمثيل بهم في حي هرابش بالمدينة، وأشارت المصادر إلى أن الجثث لقتلى سقطوا خلال اشتباكات مع قوات النظام في بادية الشولا أمس.

وتشن قوات النظام بدعم من الطيران الحربي الروسي حملة تمشيط في البادية منذ أيام على خلفية استمرار تعرضها لهجمات من خلايا تنظيم "داعش" كان آخرها هجومين أمس أعلن التنظيم عن تنفيذهما.

المساهمون