نفى رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كلجدار أوغلو، الأحد، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، معتبراً أن تحالف الأمة المعارض هو الذي يقرر المرشح الرئاسي التوافقي، وأن للمرشح شروطاً معينة.
وانشغلت الأوساط التركية في الأيام الأخيرة بالأنباء التي تحدثت عن ترشح كلجدار أوغلو لرئاسة الجمهورية منافساً أمام الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، حيث صرح عدة قياديين بالحزب بأن مرشح الحزب هو كلجدار أوغلو للرئاسة.
وتطرق كلجدار أوغلو، خلال لقاء مع مجموعة من المخاتير في ولاية أدرنة، لموضوع الترشح بعد أسئلة وجهت له بهذا الخصوص، وقال: "تحالف الأمة، عندما يحين وقت الانتخابات، سيقرر ويتفق على معايير المرشح الرئاسي، ويتخذ قراره بهذا الخصوص".
وأضاف أن "المرشح الرئاسي يجب بداية أن يحب المواطنين وبلاده، ويفكر بوجدانه كيف يكون رئيساً للبلاد ولـ83 مليون شخص، دون تمييز من أي أحد، واحتضان الجميع بحيادية دون أن يكون زعيماً لحزب سياسي، وأن يكون صادقاً على الدوام، ويصرح في الأوقات المهمة، ويستمع لجميع المواطنين بعيداً عن الخطابات الكلاسيكية".
وواصل كلجدار كلامه متحدثاً عن مواصفات الرئيس كما تراه المعارضة، وانتقد، في معرض حديثه، الرئيس أردوغان، وقال "يجب أن يكون الرئيس قدوة في حياته، متواضعاً صادقاً، أن لا يكون معرضا للتهديد بسبب أمواله التي يمتلكها، وأن يقف إلى جانب العدل، عندها نقول نعم نختار هذا الرئيس الذي يستطيع التحدي أمام التهديدات بشفافية، دون تدخل في حياة الناس وآرائهم وأفكارهم".
ووجه كلجدار أوغلو مؤخراً انتقادات شديدة للرئيس أردوغان بالإسراف، ومنها امتلاك الرئاسة التركية أسطولاً من الطائرات، متعهداً في حال تولي المعارضة الحكم ببيع هذه الطائرات وإعادة الأموال لخزينة الدولة، والسفر عبر رحلات تجارية مجدولة.
ورد أردوغان على هذه الانتقادات بقوله: "إن أصبحت رئيساً كيف ستسابق الزمن لخدمة المواطنين وعقد اللقاءات الدولية مع زعماء العالم".
وتتهم المعارضة الرئاسة بامتلاك أكثر من 10 طائرات خاصة وتخصيص عدد منها للوزراء، رغم أن المعارضة تقوم أيضاً باستئجار طائرات خاصة خلال جولات قيادتها داخل تركيا وخارجها.
ويعمل كلجدار اوغلو منذ أشهر على حملة من العلاقات العامة لدعم ترشيحه شعبياً، بدأها بالحديث قبيل رأس السنة عن وجود نية للترشح في معرض رده على نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان، ومنذ ذلك الوقت ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر تواضعه في منزله ومساعدته لزوجته بأعمالها كمواطن عادي، وهو ما يتفاعل مع الجيل الجديد في تركيا، المدعو بجيل "زد"، وهي شريحة يسعى كلجدار أوغلو لاستقطابها وتشارك في الانتخابات للمرة الأولى، ويعول عليها لنجاح المعارضة في الانتخابات، فيما يُتهم أردوغان من قبل مراقبين بأنه لا يجيد استمالة الأجيال الجديدة.
ولم يؤيد حلفاء حزب الشعب الجمهوري حتى الآن ترشيح كلجدار أوغلو، حيث سيكون للحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطية الكردي دور في ذلك.
وتبدو حظوظ عمدة إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، أكبر، نظراً لأنه شاب وتمكن من الفوز في إسطنبول، مع عامل الصوت الكردي الذي يفضله، وأيضا تفضيل زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر له أكثر من كلجدار أوغلو.
ومن الواضح أن مسألة التوافق على مرشح رئاسي جديد ستكون من أولويات المعارضة، رغم أن الانتخابات ينتظر إجراؤها في العام 2023، لكن إطلاق أردوغان، بشكل غير رسمي، حملته الانتخابية بزيارة مدينة دياربكر قبل يومين، يؤشر لاكتساب مرحلة الانتخابات زخماً في الأيام المقبلة، وتوقع إجرائها نهاية العام المقبل، ما يعني أن المعارضة ستكثف لقاءاتها للتوافق على مرشح.
وبات تأثير الناخب الكردي مهماً في الانتخابات الأخيرة، التي جرت في العام 2019، وهي انتخابات الإدارة المحلية، حيث أدى تحالف المعارضة مع حزب الشعوب الديمقراطية الكردي إلى الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من حكم ولايات كبرى، وأهمها إسطنبول والعاصمة أنقرة.
وتندفع المعارضة مستفيدة من توحدها على هدف إسقاط أردوغان، ونتائج الانتخابات الأخيرة، والأوضاع الاقتصادية وتراجع العملة التركية أمام العملات الأجنبية، حيث أدى ذلك إلى زيادة التضخم وارتفاع الأسعار.
وفي الوقت الحالي هناك تحالفان، الأول الحاكم وهو تحالف الشعب، ويضم حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، والثاني المعارض وهو تحالف الأمة، ويضم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والحزب الجيد، وحزب السعادة، وأحزابا أخرى، وبشكل غير معلن حزب الشعوب الديمقراطية الكردي.