هزم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نيكي هيلي، آخر منافسيه الجمهوريّين، اليوم الأحد، في الانتخابات التمهيديّة في كارولاينا الجنوبيّة، وفق ما أظهرت توقّعات بثّها عدد من وسائل الإعلام الأميركيّة.
ويُمثّل فوز ترامب انتكاسة كبيرة لهيلي التي تُجسّد جناحا أكثر اعتدالا في الحزب الجمهوري، خصوصا أنّ الانتخابات جرت في الولاية التي كانت حاكمة لها ستّ سنوات.
وتولت هيلي منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في ولاية ترامب الرئاسية، وتعهّدت، رغم تضاؤل حظوظها، بمواصلة الحملة على الرغم من تحذير جمهوريين من أنها بذلك تلحق ضرراً بحظوظ الحزب على صعيد إلحاق الهزيمة بالرئيس الديمقراطي. وقالت أمام مناصريها الثلاثاء: "لا أخشى انتقام ترامب، وأرفض الاستسلام".
ورغم خسارتها، أعلنت هيلي عزمها على البقاء في السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، وقالت لمؤيديها خلال تجمع: "لن أتخلى عن هذه المعركة".
وفي أوّل تصريحات يُدلي بها بُعيد فوزه، وفي مؤشّر إلى أنّه لم يعد يرى في هيلي تهديدا له، توجّه ترامب من كولومبيا، عاصمة الولاية، إلى الرئيس الأميركي بالقول: "جو (بايدن) أنت مطرود!". وكان ترامب يتحدّث أمام جمع من أنصاره، وسط الهتافات والتصفيق.
وتوقّعت وسائل الإعلام الأميركيّة فوز ترامب بعد ثوانٍ قليلة فقط على إغلاق مراكز الاقتراع.
وقال ستيفن تشيونغ، المتحدّث باسم ترامب، في بيان: "الليلة تنتهي الانتخابات التمهيديّة. حان وقت الانتقال إلى الانتخابات الرئاسيّة حتّى نتمكّن من هزيمة جو المعتوه"، مستخدما أحد التعابير المفضّلة لدى الرئيس الجمهوري السابق.
ترامب وأتعابه القانونية
جرت هذه الانتخابات وسط مؤشّرات إلى أنّ ترامب، الذي يواجه أربع لوائح اتّهام جنائيّة، يُشدّد قبضته على الحزب الجمهوري بينما يدفع لإجراء تعديل لتثبيت أفراد من عائلته وحلفائه على رأس اللجنة الوطنيّة للحزب الجمهوري.
وتعهّدت زوجة ابنه، لارا ترامب، بإنفاق "كلّ قرش" من أموال الحزب على حملته الرئاسيّة إذا أصبحت رئيسة مشاركة للّجنة. وقالت إنّ تسديد أتعاب محاميه يحظى باهتمام الناخبين الجمهوريّين.
وسعت هيلي إلى التركيز على "الفوضى" التي تقول إنّها تنبع من ترامب، مشيرة إلى 8 ملايين دولار من التبرّعات الانتخابيّة التي أنفقها على الرسوم القانونيّة في يناير/ كانون الثاني. وتوقّعت أن يصل إجمالي إنفاقه على القضايا المعروضة على المحاكم هذا العام إلى 100 مليون دولار.
واتّهمت المتحدّثة باسم حملة هيلي، أوليفيا بيريز-كوباس، ترامب بأنّه حوّل حملته الرئاسيّة إلى صندوق تبرّعات لقضاياه أمام المحاكم، و"لن تتبقّى لديه موارد أو يكون قادرا على التركيز لمواجهة جو بايدن والديمقراطيّين".
وعلى غرار الديمقراطيّين، وجّهت هيلي انتقادات حادّة لترامب بسبب مواقفه الدوليّة وإعجابه بقادة الأنظمة الأكثر استبدادا في العالم.
وانتقدت ردّ فعل ترامب على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني وتجنّبه انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأحدث ترامب مؤخرا صدمة أيضا في صفوف حلفاء واشنطن الغربيّين بعدما قال إنّه "سيشجّع" روسيا على مهاجمة أعضاء في حلف شمال الأطلسي لا يوفون بالتزاماتهم الماليّة.
وكانت هيلي متأخّرة عن ترامب بأكثر من 50 نقطة مئويّة في الانتخابات التمهيديّة الجمهوريّة، لكنّها شدّدت على أنّ فرصها أكبر في التغلّب على بايدن في الانتخابات الوطنيّة.
وخلال "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" التقليدي لاتحاد المحافظين الأميركي، يوم السبت، في ولاية ماريلاند، اتهم ترامب الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّه "يشكّل تهديداً للديمقراطية"، وقال موجهاً كلامه له: "اليوم، أقف أمامك ليس فقط كرئيسك السابق والمستقبلي، ولكن كمعارض سياسي".
وقال إنّ بايدن "لا يعلم ما يجري من حوله"، وإنه محاط بـ"فاشيين سيئين جداً".
ودعا الشعب الأميركي إلى التصويت له في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم قائلاً: "التصويت لترامب سيكون بمثابة تصويت لحريتك. وسيكون جواز سفر للخروج من الطغيان".
(فرانس برس، العربي الجديد)