ترامب قلق من أداء حملته الانتخابية... ومخاوف من ارتدادات خسارته

09 اغسطس 2024
ترامب في شيكاغو، 31 يوليو 2024 (سكوت أولسن/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **استراتيجية الديمقراطيين وتحذيراتهم من ترامب**: الديمقراطيون يركزون على التحذير من عودة ترامب، مع تقدم كامالا هاريس في استطلاعات الرأي وجولتها في ست ولايات متأرجحة لتعزيز حملتها.

- **ردود فعل ترامب وحملته الانتخابية**: ترامب يعاني من إحباط بسبب تقدم هاريس وتغطية ترشيحها، ويواجه صعوبة في تعديل خطابه لمنافستها، ويرسل نائبه جي دي فانس إلى الولايات التي تجول فيها هاريس.

- **تصريحات بايدن وهاريس حول ترامب**: بايدن يحذر من عدم انتقال سلمي للسلطة إذا فاز ترامب، وهاريس تتعهد بمواجهة الفوضى والخوف والكراهية، وتجمع حملتها 36 مليون دولار في 24 ساعة.

على وقع المنافسة الحامية في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، يمضي الديمقراطيون في استراتيجية التحذير من عودة الرئيس الأميركي السابق، مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، المنزعج من تقدّم منافسته، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي سيتم تعيينها رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي في المؤتمر الوطني للحزب، بعد نحو عشرة أيام. وبينما استعاد كل من بايدن وهاريس، أمس الأول الأربعاء، تصريحات ترامب حول حصول "حمام دم" في حال خسارته، وتحوّله إلى "ديكتاتور ليوم واحد"، في حال فوزه، للتحذير من خطره على الديمقراطية الأميركية، باشرت هاريس جولة تشمل ست ولايات متأرجحة، والتي تستمر أسبوعاً، في زخم يُضاف إلى حملة الديمقراطيين دفع إليه انسحاب بايدن لصالح هاريس، ثم تقدّم الأخيرة على ترامب في استطلاعات الرأي.

في المقابل، غلبت حالة الإحباط على حالة التحدي التي خرج منها ترامب عقب المناظرة مع بايدن، في يونيو/ حزيران الماضي، والتي كانت كارثية للأخير، ومحاولة اغتيال ترامب، في يوليو/ تموز الماضي، وتقدّمه في استطلاعات الرأي على بايدن، قبل انسحابه. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أمس الأول، أن ترامب منزعج بشكل متزايد من تقدّم هاريس عليه، ومن التغطية الإعلامية بشأن ترشيحها. ونقلت عن خمسة مصادر مقربة من حملة ترامب أنه يشتكي طوال الوقت لأصدقائه بشأن الحملة وأدائها.

بايدن: لست واثقاً من انتقال سلمي للسلطة إن فاز ترامب

تحذيرات من عودة دونالد ترامب

وقال بايدن في مقابلة على شبكة "سي بي إس" الأميركية، أمس الأول، إنه في حال خسر سلفه الجمهوري في الانتخابات "لست واثقاً إطلاقاً" من حصول انتقال سلمي للسلطة إلى هاريس، مشدّداً على أن ترامب "يعني ما يقول، نحن لا نأخذه على محمل الجد. إنه يعني ذلك. كل هذه الأمور حول أنه إذا خسرنا فسيكون هناك حمام دم". من جانبها، حذّرت هاريس خلال جولة انتخابية على ولايتي ويسكونسن وميشيغن، برفقة مرشحها لنيابة الرئاسة تيم وولز، أمس الأول، وهي من الولايات الأساسية للفوز في الانتخابات، من فوز ترامب. وقالت خلال تجمع انتخابي في أو كلير بولاية ويسكونسن في قلب الغرب الأوسط الأميركي بأن "دونالد ترامب تعهد علناً بأنه في حال إعادة انتخابه، سيكون ديكتاتورياً في اليوم الأول، وأنه سوف يستخدم القضاء ضد خصومه السياسيين. وحتى أنه سيلغي الدستور بحسب تعبيره هو نفسه". ودعت الأميركيين إلى نبذ "الفوضى والخوف والكراهية".

وجددت هاريس هجومها نفسه على ترامب، مساء أمس الأول، في ديترويت بولاية ميشيغن خلال مهرجان انتخابي حضره 15 ألف شخص هتفوا "إلى السجن! إلى السجن!"، مستعيدين شعاراً ردده أنصار ترامب في 2016 ضد منافسته آنذاك هيلاري كلينتون. وخلافاً للرئيس السابق الذي كان يشجع أنصاره على إطلاق هذا الهتاف، قاطعت هاريس الحشد قائلة "المحاكم ستتكفل بذلك، نحن سنهزمه في نوفمبر". ووصفت نفسها وشريكها على بطاقة اقتراع الحزب الديمقراطي بأنهما "محاربان مرحان" يمثلان "الطبقات الوسطى" في المعركة ضد القيود على الحريات التي يعتزم ترامب فرضها. أما في ديترويت، بولاية ميشيغن، فقاطعها ناشطون مناصرون للفلسطينيين هاتفين، خلال تجمّع انتخابي: "لن نصوت من أجل إبادة جماعية!"، على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. لكنها ردّت: "إن كنتم تريدون أن يفوز ترامب، قولوا هذا. وإلا، فأنا أتكلم".

قاطع مناصرون لفلسطين هاريس خلال تجمّع في ديترويت

ويرى الديمقراطيون أن ولايتي ويسكونسن وميشيغن من الولايات التي يجب الفوز بها في انتخابات 2024، وأصبحتا تشكلان أهمية كبيرة للحزب منذ ساعدت هزيمة هيلاري كلينتون غير المتوقعة فيهما في حسم فوز ترامب في 2016. علماً أن هاريس متقدمة على ترامب بحسب آخر استطلاع للرأي أجرته الإذاعة العامة الوطنية الأميركية "أن بي آر" وشبكة "بي بي أس نيوز" ومعهد ماريست، بحصولها على 51% من نوايا الأصوات مقابل 48% لخصمها. كما أنها متقدمة على المرشّح الجمهوري بـ0,5 نقطة مئوية في متوسط استطلاعات الرأي الوطنية الذي يصدره معهد ريل كلير بوليتيكس، بعدما كان المرشح الجمهوري يتقدم على بايدن بثلاث نقاط قبل خروج الرئيس من السباق لصالح نائبته قبل 17 يوماً.

وقالت حملة هاريس إنها جمعت 36 مليون دولار في 24 ساعة بعد الإعلان عن اختيار وولز لمنصب نائب الرئيس يوم الثلاثاء الماضي، وجذبت تجمعات أمس الأول الأربعاء أكثر من 27 ألف شخص في المجمل وفقاً للحملة. بدوره واصل وولز، في فعاليات أمس الأول، حملته على ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، اللذين وصفهما بكلمة بأنهما "غريبان"، وهو توصيف انتشر لدى المعسكر الديمقراطي. واغتنم حاكم مينيسوتا، والذي يصفه الجمهوريون بأنه "يساري متطرف خطير"، جولة أمس الأول، لإظهار تفاهمه الكامل مع نائبة الرئيس. وقال خلال الجولة إن ترامب سيهدد الحريات ومستقبل الأميركيين.

في السياق قالت رئيسة مجلس النواب السابقة، الديمقراطية، نانسي بيلوسي، والتي كانت على رأس المشجعين على انسحاب بايدن، والمرحبين باختيار وولز لمنصب نائب الرئيس، أمس الأول لصحافيين، "كيف يمكنني أن أقول هذا بألطف طريقة ممكنة: هدف حياتي أن أضمن ألا تطأ قدم هذا الرجل (ترامب) البيت الأبيض مجدداً".

وضع معقّد

في المقابل يبدو الوضع معقداً بالنسبة للمرشح الجمهوري البالغ من العمر 78 عاماً والذي يتخبط لتعديل خطابه وتكييفه مع منافسته الجديدة، وهي امرأة ملونة تصغره بـ18 عاماً. ومن غير المقرر أن يعقد ترامب أي تجمع انتخابي، الأسبوع الحالي، وعوضاً عن ذلك عمد إلى إرسال فانس إلى الولايات ذاتها التي يجول عليها الفريق الديمقراطي. ووفق "واشنطن بوست"، فإن ترامب يسأل "بلا هوادة" أصدقاءه بشأن أداء حملته. وقال لأحد حلفائه في اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، إنه "من غير المنصف أن أغلبه (بايدن) والآن علي أن أغلبها أيضاً (هاريس)". إلا أن المتحدث باسم الحملة، ستيفن تشيونغ، قال "مهمتنا الوحيدة هي مساعدة الرئيس ترامب على الفوز في الانتخابات" على هاريس ووالز، رافضاً المخاوف التي أعرب عنها الحلفاء بشأن الحملة ورسائلها، قائلاً إن "انضباط رسالتنا لا يعلى عليه".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
 

المساهمون