أكد مسؤول أمني عراقي، اليوم الجمعة، تراجع عمليات العنف وهجمات تنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد خلال الفترة الأخيرة، عازياً ذلك إلى الجهد العسكري والاستخباري المكثّف ومشدداً في الآن نفسه على استمرار عمليات ملاحقة بقايا التنظيم.
ومنذ أكثر من شهر، سجلت أغلب المحافظات العراقية، لا سيما الشمالية والغربية منها، نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار وضواحي بغداد، تراجعا ملحوظا بأعمال العنف، مقابل عمليات تمشيط للقوات العراقية وضربات جوية للطيران استهدف تحركات للتنظيم.
ووفقا للمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، فإن "التوجيهات الأخيرة لرئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) وتكثيف الجهد الاستخباراتي كان لها الدور الكبير في استهداف بقايا داعش، من خلال إجراء عدّة عمليات نوعية واستباقية"، مبينا في تصريح تلفزيوني أن "القوات الأمنية تمكنت من خلال تلك الإجراءات قتل قيادات في التنظيم، وإلقاء القبض على قيادات أخرى، وتدمير مواقع دعم لوجستي".
وأضاف المصدر ذاته إلى أن "الملاحقة المستمرة بنيت على جهد استخباراتي ومعلومات استخباراتية دقيقة، وقد كان دور الأجهزة الاستخباراتية فعال جدا، من خلال هذه المطاردات والملاحقات"، مشيرا إلى أن "الاستمرار بعمليات التفتيش والمطاردة والملاحقة أدى إلى منع هؤلاء الإرهابيين من القيام بأي عمل إرهابي أو خرق أمني، فضلا عن وجود القادة والآمرين على رأس القطاعات، وإشرافهم المباشر على عمليات المتابعة والملاحقة التي كانت لها نتائج كبيرة".
من جهته، أكد مسؤول رفيع في قيادة العمليات المشتركة أن أعمال العنف وهجمات التنظيم تراجعت بنسبة 60 بالمائة خلال الشهر الأخير عمّا كانت عليه في الأشهر الماضية، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "القوات العراقية كثّفت أخيرا عملياتها العسكرية في عموم المحاور التي كانت تسجّل هجمات للتنظيم، وفق خطة موحدة تم وضعها من قبل قيادة العمليات".
وأوضح، شريطة عدم ذكر اسمه، أن "تحركات القوات العراقية كانت منسقة في عموم المحاور، وبإسناد جوي مباشر من قبل الطيران العراقي، وأن الخطة المعمول بها تستند أولا إلى جهد استخباري، وإلى مسك زمام المبادرة في الهجمات والتحركات، إذ إن القوات العراقية لا تنتظر الهجمات لترد عليها، بل هي من تهجم وتباغت وتنفذ ضربات جوية وعمليات تمشيط"، مضيفا أنه "مع ذلك ما زالت هناك هجمات للتنظيم تسجل هنا وهناك، لكنها ليست كما كانت عليه بالسابق، ونسعى لإنهائها".
ميدانيا، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية، اليوم الجمعة، مقتل 4 عناصر من "داعش" بينهم قيادي في ما يسمى "ولاية كركوك"، مؤكدة في بيان أنه "بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، ومتابعة وتنسيق خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، نفذت القوة الجوية في ساعة متأخرة من ليل أمس ضربتين جويتين بطائرات Fـ16 وسسنا كرفان، استهدفت وكرا للإرهابيين في سلسلة جبال (ماما) التابعة لبلدة الدبس في محافظة كركوك شمالي البلاد".
بعملية امنية وبناءً على معلومات استخبارية دقيقة من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، وبمتابعة وتنسيق خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة، نفذت القوة الجوية في ساعة متأخرة من ليل أمس ضربتين جويتين بواسطة طائرة F_16 وسزنا كرفان على وكر للإرهابيين pic.twitter.com/q527c9S1gs
— خلية الإعلام الأمني🇮🇶 (@SecMedCell) March 11, 2022
وأوضحت أن "الضربتين أسفرتا عن قتل 4 إرهابيين كانوا داخل الوكر، أحدهم قيادي في ما يسمى ولاية كركوك، وهو المسؤول عن عدد من القناصين الإرهابيين".