تحولات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة التهديدات

24 مارس 2021
جيش الاحتلال يُقرّ بوجود ما يعوق تحقيق أهدافه (Getty)
+ الخط -

قال "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان"، ثانية كبرى الجامعات الإسرائيلية، إنّ جيش الاحتلال يمرّ حالياً بما سمّاه "ثورة تنظيمية" على مختلف الصعد بهدف تحسين قدرته على مواجهة التهديدات المتعاظمة، مشيراً إلى أنها تتجسد في إحداث تحول على صعيد عقيدته الاستراتيجية والعسكرية، وبنائه التنظيمي وأنماط السلوك القيادي.

وفي تقرير أعده أخيراً المحاضر في الفكر السياسي والعسكري في "بار إيلان"، حنا شاي، لفت المركز إلى أنّ "العقيدة العسكرية" التي بات يتبناها جيش الاحتلال، بناءً على توجيهات رئيس أركانه، أفيف كوخافي، تقوم على تصميم الجهد الحربي بحيث يضمن كسب المعركة عبر تدمير قدرات العدو "بشكل منهجي ودقيق وكامل"، وليس "فقط شل قدرات العدو"، كما كان يحدث في الماضي.

ومن ناحية استراتيجية، يلفت المركز إلى أنّ التحولات التي يمرّ بها الجيش الإسرائيلي "تفرض القيام بكل الخطوات والأنشطة التي تضمن تحقيق النصر بشكل متزامن".

وأوضح شاي أنّ "الثورة التنظيمية التي أحدثها كوخافي طاولت بشكل أساس بناء منظومة القوة داخل الجيش والوسائل التي تضمن نشر القوات بسرعة، بحيث لن يواصل الجيش اعتماد آلية الانتشار الهرمي لضمان التعاون بين كتائبه والتكامل بين أفرعه، بل تبني آلية تقوم على دمج جميع العناصر العسكرية التي تضمن تحقيق النصر".

وفي ما يتعلق بطابع النسق القيادي العسكري خلال الحروب والمواجهات العسكرية، فإنّ التغييرات التي أدخلها كوخافي، كما يشير المركز، تفرض وضع حد لنظام القيادة غير المركزية، واعتماد نظام قيادة مركزي يُوجَّه بتعليمات عسكرية واضحة.

وبحسب المركز، فإنّ "ثورة" كاخوفي تقوم أيضاً على تعزيز العناصر التقليدية المعتمدة لدى إدارة الحرب بعناصر أخرى، مثل: "محو الأمية الرقمية والأمية المعلوماتية وتأمين القدرة على الحصول على المعلومات الاستخبارية بسرعة من قواعد البيانات العسكرية"، إلى جانب الإحاطة الأساسية بـ "القدرات التكنولوجية"، بشكل يسمح للقيادة بتحقيق "الاستفادة المثلى من مزاياها".

واستدرك المركز بالإشارة إلى أنّ تطبيق ما يريده كوخافي يواجه أربعة معوّقات رئيسة، هي: "محدودية موازنة الأمن، وبالإضافة إلى عدم وجود وقت كافٍ يسمح بتطبيقها قبل تحقق التهديدات، فضلاً عن التحديات المدنية والتحولات الاجتماعية، على اعتبار أنّ هذه التحولات جعلت صفوة الشباب الإسرائيلي لا يفضل الخدمة العسكرية والخدمة ضمن قوات الاحتياط".

وشدد المركز على أنّ تأمين قوة بشرية نوعية للخدمة العسكرية يُعَدّ أمراً حيوياً كما كان في الماضي. وأعاد التقرير إلى الأذهان حقيقة أنّ قرار المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في اتهامات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة سيلقي بظلاله على تطبيق ما يسعى إليه كوخافي.

وضمن التهديدات التي يرى المركز أنّ مخططات كوخافي يجب التعاطي معها، تطور الترسانات الصاروخية لدى أعداء إسرائيل، حيث نقل عن ضابط عسكري كبير في الاحتياط قوله إنّ إسرائيل يمكن أن تفاجأ بهجمات صاروخية تفضي إلى تدمير مرافق استراتيجية وحيوية فيها.

المساهمون