أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب "إقالة" وزير الدفاع مارك إسبر، ثاني شخصيّة تتولّى المنصب خلال فترة حكمه، وتعيين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر خلفًا له.
وكتب ترامب على "تويتر": "أسعد بإعلان كريستوفر سي. ميلر، مدير مركز مكافحة الإرهاب الوطني الذي يحظى باحترام كبير، قائماً بأعمال وزير الدفاع. هذا القرار سيصبح ساري المفعول على الفور؛ كريس سيؤدي عملًا جيّدًا، ومارك إسبر تمّ إنهاء مهامه. أودّ شكره على خدماته".
I am pleased to announce that Christopher C. Miller, the highly respected Director of the National Counterterrorism Center (unanimously confirmed by the Senate), will be Acting Secretary of Defense, effective immediately..
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 9, 2020
ويأتي هذا الإعلان عقب أربعة أيام من تداول وسائل إعلام أميركية تقارير بشأن نيّة إسبر إعلان استقالته. ونقلت "أن بي سي نيوز" آنذاك عن ثلاثة مسؤولين حاليين في وزارة الدفاع الأميركية أن قرار إسبر يأتي عقب خلافات ممتدّة مع ترامب، وصلت إلى حدّ إبلاغه بأنه لن يكون جزءًا من إدارة الرئيس المقبلة في حال تمّت إعادة انتخابه. وكان إسبر يتّجه لهذا الإعلان في الوقت الذي كانت تضيق فيه الخيارات على الخريطة الانتخابية لترامب، مع تأكد خسارته ولايات مهمّة، مثل ميشيغن ووسكونسن، وتراجعه في أخرى أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وطفت الخلافات بين الطرفين إلى السطح حينما صرّح إسبر علنًا أنّه لا يدعم نشر قوّات في الخدمة لمكافحة التظاهرات التي اندلعت في عدّة ولايات أميركية، عقب مقتل الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد خنقًا تحت ركبة أحد عناصر الشرطة.
وبالتوازي مع هذا الإعلان، نشرت مجلة "ميليتاري تايمز" مضمون مقابلة حصريّة أجرتها مع إسبر في الـ4 من نوفمبر/تشرين الأول الماضي، صبيحة الانتخابات الأميركية، أكّد فيها أنه لم تكن لديه نية للاستقالة، رغم أنّه كان ينتظر إقالته.
وقال إسبر للمجلة إن أولويته كانت توطيد استراتيجية الدفاع الوطني: "على الرغم من الأزمات والصراعات، وأيضًا التوترات العرضية مع البيت الأبيض، أعتقد أننا نجحنا في تغيير الوزارة وتنفيذ أولويتي ممثلة باستراتيجية الدفاع الوطني"، قائلًا إنه كان من المهم لديه أيضًا "الحفاظ على نزاهته في هذه العملية".
وبحسب المجلّة، فإن إسبر، الذي كان يلقّب بـ"يسبر" (الشخص الذي يظهر طواعية مفرطة باستمرار لجذب الانتباه) من قبل منتقديه، بمن فيهم الرئيس، كان يرفض أن يكون "الشخص الذي يقول نعم دائمًا لأي أحد".
ويرى مراقبون أن إعلان الإقالة إمّا جاء استعراضيًّا في خضمّ رفض ترامب التسليم بخسارته الانتخابات، أو بأهداف انتقاميّة من إسبر نفسه بعد أن عارض توجّهاته على الملأ، ذلك أن لا مغزى واضحًا من تعيين وزير دفاع في هذا التوقيت، بالنظر إلى أن بايدن سيباشر العمل بعدي شهرين مع فريقه الخاص، الذي سيكون من ضمنه وزير دفاع جديد.