تركيا: استقالة جديدة في "الحزب الجيد" وسط سجالات الانتخابات المحلية

21 ديسمبر 2023
الاستقالات تعصف بالحزب الجيد بسبب قراره خوض الانتخابات المحلية بمفرده (Getty)
+ الخط -

قدم نائب برلماني عن "الحزب الجيد" المعارض في تركيا، اليوم الخميس، استقالته من الحزب في أحدث حلقة في سلسلة استقالات تعصف بالحزب، بسبب قراره خوض الانتخابات المحلية بمفرده من دون دعم حزب الشعب الجمهوري.

وأعلن النائب عن ولاية أنقرة يوكسل أرسلان عن استقالته على خلفية الانتقادات التي وجهتها زعيمة "الحزب الجيد" ميرال أكشنر لرئيسي بلدية أنقرة منصور يافاش، وإسطنبول أكرم إمام أوغلو، حيث وصفتهما بشكل مبطن قبل أيام بأنهما "جبانان"، ليرد عليها يافاش في تصريح بقوله: "لا أقبل هذا الوصف، الجبان لا يترشح لرئاسة بلدية أنقرة ويفوز بها".

وأفاد أرسلان في بيان: "عرفت منصور يافاش منذ طفولتي، وأثبت دائمًا وفي كل مكان أنه شخص نزيه وكريم، أعرف جيدًا شجاعته عبر مروره من دائرة نار وصفه بالجبان، وكافحت معه كتفًا بكتف"

وأضاف: "بعد الانتخابات البرلمانية، أصبحت نائبا عن الحزب الجيد، أشكر رئيستنا التي منحتني هذا الشرف والناخبين، وأستقيل من الحزب اعتباراً من اليوم وأواصل مهامي نائباً برلمانياً مستقلاً".

وبذلك ينخفض عدد نواب "الحزب الجيد" في البرلمان إلى 38 نائبا بعد استقالات شهدها الحزب في الفترة السابقة، حيث كان عدد نوابه 43 مع نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار/مايو الماضي.

وبرزت الاختلافات داخل الحزب الجيد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث أُقيل النائب البرلماني أوميت ديكباير بعد توجيهه انتقادات للحزب وحديثه عن فساد داخلي فيه في الخامس من الشهر الجاري، وبعد يوم واحد، استقالت النائبة عائشة سيبال يانك أومور أوغلو، وفي 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، استقال النائب عدنان بيكر، وفي الـ15 من الشهر الجاري استقال النائب سليم أنصاري أوغلو.
على صعيد القيادات، استقالت نائبة رئيسة الحزب المحامية إيجه غونر، وهي مسؤولة عن السياسات المجتمعية، بسبب سياسة الحزب حول الانتخابات المحلية واتخاذه قرار عدم التحالف مع حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، فيما عزل نائب الحزب أحمد زكي أوجوق.

كما حول "الحزب الجيد" 8 من أعضاء المجلس البلدية في بلدية إسطنبول الكبرى، الذين دعموا رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري بشكل يخالف تعليمات الحزب، إلى اللجنة التأديبية، وعلى رأسهم رئيس كتلة الحزب في المجلس إبراهيم أوزكان.

وكذلك، قدم مئات من أعضاء الحزب استقالاتهم فضلا عن استقالات مختلفة في الولايات والمناطق.

وفي سياق السجالات، رد رئيس الأمور السياسية في "الحزب الجيد" على رئيس بلدية إسطنبول الذي قصد زعيمة "الحزب الجيد" بأنها "تجاوزت حدودها" بقوله: "أتمنى لو اهتممت بشؤونك الخاصة، كشفت اللعبة، ابتعد عن هذه الخطط، لا يمكن اصطياد الذئاب الرمادية بواسطة مصيدة أرنب".

من ناحيته، انتقد زعيم حزب دواء علي باباجان، في مؤتمر صحافي، زعيمة الحزب الجيد قائلا: "السجالات الداخلية لأحزاب المعارضة بعد الانتخابات وتسابق الأحزاب لإلقاء اللوم بعضها على بعض عمقت خيبة الأمل".

وأكمل: "بقيت 3 أشهر حتى الانتخابات، ونحن نشاهد بخجل كبير ما يفعله من جلسوا إلى الطاولة بالأمس، هذه المواقف لا تبني الثقة، لا يمكنك بناء الثقة إذا أطلقت على الشخص الذي أمسكت بيده بالأمس لقب العدو اليوم، وإذا أطلقت على الشخص الذي دعوته بأنه مرشح بالأمس بأنه جبان اليوم".

ويهدف التحالف الجمهوري إلى تركيز الجهود لاستعادة البلديات الكبرى التي خسرها أمام المعارضة في الانتخابات المحلية في العام 2019، وعلى رأسها مدينتا إسطنبول والعاصمة أنقرة، فيما تسعى المعارضة لحفظ ماء الوجه بتحقيق انتصار في الانتخابات البلدية في 31 آذار/مارس المقبل، عقب هزيمتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت قبل أشهر.

المساهمون