حدد المرشح الرئاسي عن تحالف الشعب المعارض، وزعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، اليوم الخميس، ملامح حملته للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، مركزاً على استهداف اللاجئين والرئيس رجب طيب أردوغان و"العلاقة بين الحكومة والإرهاب".
وخلال كلمة له بمقر حزبه في أنقرة، دعا كلجدار أوغلو الناخبين للذهاب إلى صناديق الاقتراع بكثافة والدفاع عن الوطن، مستخدماً أسلوباً جديداً وصوتاً مرتفعاً.
وتحدث كلجدار أوغلو خلال كلمته عن حملته الانتخابية التي ستكون بعنوان "قرار من أجل تركيا"، وقال: "سنذهب لانتخابات مهمة، مرشحان بمفهومين مختلفين، في انتخابات لم تشهدها البلاد من قبل، وسنشارك بها من الصفر".
ومن المنتظر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في 28 مايو/ أيار الجاري، بعد فشل المرشحين في الحصول على نسبة الفوز المطلوبة، 50 بالمائة زائداً واحداً، في الجولة الأولى، جرت في 14 مايو/ أيار، حيث حصل أردوغان على 49.52 بالمائة من الأصوات، وكلجدار أوغلو على 44.885 بالمائة.
واستهدف كلجدار أوغلو في كلمته اللاجئين، قائلاً: "هل تلاحظون، لو بقيت الأمور للحكومة سيأتي إلينا 10 ملايين لاجئ جديد، وسيصبح الدولار يعادل 30 ليرة، وستبدأ عمليات السرقة من أجل كسرة خبز"، مضيفاً: "ستتحكم المافيا واللاجئون بالمدن، وستزيد الجرائم بحق النساء، ولن تتمكن الفتيات من الخروج للشارع، وسيقتلون الناس بربطهم، وسيدخل الإرهابيون من كل مشرب إلى البلاد. لكن نحن لن نسمح بهذا".
وشدّد مخاطباً أردوغان: "لم تحمِ شرف الحدود يا أردوغان، جلبت 10 ملايين لاجئ، وللحصول على أصوات انتخابية بعت الجنسية، عندما آتي للحكم سأرسل اللاجئين إلى بيوتهم جميعاً".
وتوجه كلجدار أوغلو للناخبين، وقال إنه فهم رسالتهم، حيث إن "قسماً منهم لم يشارك بالتصويت، وقسم آخر صوت لأردوغان دون قناعة"، مضيفاً أنه "خلال الأيام العشرة الباقية للانتخابات سأعمل بكل طاقتي"، مؤكداً أنّ "ستجري مراقبة الانتخابات بشكل جيد، وسيكون على كل صندوق خمسة مشاهدين"، وتشكل مسألة أمن الانتخابات نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة.
وتحدث المرشح الرئاسي عن قضية الإرهاب، نافياً أي تواصل له مع المنظمات الارهابية، قائلاً في معرض الرد: "ألم تكن أنت من جلس على طاولة الإرهاب، وتتهمنا بالعلاقة معها؟"، مضيفاً: "ألست أنت من ساوم الإرهابيين بالسر. أؤكد أني لم أجلس قط على طاولة واحدة مع الإرهابيين، ولن أجلس أبداً، ولن أسلك طريقك السياسي"، بحسب وصفه.
وكان الرئيس التركي قد ركز في حملته الانتخابية التي سبقت الجولة الأولى على علاقة كلجدار أوغلو بحزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً في تركيا، وتعتقد المعارضة أن هذا الخطاب كان مؤثراً بقرار الناخبين.
كذلك، اتهم كلجدار أوغلو في كلمته أردوغان بالفساد، قائلاً: "جئت للحكم بخاتم واحد يا أردوغان، ولكن أنت وعائلتك وكل من حولك أصبحوا أغنياء، لم أسرق قطّ، وليس لدي أطماع بأموال الدولة".
ويمكن تحديد أهم ملامح حملة كلجدار أوغلو من خلال كلمته بأنها ستتبنى الخطاب القومي المتشدد في مهاجمة اللاجئين، خصوصاً السوريين والأفغان، في مسعى لاستمالة أصوات المرشح سنان أوغان، الذي حلّ ثالثاً في الانتخابات مع نسبة أكثر من 5 بالمائة من الأصوات.
كذلك سيسعى كلجدار أوغلو لنفي العلاقة بالعمال الكردستاني، وإبراز جهود أردوغان السابقة في حل الأزمة الكردية عبر الحوار مع الكردستاني قبل عقد من الآن.
والنقطة الثالثة سيستهدف فيها الوضع الاقتصادي، والفساد الذي يتهم الحكومة بممارسته.
واجتمع أمس الأربعاء قادة أحزاب الطاولة السداسية أو تحالف الشعب، الذي يضم بالإضافة إلى كلجدار أوغلو كلاً من زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، وزعيم حزب السعادة تمل قره موللا أوغلو، وزعيم حزب دواء علي باباجان، وزعيم الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال، دون أن يصدر أي بيان عن الاجتماع.