مناظرة هاريس وترامب | اتهامات متبادلة وظهور قوي لنائبة الرئيس

11 سبتمبر 2024
هاريس وترامب خلال المناظرة الرئاسية في فيلادلفيا، 10 سبتمبر (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تبادل الاتهامات والقضايا الساخنة**: في مناظرة هاريس وترامب، تبادلا الاتهامات حول الاقتصاد، الهجرة، والإجهاض. حاول ترامب ربط هاريس ببايدن ووصفها بالماركسية، بينما أكدت هاريس أن ترامب يخوض الانتخابات ضدها وليس ضد بايدن.

- **قضايا الإجهاض والهجرة**: دافع ترامب عن ترك حق الإجهاض للولايات، بينما أكدت هاريس أن الحكومة لا يجب أن تملي على النساء. هاجمت هاريس ترامب بسبب تعامله مع أزمة الحدود.

- **مواقف المرشحين من غزة وإسرائيل**: تناولت المناظرة الحرب على غزة والدعم الأميركي لإسرائيل. دعت هاريس لوقف إطلاق النار، بينما اتهمها ترامب بأنها تكره إسرائيل. أكدت هاريس دعمها لإسرائيل وحل الدولتين.

كان بارزاً إحجام ترامب عن الإفراط في الإهانة الشخصية والعنصرية

قالت هاريس إن إدارة بايدن اضطرت إلى تنظيف الفوضى التي خلفها ترامب

تحدّت هاريس منافسها الجمهوري بخوض مناظرة تلفزيونية ثانية

تواجه المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب وكامالا هاريس، مساء الثلاثاء، في أول مناظرة بينهما قبل الانتخابات التي تجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وشهدت مناظرة هاريس وترامب تبادل اتهامات بشأن قضايا عدة، بينهما الملف الاقتصادي، وقضايا المهاجرين، والإجهاض، وغيرها. وتصافحت هاريس وترامب في مستهل مناظرتهما التلفزيونية التي أدارتها شبكة "إيه بي سي" في فيلادلفيا، قبل أن يتجه كلّ منهما إلى أحد جانبي القاعة، حيث وقف خلف منصة في قاعة خلت من الجمهور، ليبدأ المذيعان بطرح الأسئلة عليهما.

وكان بارزاً إحجام ترامب عن الإفراط في الإهانة الشخصية والعنصرية التي عادة ما يوجهها إلى منافسيه، أو حتى كان يوجهها إلى هاريس خلال حملته الانتخابية الحالية، فيما لم يذكر اسم منافسته طوال الـ90 دقيقة، واكتفى بالإشارة إليها بـ"هي"، ولم يردّ بشكل "مهين" على كلمات أو نظرات الاستخفاف التي وجهتها إليه أكثر من مرة. في المقابل، بدا أن هاريس استخدمت لغة الجسد جيداً، ووضعت في بعض الأحيان يدها تحت ذقنها وهي تشاهد إجابات ترامب باندهاش وتشكك، وضحكت بصوت عالٍ عندما كرر مزاعم بأن المهاجرين يسرقون ويأكلون حيوانات جيرانهم الأليفة في بلدة بولاية أوهايو.

وحاول دونالد ترامب ربط كامالا هاريس بالرئيس جو بايدن، كما وصفها بأنها "ماركسية"، وقال: الجميع يعرف أنها ماركسية. والدها أستاذ ماركسي في الاقتصاد، وقد علمها جيداً، كما اعتبر أنها "غير متمرسة" في السياسة وأنها ليبرالية للغاية لقيادة الأمة. واعتبر ترامب أن نائبة الرئيس لا تملك برنامجاً اقتصادياً، وكل ما فعلته هو أنّها نسخت برنامج بايدن "التي هي عبارة عن أربع جمل... أربع جمل تقول فقط: حسناً، سنحاول خفض الضرائب. ليس لديها خطة". بدورها، ذكّرت المرشحة الديمقراطية نظيرها الجمهوري بأنّه يخوض الانتخابات ضدّها وليس ضدّ بايدن. وقالت هاريس مخاطبة ترامب: "من المهم تذكير الرئيس السابق: أنت لا تخوض الانتخابات ضد جو بايدن، أنت تخوضها ضدي".

واعتبرت هاريس أنّ إدارة بايدن اضطرت إلى تنظيف "الفوضى" التي خلّفها الرئيس الجمهوري السابق، مضيفة: "لقد ترك لنا دونالد ترامب أسوأ بطالة منذ الكساد العظيم... وأسوأ جائحة صحية منذ قرن وأسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية، وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلّفها دونالد ترامب".

ونجحت كامالا هاريس في المناظرة في إيصال رسالة واضحة أنها قادرة على الفوز وعلى العمل، وهاجمت ترامب بسبب إداناته الجنائية، وتعامله مع جائحة كوفيد 19 والقادة الأجانب والعسكريين الذين قالت إنهم وصفوه بأنه "عار"، وقالت إنه "حان الوقت لقلب الصفحة"، فيما بدا ترامب دفاعياً وغاضباً، ووقع في الفخ، حيث ردّ على الانتقادات التي وجهتها إليه بهجمات شخصية. واتهمت هاريس ترامب بالسعي لـ"قسمة" البلاد من خلال تأجيج التوترات العرقية، وقالت "أعتقد أنّها لمأساة أن يكون لدينا شخص يريد أن يصبح رئيساً حاول باستمرار، طوال حياته المهنية، استخدام العرق لقسمة الشعب الأميركي".

الإجهاض والهجرة نقطتا جدل في مناظرة هاريس وترامب

وكانت قضية الإجهاض إحدى أكبر نقاط الجدل في مناظرة هاريس وترامب. ودافع ترامب عن قرار ترك حق الإجهاض للولايات، فيما قالت كامالا هاريس: "لا يجب على المرء أن يتخلّى عن إيمانه أو معتقداته العميقة ليوافق على أن على الحكومة - ودونالد ترامب - أن يخبرا امرأة بما يجب أن تفعله بجسدها". وقال ترامب إن بعض الأطفال يتعرّضون لـ"عمليات إعدام بعد الولادة"، وجاء الرد من المنسقين في قناة "إيه بي سي" ديفيد موير وليندسي ديفيس، إذ قالت الأخيرة بحدة وصرامة إنه لا توجد ولاية في هذا البلد تسمح قانونياً بقتل طفل بعد ولادته.

وخلال مناظرة هاريس وترامب حاول الرئيس السابق التركيز على قضية الهجرة، وزعم أنّ المهاجرين يأكلون الحيوانات والقطط والكلاب، ليردّ عليه مقدما البرنامج بالقول إن هذا غير صحيح. وركز ترامب على أزمة الحدود، وكيف تسببت فيها كامالا هاريس وجو بايدن، وردّت هاريس بالقول إنّ الجمهوريين في الكونغرس قتلوا مشروعاً قدّمه مشروعون من الحزبين لحل الأزمة بناء على تحريضه. وامتد هجوم دونالد ترامب حتى إلى المهاجرين الشرعيين، مقدمي طلبات اللجوء، ووصفهم بأنهم قادمون من ملاجئ المجانين.

ماذا قال المرشحان عن غزة ودعم إسرائيل؟

وحضرت الحرب على غزة وقضية الدعم الأميركي لإسرائيل في مناظرة هاريس وترامب، إذ زعمت هاريس أنه تم اغتصاب النساء في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم أنه لم تثبت صحة ذلك حتى اليوم، حتى مع تبني الإعلام الغربي ومسؤولين أميركيين وغربيين لهذه المزاعم، وقالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنها دعت في الوقت ذاته لضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. وهاجمت هاريس حركة حماس ووصفتها بـ"الجماعة الإرهابية"، وأكدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأنه في الوقت ذاته مات عدد كبير من الأبرياء الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء، وقالت: "ما نعرفه هو أن هذه الحرب يجب أن تنتهي على الفور، والطريقة التي ستنتهي بها هي أننا بحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونحتاج إلى إخراج الرهائن، لذلك سنواصل العمل على مدار الساعة في هذا الشأن".

وأعلنت موقفها من حل الدولتين، مؤكدة أنه يجب علينا رسم مسار لحل الدولتين، وأنه "في هذا الحل، يجب أن يكون هناك أمن للشعب الإسرائيلي وإسرائيل، مع مقياس متساوٍ للفلسطينيين"، وتابعت "إننا بحاجة إلى حل الدولتين، حيث يمكننا إعادة بناء غزة، وحيث يتمتع الفلسطينيون بالأمن وتقرير المصير والكرامة التي يستحقونها بجدارة"، واستدركت بأن "الشيء الوحيد الذي سأؤكده لك دائماً، هو أنني سأمنح إسرائيل دائماً القدرة على الدفاع عن نفسها، وخاصة في ما يتعلق بإيران والمساعدات المقدمة لإيران ووكلائها المقربين من إسرائيل".

أمّا ترامب، فقال إنّ هاريس تكره إسرائيل، و"أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين من الآن، إذا فازت، ويجب أن أصلي، وآمل أن أكون مخطئاً في ذلك"، واعتبر ترامب أنّ العرب أيضاً سيختفون، لأن المنطقة بأكملها ستنفجر، وأشار إلى أن إيران كانت مفلسة تحت حكمه، ولم تكن هناك أموال لحركة حماس أو لحزب الله اللبناني، وأنه الآن لدى إيران 300 مليون دولار "لأنهم (يقصد إدارة بايدن وهاريس) رفعوا كل العقوبات التي كانت مفروضة عليها". وأعلن ترامب أنه سيقوم بـ"تسوية الأمر الذي يحدث في الشرق الأوسط"، لكن لم يشرح موقفه والآلية التي سيقوم بتسويته من خلالها، وكرر قوله إنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ومن جانبها، ردت هاريس على تصريح ترامب بأنها تكره إسرائيل، بقولها: "لقد دعمت حياتي المهنية بأكملها إسرائيل والشعب الإسرائيلي. إنه يعرف ذلك. إنه يحاول تجنب وصرف الانتباه عن الواقع".

واستخدمت هاريس في هذه المناظرة أسلوب الهجوم، وهو الأسلوب الذي كان ترامب دائماً يستخدمه في مناظراته، في حين بدا الرئيس السابق في موقف المدافع الغاضب، وكان لافتاً تقديم نفسه في صورة المنضبط في مرة من المرات النادرة، حيث لم ينجرف إلى توجيه إهانات عنصرية أو جنسية. وردّ ترامب على هاريس خلال محاولتها مقاطعته بينما كان يتكلّم، مستخدماً عبارة ضمّنها إشارة واضحة إلى توبيخها نائب الرئيس السابق مايك بنس قبل أربع سنوات خلال مناظرة جرت بينهما يومها. وقال ترامب "انتظري دقيقة، أنا أتحدث الآن، إذا لم تمانعي، من فضلك!"، قبل أن يضيف "هل يبدو لك هذا مألوفاً؟"، في إشارة إلى المناظرة التي جرت بين هاريس وبنس.

هل تعقب مناظرة هاريس وترامب مواجهة أخرى؟

وبعد انتهاء مناظرة هاريس وترامب، تحدّت المرشحة الديمقراطية منافسها الجمهوري بخوض مناظرة تلفزيونية ثانية. وقالت حملة هاريس في بيان انتقدت فيه أداء الرئيس السابق إنّ "نائبة الرئيس مستعدّة لمناظرة ثانية. هل دونالد ترامب مستعدّ؟". من جهته، اعتبر ترامب أنّ المناظرة التي خاضها ضدّ هاريس كانت أفضل مناظرة له على الإطلاق، متّهماً مذيعَي الشبكة التلفزيونية اللذين أدارا الحوار بالتحيّز ضدّه. وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي "أعتقد أنّ هذه كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة أنها كانت مواجهة بين ثلاثة ضد واحد!".