تركيا: كلجدار أوغلو سيلتقي أوزداغ في محاولة لكسب دعمه

23 مايو 2023
أوميت أوزداغ وكمال كليجدار أوغلو (توناهان تورهان/Getty)
+ الخط -

أعلن أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر القومي المتشدد، اليوم الثلاثاء، أنه سيعلن غداً الأربعاء موقفه من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية المقررة الأحد المقبل، وأضاف أنه سيلتقي كمال كلجدار أوغلو، مرشح تحالف الشعب المعارض، مساء اليوم، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الأطراف السياسية في تركيا مساعيها المكثفة لكسب حلفاء قبيل الانتخابات.

مفاوضات مستمرة

وبعد إعلان سنان أوغان، المرشح الرئاسي عن تحالف "أتا /الأجداد"، والحاصل على 5.17 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى التي أقيمت في 14 مايو/ أيار، أمس الاثنين، دعمه للتحالف الجمهوري ومرشحه الرئيس رجب طيب أردوغان، يحاول كلجدار أوغلو كسب دعم أوزداغ الذي حصل حزبه على 2.1 بالمائة من الأصوات بالانتخابات البرلمانية.

ولا تزال المفاوضات مستمرة بين كلجدار أوغلو وأوزداغ، وأعلن الأخير تأجيل اتخاذ قرار دعمه لمرشح المعارضة وإعلانه ليوم غد الأربعاء، مبيناً أن المفاوضات بين الجانبين أحرزت تقدماً، وكان حزب العدالة من تحالف "أتا" قد أعلن قبل أيام عبر زعيمه، وجدت أوز، دعم كلجدار أوغلو.

وقال أوزداغ في مؤتمر صحافي، تأجل موعده 3 ساعات، اليوم الثلاثاء: "لم تنته اللقاءات، وسيكون هناك لقاء هذه الليلة، هناك مرحلة تسير بشكل إيجابي وأؤمن بأننا سننهيه بشكل إيجابي، وإن تمكنا من التوافق سنعلن ذلك مع كلجدار أوغلو الساعة 11.00 صباح الأربعاء".

وأضاف أوزداغ: "الاجتماع هذه الليلة يهدف لضمان إعادة 13 مليون لاجئ لبلادهم، والتخلص من عبء 11 مليار دولار يتحملها المواطنون الأتراك بسببهم، وضمان المواد الأربع الأولى من الدستور (قومية الدولة)، ومكافحة التنظيمات الإرهابية وهي حزب العمال الكردستاني وجماعة الخدمة وداعش، حيث هناك تقدم في بروتوكول يتناول هذه المواضيع".

وأكد: "ما زلنا نتواصل ولم نتوصل إلى التوافق النهائي"، فيما اعتبر أوزداغ أن قرار أوغان "يعود له، ولا يربط حزب النصر، هناك فرق بطريقة التفكير، ونترك الأمر للرأي العام".

خلافات حول أوزداغ

وتجري الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الأحد المقبل، بعد فشل أي مرشح من الحصول على النسبة الكافية من الأصوات، حيث حصل أردوغان على نسبة 49.52 بالمائة من الأصوات، فيما حصل مرشح المعارضة كلجدار أوغلو على 44.88 بالمائة من الأصوات، ومع هذه النتيجة توجهت الأنظار لأوغان وتحالفه لكسب دعمهم في الجولة الثانية من الانتخابات.

وبحسب صحافيين مقربين من حزب الشعب الجمهوري، فإن خلافات تعصف ضمن تحالف الشعب أو ما يعرف بالطاولة السداسية، حالت دون التوصل إلى توافقات مع حزب النصر، حيث إن أوزداغ يطالب بأن يكون الاتفاق مكتوباً وموقعاً من قبل جميع مكونات تحالف المعارضة.

وأضافت المعلومات أن زعيم حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، أحد أعضاء الطاولة السداسية، يعترض على مسألة إعادة السوريين بهذه الطريقة، فيما يعترض زعيم حزب دواء، علي باباجان، على مسألة المواد الأربع في الدستور، بالإضافة إلى اعتراضات من الحزب الديمقراطي، وتطالب هذه الأحزاب بأن تكون التوافقات بين كلجدار أوغلو وأوزداغ شفوية، أو بينهما دون أن تلزم بقية الأحزاب، وهو ما يرفضه أوزداغ.

ومن الواضح أن كلجدار أوغلو، الذي حول استراتيجيته في الجولة الثانية لمخاطبة الناخبين القوميين واستهداف اللاجئين السوريين، يسعى لتحقيق أي نجاح قبيل الجولة الثانية نهاية الأسبوع، لاستعادة المعنويات الهابطة لدى أنصاره أمام الرئيس أردوغان الذي حسم البرلمان لصالحه.

كلجدار أوغلو يتهم أردوغان

وفي سياق الانتخابات، اتهم كلجدار أوغلو، اليوم الثلاثاء، أردوغان بالعمل على "تزييف مشاهد مصورة بحقه عرضت على الشاشات"، مؤكداً أنه "يلجأ إلى الله أمام هذا الأمر".

وجاء ذلك خلال لقاء مع منكوبي الزلازل في ولاية هاتاي الجنوبية، وهي الولاية المنكوبة التي حصل فيها كلجدار أوغلو على أصوات أعلى من أردوغان، على عكس غالبية الولايات المنكوبة.

ونفى كلجدار أوغلو في كلمته تهم علاقته بـ"حزب العمل الكردستاني" والإرهاب، وقال: "لعنة الله على كل من يسير مع الإرهابيين، يجب علينا مكافحة الإرهاب جميعاً من أي جهة تأتي، والسياسة عمل أخلاقي، يمارسها الرجال الأخلاقيون، أحترم النقد الشديد، ولكن ليس عبر الكذب والمؤامرات".

وأضاف: "لا يمكن أن يصبح مزيف رئيساً (قاصداً أردوغان)، حيث أفاد بأننا نتعاون مع المنظمات الإرهابية وأعد مشاهد مزيفة، وأمس خرج الرجل (أردوغان) ليقول إنهم عملوا على عمليات مونتاج وتزييف وتغيير الحقائق".

كلام كلجدار أوغلو يأتي بعد تصريحات للرئيس التركي أردوغان أمس على قناة TRT الرسمية، قال فيها إن "هناك مشاهد مصورة للمعارضة مع الكردستاني، وعمليات تزييف ومونتاج"، وفسر أنصار الحكومة كلام أردوغان بأنه يقصد المشهد العام في البلاد وما حصل مع المرشح المنسحب محرم إنجه بسبب مشاهد مزيفة.

وفي سياق خطابه الجديد، جدد كلجدار أوغلو استهدافه اللاجئين، وخصوصاً السوريين، مبيناً أن "هناك شكاوى من الولايات التركية كافة البالغ عددها 81 ولاية، من اللاجئين، وأن خطة إعادتهم إلى بلادهم جاهزة، حيث سيُرسلون خلال عامين على أقصى تقدير".

وأكد أن "تركيا لن تتحول إلى خزان للاجئين، وسنعمل على السلام مع سورية (النظام)، وسنحوّل تركيا لأكبر مركز للإنتاج في المنطقة".

حراك سياسي كثيف

وضمن إطار الانتخابات أيضاً، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاءً جماهيرياً في ولاية ملاطية، وهي إحدى الولايات المنكوبة من الزلازل، في إطار استكماله لجولته في المنطقة، وخلالها ألقى كلمة جدد فيها اتهام مرشح المعارضة بعلاقته بقيادات الكردستاني.

وقال أردوغان في كلامه: "كمال كلجدار أوغلو يأخذ تعليماته من قنديل (مقر الكردستاني)، لقاءاته يجريها مع امتدادات الكردستاني في البرلمان (حزب الشعوب الديمقراطي)، لكن الشعب سيدفن من يسير مع الإرهابيين بصناديق الاقتراع".

وأضاف: "المعارضة سارت يداً بيد مع المنظمات الإرهابية، نحن مشينا مع الشعب، هم تلقوا تعليماتهم من قنديل، نحن تلقيناها من الله، نحن وقفنا بجانب الشعب والحقيقة، هم تحدثوا عن الهدم والمعوقات، نحن قلنا تنفيذ المشاريع والاستثمارات".

وتشهد البلاد في فترة ما قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية حراكاً سياسياً مكثفاً، ولقاءات تلفزيونية وميدانية، في ظل وعود وتعهدات مستمرة من قبل الحكومة والمعارضة لكسب مزيد من الناخبين في الجولة الثانية، الأحد المقبل.

المساهمون