استمع إلى الملخص
- كثفت إسرائيل تحركاتها العسكرية على الحدود مع سورية، خاصة في الجولان المحتل، عبر حفر خنادق وبناء تحصينات، استعداداً لمواجهة تهديدات محتملة من حزب الله والمليشيات الموالية لإيران.
- تزايدت المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية، مع مراقبة الأمم المتحدة للوضع ودعوتها للتهدئة لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية.
تسارعت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في سورية مستهدفة ما يقول الاحتلال إنها طرق إمداد عسكرية محتملة لحزب الله عبر الأراضي السورية، إضافة إلى اغتيال شخصيات يزعم أنها مرتبطة بالحزب، فيما ينشط جيش الاحتلال عبر الحدود مع سورية في حفر خنادق وبناء تحصينات تحسباً كما يبدو لامتداد المواجهات مع حزب الله إلى جبهة الجولان في الأراضي السورية.
وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية أن غارة إسرائيلية استهدفت، صباح أمس الجمعة، الجانب السوري من الحدود، ما تسبب في قطع معبر جوسيه الحدودي بين البلدين، ليصبح بذلك المعبر الثاني المقطوع بعد طريق المصنع. وقال حمية: خرج معبر القاع (جوسيه في الجانب السوري) من الخدمة، بعد غارة إسرائيلية في الأراضي السورية، على بعد مئات الأمتار من مكتب الأمن السوري في المعبر، مشيراً إلى أن الغارة قطعت الطريق أمام حركة السيارات والشاحنات، ليبقى معبر واحد فقط بين البلدين قيد الخدمة. وذكر موقع "أثر برس" المحلي الموالي للنظام السوري أن الاستهداف الإسرائيلي لمعبر جوسيه بريف مدينة القصير أدى إلى خروجه عن الخدمة.
تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في سورية
وفي إطار تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في سورية استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أول من أمس الخميس، مبنى سكنياً في منطقة كفرسوسة بدمشق قرب دوار الكارلتون، ما أسفر عن سقوط قتيل، فيما استهدفت غارة أخرى حاجزاً عسكرياً وجسراً في منطقة القصير بريف حمص. وذكرت وسائل إعلام النظام السوري أن محافظ حمص نمير مخلوف زار المكان واطلع على الضرر الذي لحق بإحدى النقاط العسكرية وبجسر "تل النبي مندو" وطلب إعادة تأهيل الجسر الذي استهدفه القصف الإسرائيلي ما أدى إلى تدميره بالكامل، لكونه يصل التجمعات السكنية بين ضفتي نهر العاصي، إضافة إلى تسهيل الحركة المرورية عبر الطريق الإسعافي.
ساري الحمد: جيش الاحتلال يستهدف أية تحركات لجيش النظام أو المليشيات الموالية لإيران
وفي إطار تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في سورية استهدفت طائرة حربية إسرائيلية، السبت الماضي، جسراً حدودياً بين سورية ولبنان (معبر توفيق دندش) قرب أمانة جوسيه ضمن منطقة حوش السيد علي التابعة لمدينة القصير، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. وسبق ذلك بأيام استهداف المنطقة نفسها، إضافة إلى جسر يربط منطقة الهرمل بمنطقة الجرد العالي، ما أسفر عن تدميره وقطع الطريق بشكل كامل. كما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين معبر المصنع الحدودي للمرة الثانية بعد قصفه مطلع الشهر الحالي، ما أسفر عن قطع الطريق بين البلدين الذي يستخدمه مئات الآلاف من الأشخاص الفارين من القصف الإسرائيلي في لبنان باتجاه سورية.
واعتبرت الأمم المتحدة، أول من أمس الخميس، أنه من غير المقبول أن تستهدف إسرائيل بقصف جوي معبر المصنع للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أسابيع. وقال منسق الشؤون الإنسانية الأممي في سورية آدم عبد المولى، في بيان، إن هذه الضربات الجوية لا تعرقل فقط تدفق المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، ولكنها تمنع أيضاً وصول المدنيين إلى مكان آمن، وتضطرهم لإيجاد طرق بديلة أطول وأكثر خطورة باتجاه سورية. ودعا إلى وضع حد فوري لمثل هذه الهجمات "التي تشكل مخاطر جسيمة على الأشخاص الفارين من الخطر".
وتزامن تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في سورية عبر قصف المعابر الحدودية مع تحركات عسكرية على حدود الجولان السوري المحتل، حيث استهدف جيش الاحتلال، الخميس الماضي، بقذائف المدفعية، مواقع في محافظة القنيطرة، قرب الحدود مع الجولان. وقال موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي، في بيان، إن القصف جاء عقب رصد تحركات لقوات النظام في المنطقة. وسبق ذلك بأيام توغل قوة إسرائيلية مصحوبة بالدبابات في الأراضي السورية قرب بلدتي الأصبح وكودنة بالقرب مع الجولان المحتل، حيث قامت بتجريف الأراضي ورفع سواتر ترابية، إضافة إلى شق طرق جديدة لتسهيل تحركات الجيش الإسرائيلي، وكل ذلك على مرأى من قوات النظام السوري المنتشرة في المنطقة، من دون أن تتخذ أي إجراء.
الاحتلال يستهدف جيش النظام والمليشيات
وقال الناشط الإعلامي المنحدر من ريف القنيطرة ساري الحمد، لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال يستهدف أية تحركات لجيش النظام أو المليشيات الموالية لإيران، بينما يخشى الأهالي من استهداف القرى والبلدات أيضًا، لا سيما أنها تقع ضمن طرق تنقل جيش النظام وقواته. وأضاف أن قوات الاحتلال فجرت منذ أشهر معظم الألغام على الشريط الحدودي تمهيداً لأعمال حفر الخندق الممتد مقابل القنيطرة من جهة حضر شمالاً وصولاً إلى جباتا الخشب جنوباً بطول عدة كيلومترات، ويتجاوز الحدود السورية أحياناً ببضع عشرات من الأمتار، مع تسيير دوريات عسكرية إسرائيلية مكثفة على طول الشريط تحسباً لأي تحرك أو عمل يستهدف قوات الاحتلال، مثل إطلاق الصواريخ أو القيام بعمليات تسلل، في إطار الإجراءات الإسرائيلية لتأمين الحدود مع الجانب السوري والتركيز على جبهة لبنان.
استبعد رشيد حوراني حصول توغل إسرائيلي واسع في الأراضي السورية
وبعد ساعات قليلة من القصف في القنيطرة، ذكر موقع "درعا 24" المحلي أن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من عشر عربات للقوات الروسية شوهد على طريق دمشق - درعا قادماً من جهة العاصمة دمشق باتجاه الجنوب، حيث تنشر القوات الروسية العديد من نقاط المراقبة على حدود الجولان المحتل بغية ضبط الوضع الأمني ومنع تدهور الوضع. ونفى الحمد انسحاب القوات الروسية من المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى أن الجانب الروسي اتخذ إجراءات كما يبدو لحماية جنوده عبر تبديل مواقعهم.
ونشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، في 19 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ما قالت إنها صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي حفر خندقاً بطول لا يقل عن سبعة كيلومترات على طول الحدود في مرتفعات الجولان المحتلة منذ منتصف أغسطس/ آب الماضي. وأوضحت الصور أن الخندق كان بعرض 20 متراً في بعض الأماكن، وفي نهاية الأعمال الأرضية، تتخطى آثار الحفر الحدود إلى الأراضي السورية. وأبلغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن الأمم المتحدة في نيويورك، أخيراً، أن قوات حفظ السلام الدولية (أندوف) شهدت "نشاطاً إنشائياً" للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح المسماة منطقة الفصل.
استبعاد حصول توغل إسرائيلي
واستبعد الباحث في مركز جسور رشيد حوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، حصول توغل إسرائيلي واسع في الأراضي السورية، سواء لاستهداف ما تقول إسرائيل إنها قواعد أو مراكز لحزب الله أو المليشيات المدعومة من إيران في سورية، أم للقيام بالتفاف من الأراضي السورية على حزب الله في لبنان، وذلك نظراً لعدم حاجتها لذلك عسكرياً في الوقت الحاضر، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية المعقدة، حيث لا يمكن فتح ممرات في الجبال العالية، والوديان في المنطقة الشرقية من جبل الشيخ وصولاً إلى المنطقة الشمالية الغربية لسهل البقاع والجنوب اللبناني. لكن حوراني لم يستبعد أن تحاول إسرائيل احتلال المنطقة الجنوبية الشرقية من جبل الشيخ، وفق التهديدات التي أطلقها زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف افيغدور ليبرمان أخيراً.