ترامب يعوّل على جورجيا ليحسم ترشيحه للانتخابات الرئاسية

12 مارس 2024
بات ترامب وحيداً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري (إيلايجا نوفيلاج/فرانس برس)
+ الخط -

يعوّل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أن يحسم حسابياً الثلاثاء ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 عن الحزب الجمهوري، عندما يخوض الانتخابات التمهيدية في بعض الولايات، ومنها جورجيا، إحدى ساحات الملاحقات القضائية التي تعكّر صفو حملته.

وبات ترامب وحيداً في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، بعدما أزاح من دربه كل المنافسين، وآخرهم نيكي هيلي التي انسحبت من السباق الحزبي في السادس من مارس/ آذار، في ظل الفارق الكبير بينها وبين ترامب.

لكن من أجل أن يتم اختياره رسمياً، يتوجب على ترامب (77 عاماً) الحصول على حد أدنى من المندوبين الذين من المفترض أن يصوّتوا لصالحه في المؤتمر العام للحزب الجمهوري المقرر في الصيف، والذي تتمّ خلاله تسمية المرشح. وعلى ترامب أن يجمع 1215 مندوباً لضمان ترشيحه، وهو ما زال يحتاج إلى 140 صوتاً، علماً أن عدد المندوبين المطروح في انتخابات الثلاثاء هو 160.

وتجرى الانتخابات التمهيدية الثلاثاء في هاواي وواشنطن وميسيسيبي، إضافة إلى جورجيا حيث يحتفظ الملياردير الأميركي بذكريات جيدة ومريرة. فهذه الولاية الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة بجوار فلوريدا، عادة ما تصبّ أصواتها في الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح الحزب الجمهوري. وهذا ما حصل في انتخابات 2016، إذ منحت الولاية أصواتها لترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. إلا أن الرياح عاكست ترامب في 2020، إذ كانت جورجيا من الولايات التي رجّحت خسارته أمام جو بايدن، ما حرمه ولاية ثانية متتالية في البيت الأبيض.

وكان الفارق بين ترامب وبايدن في جورجيا 12 ألف صوت فقط. وعوض أن يقرّ الرئيس الجمهوري بخسارته في هذه الولاية، قام بالضغط على عدد من المسؤولين الانتخابيين المحليين، وطلب منهم في اتصال هاتفي أن "يعثروا" له على أصوات تكفي لسدّ تخلّفه عن بايدن.

وفي أعقاب نشر هذا التسجيل الصوتي، وجّهت سلطات الولاية الاتهام إلى ترامب بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات فيها. ودفع ترامب ببراءته من تهم "الابتزاز" وارتكاب عدد من الجرائم سعياً لقلب نتيجة الانتخابات في الولاية. وحضر إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا، حيث أخذت بصماته والتقطت له صورة جنائية قبل إطلاق سراحه بكفالة 200 ألف دولار.

واللقطة التي ظهر فيها ترامب عبوساً وعاقداً حاجبَيه ومُحدّقاً في الكاميرا كانت تاريخية بوصفها أوّل صورة جنائيّة لرئيس أميركي سابق.

وترامب ملاحق في أربع قضايا جنائية، وهو يسعى من خلال التماسات عدّة إلى إرجاء محاكمته إلى أبعد أجل ممكن، وفي كل الأحوال إلى ما بعد الاستحقاق الرئاسي.

ويتوقع أن تؤدي جورجيا في الخامس من نوفمبر 2024، دوراً محورياً مشابهاً لما قامت به في الشهر ذاته قبل أربعة أعوام. فالانتخابات المقبلة ستكون على الأرجح مواجهة متجددة بين المتنافسَين ذاتهما، أي بايدن (81 عاماً) وترامب. ووفق الاستطلاعات، يرجح أن يكون الفارق بينهما في جورجيا ضئيلاً كذلك.

وحضر بايدن وترامب الى جورجيا السبت، في إطار حملتهما الانتخابية التي يتواجهان فيها على قضايا شتّى، بينها سنّ الرئيس الحالي ومسائل الهجرة.

وتوجه بايدن الى أتلانتا حيث يسعى لاستقطاب الناخبين من أصول أفريقية واللاتينيين، بينما حدّد ترامب في اللقاءات مع مناصريه، انتقاداته اللاذعة للمهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة عبر حدود المكسيك. كما كرّر ترامب السخرية من سنّ بايدن وقدراته الذهنية والجسدية.

ترامب يتعهد الإفراج عن "رهائن" هجوم الكابيتول

وفي سياق متصل بالحملة الانتخابية، تعهد ترامب بالإفراج عن "الرهائن" من مهاجمي مبنى الكابيتول مطلع عام 2021، بحال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

وكتب عبر منصته "تروث سوشال" الاثنين، "إن الاجراءات الأولى التي سأتخذها بصفتي الرئيس المقبل ستكون إغلاق الحدود مع المكسيك، و"الإفراج عن رهائن السادس من يناير/ كانون الثاني المسجونين ظلماً".

واقتحم أنصار الرئيس السابق مبنى الكونغرس الأميركي في السادس من يناير 2021، بدفع من اتهاماته بحصول عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية التي خسرها لصالح بايدن، وسعياً لعدم تثبيت نتائج هذه الانتخابات رسمياً.

وتمّ توجيه الاتهام الى أكثر من 1350 شخصاً بالضلوع في الاعتداءات على الكابيتول، وفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة العدل الأسبوع الماضي. وصدرت أحكام بالسجن بحق نحو 500 منهم.

(فرانس برس)

المساهمون