يواصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام الديمقراطي جو بايدن، بعدما أشارت تقارير إعلامية إلى أنه مقبل على تغيير استراتيجيته في التشكيك بنتائج الاقتراع وعينه تتجه نحو ولاية ميشيغن.
وذكرت وكالة "رويترز" أن ترامب يعتزم لقاء شخصيات بارزة من حزبه الجمهوري من ولاية ميشيغن في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، ضمن محاولاته اليائسة لتغيير نتيجة التصويت الذي جرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، وهي المحاولات التي منيت بسلسلة من الهزائم القضائية.
وبحسب مصادر "رويترز"، فإن حملة ترامب تحولت إلى استراتيجية جديدة تعتمد على إقناع المشرعين الجمهوريين بالتدخل نيابة عنه في الولايات الحاسمة التي فاز بها منافسه بايدن، مثل ميشيغن، لتقويض مصداقية النتائج.
وذكر مصدر في ميشيغن أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ في الولاية مايك شيركي ورئيس مجلس النواب هناك لي تشاتفيلد، وهما جمهوريان، سيزوران البيت الأبيض استجابة لطلب من ترامب.
وحصل بايدن على ما مجموعه 306 مقاعد من مقاعد المجمع الانتخابي، ما يؤهله للفوز برئاسة البيت الأبيض، فيما يواصل ترامب رفض الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية، ما يعرقل الانتقال السلس إلى إدارة جديدة.
ويركز فريق ترامب على ولايتي ميشيغن وبنسلفانيا في الوقت الحالي، لكن حتى إن تغيرت النتيجة في الولايتين لصالح الرئيس الجمهوري فإنه لا يزال يحتاج لتغيير النتيجة في ولاية ثالثة ليتفوق على بايدن في أصوات المجمع الانتخابي.
وكانت حملة ترامب قد رفعت دعاوى قضائية في عدد من الولايات الأخرى، بما في ذلك ميشيغن، من دون تحقيق أي نجاح يذكر حتى الآن، ورُفضت هذه الدعاوى من قبل حملة بايدن، وتمّ اعتبارها "مسرحية" لا تستند إلى أسس قانونية سليمة.
كذلك انسحب العديد من مكاتب المحاماة البارزة من عملية التقاضي، تاركة المحامي الشخصي لترامب رودي جولياني يقود تلك الجهود.
ويقول مسؤولون في لجان الانتخابات وخبراء أجانب إن ادعاءات ترامب بأن الانتخابات سُرقت منه بسبب تزوير الناخبين على نطاق واسع لا أساس لها في الواقع.
ودق خبراء قانونيون جرس إنذار بشأن النهج الذي يتبعه ترامب كرئيس في السلطة يحاول التشكيك في عملية عبر فيها الناخبون عن إرادتهم، رغم أنهم عبروا عن تشككهم في أن أي مجلس تشريعي في ولاية بالبلاد يمكنه أن يبطل قانونا ما قرره الناخبون فيها.
ويعتبر التواصل مع مسؤولين داخل الولايات تغيرا في محاولات ترامب لتغيير النتيجة، بعد أن رفعت الحملة دعاوى قضائية عدة لمحاولة الطعن في النتائج في ولايات حاسمة اقتنصها بايدن، لكنها فشلت في تقديم أدلة تدعم مزاعم الرئيس بوجود تزوير واسع النطاق في التصويت.
وأكد مسؤولو الانتخابات في أنحاء البلاد عدم وجود دليل على وقوع أي مخالفات كبيرة.
وأمس، أظهرت النتائج النهائية لإعادة فرز الأصوات في ولاية جورجيا احتفاظ بايدن بتقدمه على منافسه دونالد ترامب. وقال وزير شؤون الولاية براد رافنسبرغر، في بيان أوردته وكالة "فرانس برس"، إن "المراجعة أكدت أن العدّ الآلي الأصلي يجسد بدقة الفائز في الانتخابات".
وبهذا يصبح بايدن رسمياً أول مرشح ديمقراطي يفوز في الانتخابات الرئاسية في هذه الولاية الجنوبية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، على الرّغم من مزاعم ترامب بأن الانتخابات شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق.
ووفقاً للنتائج، فإن بايدن تقدم على ترامب في ولاية جورجيا بفارق 12,284 صوتاً، محرزاً نسبة 49.5 في المائة من الأصوات مقابل 49.3 في المائة لترامب.
وللولاية 16 مقعداً من مجموع مقاعد المجمع الانتخابي الـ538.
الولايات المتحدة هي جمهورية ديمقراطية، والرئيس لا يفوز بالتصويت الشعبي، ولكنه يحتاج بدلاً من ذلك إلى أغلبية "الناخبين"، الذين يتم تعيينهم عن كل ولاية وفقاً لتمثيلها في الكونغرس. وتحدد كل ولاية هؤلاء عادةً وفقاً لمن فاز في التصويت الشعبي فيها.
لكنّ القانون الفدرالي ينصّ على أن المشرعين في مجلس الولاية يتمتعون بسلطة تعيين الناخبين إذا فشلت الولاية في اتخاذ قرار.
وقد يبدو هذا بعيد المنال، لأنه من الصعب للغاية إثباته، ولم يظهر أي دليل على وجود تزوير انتخابي، ومن المحتمل أن يؤدي حرمان تمثيل ملايين الناخبين إلى إثارة احتجاجات وطنية.
وفي تصريحات أمس الخميس، بعد اتصال مع عشرة من حكام الولايات، وصف بايدن محاولة ترامب قلبَ النتائج بأنها "غير مسؤولة بالمرة".
وقال الرئيس المنتخب "إنها تبعث برسالة مروعة بشأن وضعنا كدولة"، غير أنه لم يعرب عن قلقه من أن تنجح المناورة تلك في منعه من تولي المنصب في 20 يناير/ كانون الثاني.
وركز بايدن، نائب الرئيس السابق، على إعداد إدارته المقبلة وتسمية كبار الموظفين والحصول على إفادات من مستشاريه. وقال بايدن أمس الخميس إنه اختار وزيرا للخزانة وسيعلن عن اختياره في وقت قريب، ربما الأسبوع المقبل.