اشتعلت المنافسة داخل أكبر أحزاب المعارضة التركية مع إعلان زعيم الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال ترشحه لانتخابات رئاسة الحزب، متعهداً بقيادة التغيير فيه والوصول إلى الحكم.
وينتظر أن يعلن زعيم الحزب الحالي كمال كلجدار أوغلو أيضاً ترشحه لرئاسة الحزب في المؤتمر العام الذي يُرتقب أن ينعقد الشهر المقبل أو بعده، بعد أن رفض الاستقالة عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة التي خسرها.
وبعد نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، وخسارة المعارضة، تصاعدت الأصوات المطالبة بالتغيير داخل حزب الشعب الجمهوري، في ظل تحديات تواجه الحزب مع بلوغ عمره مائة عام.
وأعلن أوزال، في مؤتمر صحافي بمقر الحزب في أنقرة، ترشحه لرئاسة الحزب، معلناً عن ورقة موقف، تناول فيها أهدافه، ووجه في الوقت نفسه انتقادات للمرحلة السابقة، مشدداً على مسألة التغيير مستقبلاً.
وقال أوزال في تصريحه: "من أجل توظيف الشباب في الحزب، وعمل النساء بشكل فاعل في السياسة، ومن أجل وصول حزب أتاتورك إلى الحكم، أعلن ترشحي من أجل تولي منصب رئاسة حزب الشعب الجمهوري". وأضاف: "ليس الهدف هو الفوز بالانتخابات فقط، بل من أجل تركيا عادلة فيها مساواة، ولإنقاذ الشعب، أدعو الشعب العزيز للانضمام إلى هذه المسيرة، وهذا نداء لكل الأعضاء والناخبين، ولكل مواطني تركيا".
وتابع: "هذه الدولة لنا، هذه الدعوة والحسرة لنا، وأشكر كل قيادات الحزب ومسؤوليه وأعضائه لإيمانهم بحرية المنافسة داخل حزب الشعب الجمهوري، وأوجه احترامي وسلامي لزعيم الحزب".
وانتقد أوزال مسألة منح مقاعد لبقية الأحزاب في تحالف المعارضة، ومنها أحزاب "المستقبل" و"دواء" و"السعادة"، والتي بلغت 39 مقعداً، كما انتقد مسألة عمل البروتوكولات مع بقية الأحزاب، وتوزيع المناصب من دون استشارة قيادات الحزب، فضلاً عن مسألة تعيين المستشارين.
وتناول مسألة التغيير موضحاً أن "الهدف هو التغيير واللجوء إلى سياسة جديدة شجاعة وأكثر ثقة، تعتمد على الشباب والنساء، وأن تكون المحاسبة في الشارع وليس في البرلمان فقط، وأن تكون هناك شفافية، وقياس، وتحديد تولي المناصب والفترات البرلمانية والبلديات في 3 مراحل".
وكان من أوائل المرحبين بقرار أوزال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي أعلن نيته الترشح لانتخابات البلدية عن إسطنبول، بعد حديث عن قيادته مرحلة التغيير، ويتمتع إمام أوغلو بعلاقة جيدة مع أوزال.
وقال إمام أوغلو في منشور على موقع "إكس": "إذا تغير حزب الشعب الجمهوري، فإن تركيا تتغير، أتمنى التوفيق والنجاح لأوزغور أوزال ورفاقه في مسيرته لتغيير تركيا".
وكان من المنتظر أن يعلن أوزال رسمياً ترشحه لمنافسة كلجدار أوغلو، إذ أعلن الأخير، أمس الخميس، أن "أوزال أبلغه نيته الترشح لانتخابات رئاسة الحزب، وسيعلن ذلك، وأن هناك مرشحاً آخر، وهذا يعكس الديمقراطية داخل حزب الشعب الجمهوري".
وينتظر أن يشكل هذا الترشيح مادة دسمة في الأيام المقبلة، مع انطلاق مؤتمرات الولايات، وخاصة في إسطنبول، واختيار المندوبين، وهو ما سيعطي صورة للوضع المستقبلي في الحزب، ومن المنتظر أن يكون المؤتمر العام الشهر المقبل.
وتأتي هذه المرحلة بعد تغييرات طاولت أحزاب المعارضة عقب الانتخابات الرئاسية والبلدية السابقة، ومع الاستعداد للانتخابات المحلية المقبلة، حيث سيعيد التغيير رسم خريطة التحالفات في تلك الانتخابات.
وتُعدّ الانتخابات في إسطنبول وأنقرة من أكبر التحديات التي تواجه المعارضة في البلاد، فيما يعاني حزب الشعب الجمهوري مرحلة مفصلية بعد خيبة الأمل الكبيرة التي عاشها أنصاره جراء الانتخابات السابقة.