تزايد القلق الدولي على الفاشر في دارفور إثر تصاعد العنف

14 ابريل 2024
من مدينة الجنينة التابعة لإقليم دارفور 19 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المخاوف الدولية تتصاعد حول مدينة الفاشر بشمال دارفور وسط تزايد العنف والقلق من اندلاع معارك عنيفة، في ظل الحرب الدائرة في السودان.
- قوات الدعم السريع تسيطر على أغلب دارفور باستثناء الفاشر، حيث تشهد اشتباكات واتهامات بإحراق قرى ومقتل مدنيين، مع تنديد دولي بصمت المجتمع الدولي.
- الحركات المسلحة في الفاشر تغير موقفها من الحياد إلى القتال ضد قوات الدعم السريع، مما يهدد وصول المساعدات ويعقد الوضع الإنساني في إقليم يعاني من تبعات الحرب.

يتصاعد القلق الدولي على مصير الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مع ازدياد وتيرة العنف عشية دخول الحرب في السودان عامها الثاني، وخشية من اندلاع معارك عنيفة فيها بعد أن كانت مركزاً رئيسياً لتوزيع الإغاثة والمساعدات.

وبعد اندلاع النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في إبريل/ نيسان 2023، امتدت أعمال العنف مجدداً إلى إقليم دارفور الواسع في غرب البلاد، لتُدوّن فصلاً جديداً من أهوال الحرب مثل النزوح الجماعي والعنف الجنسي وعمليات القتل على خلفية عرقية.

وتسيطر قوات الدعم السريع بقيادة دقلو المعروف بـ"حميدتي" حالياً على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم، ما عدا الفاشر التي تضم مجموعات مسلحة متمردة، لكنها تعهدت الوقوف على مسافة واحدة من طرفي الحرب، ما جنّبها حتى الأمس القريب الانزلاق إلى القتال.

إحراق قرى في الفاشر

والسبت، "اندلعت اشتباكات في غرب مدينة الفاشر" بين قوات الدعم السريع والحركات المسلحة، بحسب ما أفاد آدم، أحد الحقوقيين السودانيين، وكالة فرانس برس، طالباً ذكر اسمه الأول فقط. وفي هذا السياق، اتهمت لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعات تطوعية غير رسمية، قوات الدعم السريع بـ"إحراق ست قرى في غرب المدينة". من جانبها، أعلنت منسقية النازحين بدارفور أنّ الاشتباكات أدت إلى "مقتل عشرة مدنيين وجرح 28".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان السبت عن "قلقه العميق" إزاء تقارير تشير إلى "احتمال وقوع هجوم وشيك على الفاشر". ونقل البيان عن غوتيريس قوله إنّ "مثل هذا الهجوم سيكون مدمّراً للمدنيين في المدينة" التي تعتبر "مركزاً إنسانياً أممياً يضمن تقديم المساعدات الإغاثية" في جميع أنحاء دارفور.

ومع دخول الحرب عامها الثاني، نددت الولايات المتحدة الخميس بـ"صمت" المجتمع الدولي عن الوضع المأساوي في السودان، مبدية أملها في سرعة تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بين طرفي القتال. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين: "بينما تتجه المجموعات السكانية نحو المجاعة، ومع انتشار الكوليرا والحصبة، وبينما يواصل العنف حصد أرواح عدد لا يحصى من الضحايا، ظلّ العالم صامتاً إلى حد كبير، وهذا يجب أن يتغير".

ويعيش في إقليم دارفور، هذه المنطقة الغربية التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا، ربع سكان السودان الذي يبلغ عدد سكانه حوالى 48 مليون نسمة.

وأدت المعارك في السودان منذ اندلاعها في 15 إبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في مدينة الجنينة في غرب دارفور وحدها، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة. كذلك، شرّدت الحرب أكثر من 8.5 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

"لا حياد بعد الآن"

وتتمركز في الفاشر الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام التاريخي الذي أبرم عام 2020 في جوبا مع الحكومة المدنية الانتقالية التي تولت السلطة عقب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير.

وأبرز المجموعات، تلك التابعة لكل من حاكم إقليم دارفور مني مناوي ووزير المالية جبريل إبراهيم. وقد منع وجودها قوات الدعم السريع من شنّ هجومها على المدينة، خصوصاً بعد "مفاوضات غير رسمية" بين قوات دقلو وهذه الحركات، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

وقال خبراء لـ"فرانس برس" إنّ هذه المجموعات المسلحة اضطلعت بدور في جلب المساعدات الإنسانية التي كانت تصل من شرق السودان، وكان إقليم دارفور في أمسّ الحاجة إليها.

ونتيجة تدهور الأوضاع في عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا في بيان الخميس أن "لا حياد بعد الآن"، مؤكدة أنها "ستقاتل مع حلفائها والوطنيين وقواتها المسلحة ضد مليشيات الدعم السريع وأعوانها من المأجورين". وعزت تبدل موقفها إلى "استفزازات وانتهاكات لمليشيا الدعم السريع (...) وتهديد الحركات المسلحة ومنع (عناصرها) من التحرك وقطع الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية".

(فرانس برس)

المساهمون