تركيا: الحزب الجيد يعلن مرشحه في إزمير ويؤكد تخليه عن تحالف المعارضة

20 سبتمبر 2023
شهدت الفترة الماضية سجالاً بين الحزب الجيد وحزب الشعب الجمهوري (Getty)
+ الخط -

أعلن الحزب الجيد المعارض في تركيا، اليوم الأربعاء، تسمية مرشح له في الانتخابات البلدية المقبلة بولاية إزمير، ثالث أكبر المدن في البلاد، في خطوة أكد خلالها عدم خوضه الانتخابات مع تحالف المعارضة.

وقالت زعيمة الحزب ميرال أكشنر، في كلمة لها خلال برنامج عمل في الولاية، إنّ "النائب البرلماني عن الحزب من ولاية إزمير أوميت أوزلاليه، هو مرشح الحزب لرئاسة بلدية إزمير في الانتخابات المقبلة".

وولاية إزمير هي معقل المعارضة التركية في البلاد، ومركز القوى العلمانية، وبلديتها حالياً برئاسة تونج سويار من حزب الشعب الجمهوري، حيث اعتبر مراقبون أن هذا الترشيح هو انتهاء رسمي لتحالف المعارضة.

وكانت أكشنر قد أعلنت في تصريح سابق لها، أمس الثلاثاء، أن "الحزب الجيد تخلّى عن نظام التحالف، وأن ذلك قضى على الحزب، ولهذا لن يكون هناك أي تحالف، وهذا الأمر ليس اليوم فقط بل في انتخابات عام 2028".

وبفضل تحالف الشعب، تمكنت المعارضة من الفوز بالانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة عام 2019، ومن الواضح أن هذا التحالف غير ممكن حالياً، وهو ما يهدّد المدينتين في ظل عزم الحزب الجيد تسمية مرشحين له دون دعم رئيسي البلدية الحاليين، والمرشحين أيضاً للمنصب مرة أخرى (عن إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وعن أنقرة منصور ياواش).

وجاءت هذه التطورات في صفوف المعارضة بعد تعرضها لخسارة وخيبة أمل في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في مايو/أيار الماضي، وتمكن التحالف الجمهوري من حسمها، ما انعكس ذلك على خارطة تحالفات الانتخابات البلدية التي تجري في نهاية مارس/آذار المقبل.

وشهدت الفترة الماضية سجالاً بين الحزب الجيد وحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وتبادلا الاتهامات بتحميل كل طرف الخسارة.

تحالف بين حزبي السعادة والمستقبل بالانتخابات البلدية

وفي سياق متصل بالانتخابات، كشف حزبا السعادة والمستقبل، اليوم الأربعاء، وهما من أحزاب المعارضة وكانا مشاركان في تحالف الشعب، عن اتفاقهما لخوض الانتخابات المحلية المقبلة سوياً في عموم تركيا.

جاء ذلك في تصريح صحافي من زعيمي الحزبين أحمد داود أوغلو (حزب المستقبل)، وتمل قره موللا أوغلو (حزب السعادة)، بعد لقائهما في أنقرة.

وقال قره موللا أوغلو في تصريحه عقب اللقاء والتوافق: "بحثنا آفاق التعاون في البرلمان بشكل فعال، وبنفس الوقت تقترب الانتخابات المحلية، ومن المعلوم رغبتنا بتحقيق نتائج جيدة فيها، والحزبان سيعلنان مع بعضهما بشكل مبدئي شراكتهما على أساس التعاون الفعال".

وأضاف: "وكما أن إمكانية التعاون متواجدة بين الحزبين، فإننا لن نهمل العمل المشترك مع بقية الأحزاب، وهدفنا هو الفوز بأكبر عدد من البلديات، والفوز بمقاعد في المجلس البلدي للعمل بفعالية كبيرة، ولهذا سيتم العمل وتكثيفه كلما اقتربت الانتخابات".

من جهته، قال داود أوغلو إنّ "المعارضة غير سعيدة من نتائج الانتخابات، وهناك مناقشات ومحاسبات داخلية لأسباب الخسارة، ولا تزال المعارضة تنتقد وتناقش بعضها بشكل يكسر أمل الشعب، فهناك تمزق سياسي".

وأضاف أن "هذا التمزق والتفرق يسير كما يشتهي التحالف الحاكم، وأمام هذا المشهد، فإن حزبا السعادة والمستقبل تلاقيا وأسسا كتلة نيابية شكلت أملاً للشعب، ومع افتتاح البرلمان ستجدون العمل المشترك ينتقل لأبعاد أخرى، وهناك حزم بإعطاء الأمل للشعب".

وشدّد زعيم حزب المستقبل على أن "الحزبين أبديا حزمهما بما يتعلق بمسألة التعاون في الانتخابات المحلية، من أجل إعادة تشكيل السياسة التركية مستقبلاً، وسيعمل وفدا الحزبين لتشكيل خارطة وشكل وأماكن التعاون بالانتخابات المقبلة، ومن غير المقبول اعتبار أن الحزب الحاكم سيخوض الانتخابات بأفضلية على المعارضة".

وختم بالقول: "نعم المعارضة مشتتة، ولكن نحن نسعى لضمها، وفي حال وجود مقاربة جيدة من أحزاب أخرى، فإننا سنكون منفتحين للتعاون معهم".

وتعد الانتخابات البلدية مفصلية في البلاد، إذ يمكن للمعارضة استعادة معنوياتها بعد تعرضها لخيبة أمل كبيرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فيما يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان إلى استعادة إسطنبول وأنقرة بعد فقدهما بالانتخابات البلدية السابقة.

ويسعى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، إلى إقناع زعيمة الحزب الجيد بدعم تحالف المعارضة في المدينتين، كما أن صوت الناخب الكردي سيكون حاسماً فيها، في وقت ينوي فيه حزب الشعوب الديمقراطي خوض الانتخابات بمرشحيه.

وينتظر أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من السخونة في الأجندة السياسية التركية، خصوصاً مع عقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره العام الشهر المقبل، فيما يعقد حزب الشعب الجمهوري مؤتمره في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وحزب الحركة القومية في مارس/آذار المقبل، وكل ذلك في مسار التحضير للانتخابات البلدية المقبلة.