تركيا: غضب شعبي ورسمي على اقتحامات الشرطة الإسرائيلية للأقصى

16 ابريل 2022
عمّ الغضب من الاقتحامات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى (Getty)
+ الخط -

عمّ الغضب، شعبياً ورسمياً، تركيا من الاقتحامات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى الجمعة، حيث شهدت إسطنبول تظاهرتين وصدرت مواقف رسمية تركية رافضة أيضاً.

وفي ساعات الصباح الباكر من اليوم السبت، تجمّع المئات من المتظاهرين الأتراك والعرب أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول للتنديد بما يجري في القدس من قبل الشرطة الإسرائيلية.

ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وتركيا ورددوا شعارات مطالبة بتحرير القدس والأقصى من الاحتلال، والتنديد بالممارسات الإسرائيلية، ومطالبة "إسرائيل القاتلة" بالخروج من فلسطين.

ونظمت التظاهرة أمام القنصلية الإسرائيلية من قبل جمعية شباب الأناضول، في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذت في المكان المحيط بالقنصلية.

وبعد صلاة التراويح الليلة الماضية، نظمت في ساحة جامع الفاتح المركزية بإسطنبول، تظاهرة بتنظيم من حركة الإنسان والحضارة والحركة الشبابية، للاحتجاج على ممارسات الشرطة الإسرائيلية في القدس.

 وحمل المتظاهرون لافتات تضمنت "تواصل المواجهة حتى الوصول لحرية الأقصى"، و"المسجد الأقصى شرفنا"، وردد الحاضرون هتافات أخرى.

وقال الأمين العام لحركة الشباب عبد الله إلهان في كلمة باسم المجتمعين: "سنواصل الكفاح حتى تحرير القدس ولن نقدّم في القضية أي تنازلات، حيث حولت إسرائيل القدس في شهر رمضان المبارك إلى بركة من الدماء".

وأضاف إلهان: "لا داعي للبحث عن مثال على دور إسرائيل في إسالة الدماء بالمنطقة، فلا يمرّ يوم دون إخراج إخوتنا الفلسطينيين من بيوتهم وبلداتهم وتعرضهم للظلم والتعذيب والاعتقال وجعلهم يستشهدون".

وشدد على أن "المنطقة لن تشهد راحة البال دون إخراج المحتلين الإسرائيليين من فلسطين، وإن كان الإخوة المقدسيون يحمون قبلتنا الأولى، ونحن المسلمين في تركيا لن نبقى صامتين أبداً، ولن نترك إخوتنا وحدهم".

وختم بالقول: "الفلسطينيون يقدّمون أروع مثال في الصمود والصبر، ونحن شهود على ذلك، ولهذا يجب علينا توحيد الصفوف بشكل أكبر".

والجمعة، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في أثناء وجود المصلين، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين داخله واعتقال آخرين.

وعلى الصعيد الرسمي دان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ووزير العدل بكير بوزداغ، عنف الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

وقال أوقطاي عبر حسابه في تويتر: "ندين التدخل الإسرائيلي ضد المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، والعنف الذي أدى إلى مقتل 7 مدنيين أبرياء في مدن مختلفة".

من جانبه، قال بوزداغ: "أدين بشدة قتل قوات الأمن الإسرائيلية لسبعة من أشقائنا الفلسطينيين، أحدهم طفل، ومداهمة المسجد الأقصى المقدس لدى المسلمين في شهر رمضان"، مؤكداً "ضرورة إنهاء إسرائيل فوراً لهجماتها الظالمة"، ومشدداً على أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب المظلومين.

 كذلك دانت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، بشدة تسبّب قوات الأمن الإسرائيلية مقتل 7 فلسطينيين أخيراً، وإيقاع جرحى في المسجد الأقصى.

وقالت الوزارة في بيان صادر عنها الجمعة: "سببت قوات الأمن الإسرائيلية مقتل 7 فلسطينيين، أحدهم طفل في مدن مختلفة، وفي مقدمتها جنين، واقتحمت صباح اليوم المسجد الأقصى وسبّبت وقوع جرحى، هذا أمر لا يمكن قبوله وندينه بشدة".

وأشارت الوزارة إلى أنها تتابع بقلق بالغ التوترات المتزايدة في المنطقة في الأيام الأخيرة، مؤكدة أهمية عدم السماح بالاستفزازات والتهديدات ضد مكانة وروحانية المسجد الأقصى، وخاصة في هذه الفترة الحساسة.

وشارك رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، في الإدانة قائلاً: "أدين بشدة هذا الهجوم على المسلمين من المدنيين الأبرياء، ولا يمكن قبول تدخل عناصر الأمن الإسرائيلية للعابدين في المسجد الأقصى، وعلى إسرائيل الوقف الفوري للهجوم على إخوتنا وأصدقائنا الفلسطينيين".

وصدرت تصريحات مماثلة من المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشليك.

وتتعامل تركيا بحذر، محاولة التوازن مع التطورات على الساحة الفلسطينية، بعد أن بدأت قبل أشهر مرحلة جديدة من التطبيع مع إسرائيل، ومن المنتظر أن يزور وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو تل أبيب خلال الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل.

المساهمون