تخوفات على مصير الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام

14 سبتمبر 2023
يصعّد الاحتلال إجراءاته تجاه الأسرى الفلسطينيين (Getty)
+ الخط -

أكّدت اللجنة الوطنية العليا للحركة الفلسطينية الأسيرة، اليوم الخميس، أن استشهاد أي أسير مضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيجرى التعامل معه على أنه "اغتيال مباشر" من قبل الاحتلال، يأتي ذلك في وقت نقل فيه الأسير الفلسطيني المصاب بالسرطان عاصف الرفاعي إلى المستشفى إثر تفاقم وضعه الصحي.

وأعربت اللجنة، في بيان صدر عنها، عن عزمها "مساندة المضربين عن الطعام، وعدم تركهم يواجهون أقدارهم وحدهم، وذلك في إطار سعيها الدؤوب لتكريس حالة جديدة تحول دون تطبيق مخططات الاحتلال بالاستفراد بأي أسير".

وقالت اللجنة: "لقد خاض عدد من الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، في الآونة الأخيرة، إضرابات مفتوحة عن الطعام للاستجابة لمطالبهم، وما زال هؤلاء الأسرى مضربين عن الطعام حتى الآن، ولقد تواردت إلينا معلومات تفيد بأن إدارة سجون الاحتلال تقوم بمعاملة هؤلاء الأسرى معاملة إجرامية قمعية، وتقوم بتهديدهم بأن مصيرهم سيكون مثل مصير الشيخ الشهيد خضر عدنان".

وطالبت اللجنة كافة الجهات المعنية والمسؤولة بالتدخل لفتح حوار مع الأسرى المضربين لإنجاز مطالبهم وإنهاء إضرابهم في أقرب فرصة، وحمّلت الاحتلال بكافة مؤسساته الإجرامية والقمعية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى المضربين.

بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني إنّ أجهزة الاحتلال ترفض التعاطي مع مطالب المعتقلين المضربين عن الطعام حتّى اليوم، وذلك رغم الأوضاع الصحية الخطيرة التي يواجهونها.

ووفق بيان نادي الأسير الفلسطيني، يواصل المعتقلان كايد الفسفوس من مدينة دورا، جنوب الخليل، وسلطان خلوف من بلدة برقين، غرب جنين، إضرابهما منذ 43 يوماً ضد اعتقالهما الإداريّ.

وأوضح نادي الأسير أنّ ضغوطاً كبيرة تمارسها أجهزة الاحتلال على المضربين، وتستخدم بحقّهم كافة أدوات التّنكيل والسياسات الممنهجة، في محاولة مستمرة لكسر إضرابهم، كما تواصل احتجازهم في زنازين انفرادية وفي ظروف قاسية وصعبة.

وأكد نادي الأسير أنّ المخاطر تتصاعد على حياة الأسرى المضربين، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية فاشية، اغتالت الشيخ خضر عدنان بعد إضراب استمر مدة 86 يوماً، وتواصل تهديداتها للأسرى، وتمارس جريمة الاعتقال الإداريّ على نطاق واسع، مؤكداً أن بيانات نادي الأسير "لم تشهد هذا التصاعد في إصدار أوامر الاعتقال الإداريّ منذ أكثر من 20 عاماً".

وحمّل نادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى المضربين، إضافةً إلى محاكمه التي تواصل دورها الأساس في ترسيخ الجرائم بحقّ المعتقلين المضربين عن الطعام، وكان آخر مثال على ذلك تأجيل محكمة الاستئنافات العسكرية إصدار قرار بشأن الاستئناف الذي تقدمت به محامية المعتقل سلطان خلوف ضد قرار استمرار اعتقاله الإداريّ حتّى تاريخ 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، وذلك رغم وضعه الصحيّ الخطير الذي يواجهه في زنازين عيادة سجن الرملة.

نقل أسير مصاب بالسرطان إلى المستشفى 

في غضون ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الخميس، إن "تفاقمًا جديدًا طرأ على الوضع الصحي للأسير عاصف الرفاعي المصاب بالسرطان، وجرى نقله منذ يوم أمس الأربعاء، من (عيادة سجن الرملة) إلى مستشفى (اساف هروفيه) الإسرائيلي".

وأوضح نادي الأسير، في بيان صحافي، أن الاحتلال يواصل جريمته بحقّ الأسير الرفاعي (21 عامًا)، من بلدة كفر عين شمال غرب رام الله، باعتقاله واحتجازه فيما تسمى (بعيادة سجن الرملة)، وذلك رغم المخاطر المستمرة على حياته، وحاجته المّاسة لعائلته، خاصّة أن الصور الطبقية التي أجريت له مؤخرًا أظهرت أن لا تحسن على وضعه الصحيّ.

ولفت نادي الأسير إلى أنّ الأسير الرفاعي بدأ بتلقي العلاج ما بين (علاج كيميائي، وبيولوجي) في شهر مارس/ آذار من العام الجاري، أي بعد مضي نحو سبعة شهور من تاريخ اعتقاله في 24 سبتمبر/ أيلول 2022، وذلك رغم تأكيد التّقارير الطبيّة على مستوى الخطورة التي كان يواجهها فترة تعرضه للاعتقال.

وبيّن نادي الأسير إنّ الاحتلال وبأجهزته المختلفة، ومنها إدارة سجون الاحتلال، تواصل تنفيذ الجريمة بحقّ الأسير الرفاعي، عبر العديد من الأدوات الممنهجة، حيث شكّلت عملية تقييده خلال علاجه في المستشفى، من أبرز عمليات التّعذيب والتّنكيل التي يتعرض لها.

وكانت الفحوص الطبيّة التي أُجريت له مطلع العام الجاري، وأُعلن عن نتائجها بعد أسبوعين من إجرائها، قد بيّنت أنّ الخلايا السّرطانية قد انتشرت في عدة أجزاء من جسده، ووصلت بالإضافة إلى القولون، إلى أجزاء جديدة من الأمعاء، والغدد، والكبد.

ولفت نادي الأسير إلى أنّ الرفاعي وقبل اعتقاله، لم يتمكّن من إتمام علاجه بالشّكل اللازم، بسبب ملاحقة الاحتلال له، ورفض الاحتلال إعطائه تصريح لاستكمال علاجه في القدس، واستكمل الاحتلال جريمته، باعتقاله، وممارسة جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) بحقّه بعد اعتقاله، عبر المماطلة بإجراء الفحوص الطبيّة له، وعرضه على طبيب أورام مختص في بداية اعتقاله.

نادي الأسير: استمرار الاحتلال باعتقال الرفاعي ما هو إلا جريمة متواصلة بحقّه

واعتبر نادي الأسير أنّ استمرار الاحتلال باعتقال الرفاعي "ما هو إلا جريمة متواصلة بحقّه، خاصة أنّ الرفاعي بدأ مواجهة الاعتقال منذ أن كان طفلًا".

الأسير ماهر الأخرس يعلق إضرابه

إلى ذلك، أكد نادي الأسير الفلسطيني أن الأسير ماهر الأخرس علّق إضرابه المفتوح عن الطعام، والذي استمر مدة (23) يومًا، وذلك لإعطاء فرصة لمحاميه (للتفاوض) حتى تاريخ الجلسة القادمة في 26 أكتوبر/ تشرين الأول القادم، حيث وجه الاحتلال بحقّه مؤخرا لائحة (اتهام) تتضمن تهماً (حول التحريض، وتقديم خدمات).

يُشار إلى أن المعتقل ماهر الأخرس (52 عاماً) من بلدة سيلة الظهر التابعة لجنين، كان قد أعلن إضرابه لحظة اعتقاله في 23 أغسطس/ آب المنصرم، وهو أسير سابق أمضى خمس سنوات في سجون الاحتلال، وفي عام 2020، خاض إضراباً رفضاً لاعتقاله الإداري استمر مدة 103 أيام، وهو متزوج وأب لستة أبناء، علمًا أنّه محتجز في زنازين معتقل (الجلمة).

المساهمون