أفادت مصادر "العربي الجديد" بأن فصيل "حركة أحرار الشام" أرسل، يوم الثلاثاء، رتلاً عسكرياً من منطقة إدلب إلى منطقة "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المعارض، وحليفته تركيا، شمال محافظة إدلب، تحسباً لأي هجوم جديد لبعض فصائل "الجيش الوطني" بسبب خلافات سابقة.
وحصل مراسل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، تشير إلى أن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من قرابة الـ40 سيارة، البعض منها مزودة برشاشات متوسطة، يتبع لفصيل حركة "أحرار الشام"، عبر مساء الثلاثاء منطقة إدلب عبر معبر دير بلوط، الفاصل بين مناطق سيطرة "تحرير الشام" ومناطق سيطرة "الجيش الوطني" شمالي محافظة إدلب، إلى منطقة "غصن الزيتون"، ووجهته بلدة جنديرس القريبة من مدينة عفرين شمالي محافظة حلب.
وأوضحت المصادر أن "فصيل الجبهة الشامية وفصائل أخرى منضوية ضمن الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري تتجهز لحملة عسكرية ضد (الفرقة 32) المتمثلة بالقطاع الشرقي التابع لحركة أحرار الشام، عقب انشقاقه قبل أيام عن صفوف الفيلق الثالث في مدينة الباب، الواقعة ضمن منطقة درع الفرات، شمال شرقي محافظة حلب".
وأشارت المصادر إلى أن "هناك عدة حقوق وواجبات لم يلتزم بها القطاع الشرقي التابع لحركة أحرار الشام، وذلك أثناء فترة عمله السابقة ضمن الفيلق الثالث، الأمر الذي دفع القطاع للانشقاق عن الفيلق، في حين تستعد فصائل الفيلق إلى شن حملة عسكرية ضد قطاع الحركة الشرقي، بُغية استعادة الحقوق والالتزامات المترتبة على الفصيل".
وكانت "حركة أحرار الشام" قد تعهدت، الأحد الماضي في بيانٍ لها، بإعادة كافة الحقوق لـ"الفيلق الثالث"، وذلك بالتزامن مع عودة "الفرقة 32" (القطاع الشرقي في حركة أحرار الشام) إلى صفوف الحركة، داعين إلى "التخلي عن لغة التجييش والتهديد والوعيد وتوجيه الاتهامات".
كما أصدر قادة القطاع الشرقي بياناً، الأحد، ينص على عودتهم إلى صفوف الحركة بعد صدور قرار لجنة الفصل المُشكلة بين الطرفين، والذي أقرّ تجريد القطاع الشرقي في الحركة من سلاحه وعتاده بالكامل، وتسليم جميع مقراته في مدينة الباب إلى فصائل الفيلق الثالث.
5 قتلى في عمليات اغتيال متفرقة في درعا
من جهة أخرى، قال "تجمع أحرار حوران" إن "خمسة أشخاص من محافظة درعا قُتلوا جراء عدة عمليات اغتيال متفرقة نفذها مجهولون بالأسلحة الرشاشة في مناطق متفرقة من المحافظة، خلال اليومين الماضيين".
وأكد التجمع أن "مجهولين استهدفوا، ليلة الإثنين، المحامي عبد الله عقلة أبو الهيال، أمام منزله في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى مقتله على الفور"، مُشيراً إلى أن "أبو الهيال يتحدر من قرية ندى الحدودية مع الأردن، ويتهمه الأهالي في المنطقة بقيامه بعمليات ابتزاز وسمسرة في قضايا المعتقلين".
وأوضح التجمع أن "المدعو أحمد عماد العيسى الملقب بالكبش نجا من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة، فجر الثلاثاء، في بلدة المسيفرة، واقتصرت الأضرار على المادية"، لافتاً إلى أن "العيسى يعمل في مجموعة محلية بقيادة القيادي السابق في جيش الثورة، المدعو محمد علي اللحام، والتي تعمل بدورها على تنفيذ عمليات اغتيال بحق معارضين للنظام لصالح فرع المخابرات الجوية والمليشيات الإيرانية".
وأشار التجمع إلى أنه "سبق ذلك مقتل كل من صهيب الواوي، ومحمد دحدل، وفارس الخطيب، وهم عناصر سابقون في "الجيش الحر" قبيل سيطرة النظام على المحافظة في يوليو/تموز 2018، جراء استهدافهم بإطلاق نار بالقرب من تل أم حوران بين مدينتي نوى وجاسم غربي درعا".
وكان مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع قد سجل، خلال إبريل/نيسان الفائت، "44 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7".