تحقيق أممي في ممارسات تنطوي على استعباد جنسي بالسودان

19 يونيو 2024
نازحون سودانيون يتجهون لجنوب السودان، الرنك 13 فبراير 2024 (لويس تاتو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعثة الأمم المتحدة تحقق في انتهاكات بالسودان، تشمل استعباد جنسي وهجمات عرقية ضد مدنيين، وتقارير عن عنف جنسي من الفصائل المتحاربة.
- تأخير في تشكيل فريق التحقيق بسبب أزمة سيولة وتجميد التوظيف بالأمم المتحدة، لكنه أجرى 80 مقابلة مع ضحايا وشهود على الانتهاكات.
- الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع تسببت في آلاف القتلى وتهجير أكثر من 9 ملايين شخص، مع تحذيرات من خطر المجاعة.

أعلنت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق والتي تجري تحقيقاً في انتهاكات تشتبه بأنها ارتُكبت في الحرب الدائرة بالسودان، أمس الثلاثاء، أنها بصدد التحقّق من تقارير عن استعباد جنسي في مركز احتجاز وهجمات عرقية ضد مدنيين. وتلقت البعثة، التي أنشئت أخيراً، "تقارير ذات صدقية عن العديد من حالات العنف الجنسي التي ترتكبها الفصائل المتحاربة"، وفق ما أفاد رئيسها محمد شاندي عثمان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

وقال عثمان إن "نساء وفتيات تعرّضن وما زلن يتعرضن لعمليات اغتصاب واغتصاب جماعي ولخطف وزواج قسري"، وأضاف أن الفريق يتحقق من "تقارير عن استعباد جنسي وتعذيب جنسي في مراكز احتجاز بما في ذلك لرجال وفتيان"، مؤكداً أن فريقه يجري تحقيقاً.

وأنشأ المجلس بعثة تقصّي الحقائق بعد ستة أشهر من اندلاع النزاع للتحقيق في انتهاكات يشتبه بارتكابها، لكن نواة الفريق لم يتم تشكيلها إلا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كما أن أزمة سيولة في الأمم المتحدة وتجميد التوظيف "أديا إلى تأخير لأشهر عدة"، وفق عثمان، ومع ذلك بدأ الفريق عمله وأجرى حتى الآن نحو 80 مقابلة مع ضحايا وشهود على انتهاكات. وأعرب عثمان عن "قلق بالغ إزاء استمرار القتال مع عواقب مأساوية ومعاناة هائلة للسكان المدنيين".

كما سلّط عثمان الضوء على تقارير تفيد بتجنيد واسع النطاق لأطفال، لا سيما للمشاركة في "قتال مباشر وارتكاب جرائم عنف"، وقال إن الفريق يشعر بقلق بالغ إزاء القتال العنيف ومحاصرة قوات الدعم السريع للفاشر، المدينة الوحيدة في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرتها، مشدداً على أن "هجمات سابقة على مناطق أخرى تزيد مخاوفنا".

وأشار عثمان إلى أن الفريق "يحقق حالياً في هجمات سابقة واسعة النطاق ضد مدنيين على أساس انتمائهم العرقي في مناطق أخرى من دارفور"، وقال إن تلك الهجمات شملت "القتل والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والتشريد القسري والنهب". ولفت عثمان إلى أن التحقيق يشمل أيضاً "هجمات عرقية" في أماكن أخرى بما في ذلك في أنحاء أخرى من إقليم دارفور ومن ولاية الجزيرة.

ويشهد السودان منذ نيسان/إبريل 2023 حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ما أسفر عن عشرات آلاف القتلى وعن تهجير أكثر من تسعة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة. ويتهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك الاستهداف المتعمد لمدنيين والقصف العشوائي لمناطق سكنية ومنع دخول مساعدات إنسانية رغم التحذيرات من أن خطر المجاعة يتهدد الملايين.

(فرانس برس، العربي الجديد)