قال مسؤول كردي في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الأحد، إن عناصر "اللواء 80" في قوات البشمركة سيواصلون انتشارهم ضمن مناطق التماس مع مسلحي حزب "العمال الكردستاني" الذي يسيطر على بلدات محاذية للأراضي التركية، وذلك بغية منع تمدده إلى مناطق أخرى في الإقليم عقب الخسائر التي مني بها خلال الأشهر الأخيرة على يد القوات التركية.
وتنفذ القوات التركية عمليات عسكرية واسعة تصل إلى عمق 40 كيلومتراً ضمن كردستان العراق، منذ عدة أشهر تستهدف جيوب ومقار مسلحي حزب "العمال الكردستاني"، والتي يتخذ منها منطلقا لتنفيذ اعتداءات إرهابية مسلحة على المصالح والمنشآت التركية.
ويشارك سلاح الجو التركي في العمليات إلى جانب قوات خاصة، توغلت عدة كيلومترات داخل الأراضي العراقية، واشتبكت مع مسلحي الحزب المصنف على لائحة الإرهاب.
وتعد مناطق زاخو والزاب وسنجار ومخمور، وكاني ماسي، وقنديل، وحفتانين وبرادوست، وسيدكان، وسوران، شمالي أربيل وشرقي دهوك أبرز تلك المناطق مع ضربات متكررة على أهداف أعمق داخل منطقتي سنجار ومخمور بمحافظة نينوى شمالي العراق.
واليوم الأحد كشف مسؤول عسكري كردي في قوات البشمركة بمحافظة دهوك ضمن إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، أن قوات البشمركة تواصل انتشارها في مناطق عدة من شمال أربيل وشرق دهوك لمنع تمدد مسلحي "العمال الكردستاني" وممارسة أنشطة في مناطق جديدة من الإقليم.
وأكد، شريطة عدم ذكر اسمه، أن "أنشطة الحزب العسكرية غير المشروعة في الإقليم تسببت بتهجير مئات القرى الحدودية وخسائر مادية ضخمة، لكنه ما زال يحاول التمدد لمناطق أخرى في الإقليم لتعويض خسائره وفقدانه مناطق كان يسيطر عليها لمصلحة القوات التركية".
ولفت إلى أن "وحدات عدة من قوات البشمركة منها اللواء 80، تواصل عملية الانتشار وتثبيت استقرار الأمن ولمنع أنشطة الحزب الذي عمد أخيرا إلى زرع عبوات ناسفة وكمائن في عدة مناطق راح ضحيتها مواطنون من أهالي القرى المجاورة"، مشيرا إلى "تراجع كبير في قدرات الحزب نتيجة العمليات العسكرية التركية المتواصلة منذ عدة أشهر حيث تسببت بقتل وتحييد العشرات من عناصر الحزب وقياداته البارزة فضلا عن تدمير بناه التحتية العسكرية مثل مخازن السلاح ومستودعات الذخيرة التي كان يحتفظ بها داخل العراق".
وأول من أمس الجمعة، نقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن مصادر أمنية قولها إن الجيش التركي تمكّن بالتعاون مع جهاز الاستخبارات من تحييد القيادي في حزب "العمال الكردستاني"، محمد خطيب أري تورك، في عملية مشتركة بمنطقة قنديل شمالي العراق.
وبحسب المصدر ذاته، فإن القيادي المستهدف مسؤول الحزب في كركوك، وكان في قنديل خلال عملية استهدافه، مؤكداً أنه في عام 2015، شارك في تنظيم العديد من عمليات الحزب ضد المدنيين في مدينة عفرين شمالي سورية، وفي عام 2016 شارك في كركوك بأنشطة تأمين الصواريخ وذخائر الأسلحة الثقيلة المستخدمة في العمليات ضد تركيا والتي حصل عليها "الكردستاني" من دول أخرى، وفق "الأناضول".
كما تولى تنظيم الأنشطة الاستخباراتية للمنظمة، وقام بمهمة المسؤول الميداني الأيديولوجي لقنديل، بحسب المصدر ذاته.
من جانبه، قال الناشط السياسي في مدينة السليمانية علي رحمن هورامي لـ"العربي الجديد"، إن "أي بوادر للحسم العسكري في ملف حزب العمال الكردستاني لا تبدو قريبة في الأفق، كون العمليات التركية مستمرة وتتجدد كل عام مع فصل الصيف وقبل حلول الشتاء الصعب في المنطقة".
وأضاف قائلا "الأوضاع المرتبكة في الشرق السوري واستمرار ضعف بغداد في حسم الملف يجعل من إمكانية وجود حل عسكري جذري صعبة، والعمليات التركية الحالية هي لإضعاف قدرات الحزب وجعله عاجزاً عن مهاجمة الأراضي التركية وتقييد قدراته الى أكبر قدر ممكن".
وأوضح هورامي أن "سلطات الإقليم نجحت حتى الآن هي الأخرى في منع تمدد مسلحي الحزب إلى مناطق أخرى داخل الإقليم بما يهدد استقرارها، وهذا ما يمكن اعتباره مهما للغاية وتطورا في مستوى تعامل أربيل مع الحزب الذي يمارس نشاطا مسلحا داخل الإقليم، ويظهر أن هناك تفاهمات بين الإقليم والسلطات التركية أيضا في أهمية استقرار دائم في البلدات الحدودية بين الجانبين".
وشهدت ليلة أمس السبت قصفا لطائرات تركية حربية استهدفت مواقع لمسلحي حزب "العمال" في منطقة جبل كارة شمالي محافظة دهوك، بحسب ما أكدته وسائل إعلام محلية عراقية قالت إن القصف طاول موقعا لمسلحي الحزب في قرية على سفح جبل كارة تركها أهلها بعد سيطرة مسلحي الحزب عليها منذ سنوات، مؤكدة أن ألسنة النيران شوهدت تتصاعد من الموقع المستهدف من دون توضيح بخصوص وقوع أي خسائر.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان العراق، ديندار زيباري، عن إخلاء أكثر من 800 قرية حدودية في إقليم كردستان العراق من سكانها وحرمانها من الإعمار والخدمات بسبب القتال والمواجهات بين حزب "العمال الكردستاني"، والجيش التركي.