قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش، اليوم الجمعة، إنّ تركيا تدعم الحل السياسي في سورية، وفق القرار الأممي 2254، وذلك في تفسير لتصريحات وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، الذي دعا أمس إلى اتفاق ومصالحة بين المعارضة والنظام، الأمر الذي استدعى ردود فعل سورية غاضبة.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان صدر عن المتحدث باسم الوزارة: "تركيا منذ بداية الأزمة في سورية هي أكثر الدول التي عملت على دعم حلول للأزمة تقوم على تحقيق مطالب الشعب المشروعة".
وأضاف: "في هذا الإطار، تركيا كانت في مقدمة الأطراف التي عملت على ترسيخ وقف إطلاق النار ميدانياً، وساهمت في مساري أستانة وجنيف، وبناء اللجنة الدستورية، وقدمت الدعم الكامل للمعارضة وهيئة التفاوض".
Dışişleri Bakanlığı Sözcüsü Büyükelçi @TanjuBilgic’in Türkiye’nin Suriye İhtilafına Yaklaşımına İlişkin Basında Yer Alan Haberler Hakkındaki Soruya Cevabı https://t.co/sDjW0uTNQF pic.twitter.com/hnqvMPWpWy
— T.C. Dışişleri Bakanlığı (@TC_Disisleri) August 12, 2022
وشدّد على أنه "في الوقت الحالي هذه المرحلة (اللجنة الدستورية) لا تتقدم بسبب إعاقة النظام لها، وما تحدث به الوزير (جاووش أوغلو) أمس في تصريحاته يشير إلى هذه القضايا".
وأكد المتحدث في بيانه أنّ "تركيا التي توفر الحماية المؤقتة لملايين السوريين؛ تسعى إلى توفير الشروط المناسبة لعودة طوعية آمنة للاجئين، وتؤكد إيجاد الحل السياسي وفق خريطة الطريق التي أقرتها الأمم المتحدة وفق القرار 2254، وستنشط فاعلة لتحقيق ذلك".
وختمت الوزارة بيانها بالقول: "تركيا تعمل مع جميع الأطراف الدولية للتعاون من أجل إيجاد حل للخلاف، بما يتناسب مع مطالب الشعب، ويكون حلاً دائماً، وستواصل تركيا جهودها ودعمها من أجل التوصل لهذا الحل، وستواصل تركيا تضامنها مع الشعب السوري".
"الائتلاف": الاتصالات مع الخارجية التركية أدت إلى بيان التوضيح حيال تصريحات جاووش أوغلو
إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" لـ"العربي الجديد" إنّ الاتصالات بين "الائتلاف" والخارجية التركية لم تنقطع منذ مساء أمس الخميس وحتى اليوم، وذلك عقب التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، حول تحقيق مصالحة بين النظام والمعارضة السورية، بالإضافة للإفصاح عن لقائه بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في وقت سابق، ما أدى إلى حركة احتجاج واسعة في الشارع السوري المعارض، لا سيما شمالي البلاد.
وكشف المصدر أنّ الاتصالات مع المسؤولين في الخارجية التركية المتابعين للملف السوري، نتج عنها البيان الذي صدر عنها اليوم لتوضيح موقف أنقرة، وهو الموقف الذي يتبناه "الائتلاف" والشعب السوري.
وكانت تظاهرات غاضبة قد عمّت مناطق سيطرة المعارضة السورية والنفوذ التركي شمال حلب وإدلب، مطالبة مؤسسات المعارضة والقوى العسكرية الحليفة لتركيا بتبيان موقفها ورفض تصريحات الوزير التركي.
غير أنّ المصدر قال إنّ للائتلاف قنواته الرسمية للتواصل مع حلفائه، لا سيما الأتراك، وليس من الحكمة إصدار بيان ضد دولة حليفة أو الدخول معها في مجادلة عبر البيانات، موضحاً أن اتصالاته مع القنوات الرسمية التركية مفتوحة بشكل دائم، وكانت كذلك يوم الأمس منذ صدرت تصريحات وزير الخارجية التركي.
وأصدرت "دائرة الإعلام والاتصال" في "الائتلاف"، اليوم الجمعة، بياناً "شدد على ضرورة العمل الجاد من كل دول العالم الحر، من أجل بناء تحالف دولي لمحاسبة نظام الأسد".
وأكد البيان التزام "الائتلاف" بـ"الحل السياسي وتخليص البلاد من النظام المجرم ومحاسبته، وتحقيق تطلعات الشعب السوري"، داعياً "المجتمع الدولي إلى إنصاف السوريين ودفع عجلة الحل السياسي إلى الأمام، بما يضمن الانتقال السياسي الشامل، وإنهاء المأساة الإنسانية والسياسية الطويلة".
وفي السياق، كشف المصدر، أن لا بيان سيصدر عن الائتلاف حيال التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي. وكان "العربي الجديد" قد علم من مصدر آخر في المعارضة السورية أن الائتلاف صاغ بياناً حول تصريحات جاووش أوغلو، وكان ينتظر حتى السبت ليعرضه رئيس "الائتلاف" سالم المسلط على الهيئة السياسية قبل إخراجه للعلن، غير أن مشاورات اليوم الجمعة بين أعضاء "الائتلاف" رأت خلاف ذلك.