تحقيقات "أف بي آي" ترصد أدلة على وجود تنسيق مسبق بين مقتحمي الكونغرس

30 يناير 2021
دعوات مسبقة لتكسير النوافذ وتحطيم الأبواب (Getty)
+ الخط -

أبانت سجلّات التحقيقات التي أجراها "أف بي آي" حول وقائع اقتحام الكونغرس يوم السادس من يناير/كانون الثاني الجاري عن تنسيق مسبق بين مجموعات شاركت في الاقتحام، ومن ضمنها جماعات عنصرية منظمة لها سوابق عنيفة، مثل جماعة "براود بويز"، تضمّن دعوات لتكسير النوافذ والأبواب، وخرائط مفصّلة لمبنى الكابيتول، وتخطيطًا مسبقًا لأماكن التجمع وتحشيد المتظاهرين الرافضين لفوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة.

وبحسب سجلّات التحقيق التي اطّلعت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، السبت، فإنّ موظفي "أف بي آي" كانوا يقرؤون على مدار الساعات التي سبقت التجمّع محادثات مقلقة عبر الإنترنت بين المجموعات المشاركة في الاحتجاجات، تضمّنت رسائل ذات طابع "حربي"، من قبيل خريطة لنقاط التجمّع نشرت عبر الإنترنت معنونة بعبارة "سلاح ماغا للفرسان (جماعة في تكساس) سيصل قوافل الوطنيين ببعضهم من أجل وقف السرقة".

وحدّدت خريطة أخرى الممرات الداخلية لمبنى الكونغرس، وكانت معنونة بـ"إنشاء محيط دائري"، بينما تضمّن منشور آخر عبر الإنترنت عبارات: "كونوا مستعدين للقتال، يجب أن يسمع الكونغرس تكسر النوافذ وتحطيم الأبواب".

وذكرت الصحيفة أنّ عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي يعكفون في جميع أنحاء البلاد على معرفة الدوافع والعلاقات والأهداف والوقائع المختلفة لمئات من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول. ووصف البعض داخل المكتب هذا التحقيق بأنه القضية الكبرى لـ"أف بي آي" منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

ونشرت الصحيفة شريط فيديو، قالت إنها حصلت عليه حصرياً، يُظهر المشتبه فيه بوضع عبوتين ناسفتين قرب مقرّي الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن، ليلة اقتحام الكونغرس. ويظهر الرجل في الفيديو وهو يحمل حقيبة يعتقد أنها تحتوي على مواد متفجرة.

وقالت الصحيفة إنّ مكتب "أف بي آي" أجرى مقابلات مع أكثر من ألف شخص للتعرف إلى الشخص المطلوب، ورفع قيمة المكافأة المرصودة لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله إلى 100 ألف دولار.

 

اتهام اثنين من أعضاء "براود بويز" في أحداث شغب الكابيتول

وقد وُجه اتهام إلى عضوين في جماعة "براود بويز" بالتآمر وتهم أخرى في أحداث الشغب التي شهدها مقر الكابيتول، وفق ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس".

وأفادت الوكالة بأنّ السلطات ألقت القبض على دومينيك بيزولا، الجندي السابق في البحرية الأميركية الذي تقول السلطات إنه شوهد في تسجيل مصور وهو يحطّم نافذة في الكابيتول بدرع مسروقة من شرطة الكابيتول، وويليام بيبي، الذي قالت السلطات إنه تم تصويره داخل المبنى، وتم توقيفه في وقت سابق من الشهر بتهم فدرالية شملت دخول مبنى محظور بشكل غير قانوني. وجرى توجيه الاتهامات للاثنين، وكلاهما من ولاية نيويورك، في واشنطن بتهم تشمل التآمر مؤخراً.

ووجهت لبيزولا وبيبي وآخرين لم تذكر أسماؤهم، بقيادة مجموعة من أعضاء "براود بويز" وآخرين إلى مبنى الكابيتول ونقل حواجز الشرطة هناك. وقالت لائحة الاتهام: "كان الهدف من المؤامرة هو عرقلة موظفي إنفاذ القانون المشاركين في واجبهم الرسمي بحماية مبنى الكابيتول وأراضيه.... والاشتباك معهم".

قام بيزولا بانتزاع درع ضابط واستخدامها لكسر النافذة، بحسب لائحة الاتهام التي قدمت إلى المحكمة، الجمعة.

وقال محامي بيزولا مايكل سيبيتا، السبت، إنه يبحث التهم لكنه لم يتمكن بعد من مناقشة لائحة الاتهام مع موكله المحتجز بدون كفالة. ورفضت محامية بيبي، شيلي بيترسون، التعليق، بحسب "أسوشييتد برس".

 

بالتوازي مع ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، السبت، بأنّ وريثة سلسلة متاجر "بابليكس" تبرّعت بنحو 300 ألف دولار لتمويل تجمّع لأنصار ترامب قبيل اقتحام الكونغرس.

وقالت الصحيفة إنّ مقدم البرامج اليميني المتطرف أليكس جونز سهّل التمويل المقدم من جولي جينكينز فانسيلي، وهي من الممولين البارزين لحملة ترامب 2020. وأضافت أنّ أموالها ساهمت بنصيب الأسد في تنظيم ذلك الحشد الذي بلغت تكلفته 500 ألف دولار في متنزه إليبس، حيث تحدث ترامب وحث أنصاره على "القتال".

 

وأفضت أحداث الكونغرس الدامية إلى مقتل 5 أشخاص داخل مبنى الكونغرس، من بينهم شرطي، فضلًا عن آخرين قضيا منتحرين بعد أيام من ذلك.

وسيسجى نعش الشرطي الأميركي الذي قضى متأثراً بإصابته في أحداث الكونغرس في القاعة المستديرة لمبنى الكابيتول، بحسب بيان أوردته "فرانس برس" نقلًا عن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.

 

وتلقى الشرطي براين سيكنيك ضربة على رأسه بمطفأة حريق أثناء تصديه لمثيري الشغب الذين اقتحموا قاعات الكونغرس.

وينتمي الشرطي البالغ 42 عاماً إلى القوة المكلفة حماية حرم الكونغرس. وعاد بعد الأحداث إلى مقره حيث انهار ونقل إلى المستشفى، بحسب شرطة الكونغرس، قبل أن يفارق الحياة في اليوم التالي. 

وأورد البيان أنّ "الكونغرس الأميركي متحد في حزنه وامتنانه وتقديره لخدمة وتضحية الضابط براين سيكنيك.. باسم مجلسي النواب والشيوخ، شرف كبير لنا أن نكرم الضابط سيكنيك بمراسم تسجية النعش هذه".

وقبل سيكنيك، لم تتم تسجية نعوش إلا أربعة أشخاص فقط في قاعة الروتوندا المستديرة التي تقع تحت قبة الكابيتول، بحسب موقع أرشيف مجلس النواب؛ وهم القس بيلي غراهام ورمز الحريات المدنية روزا باركس وعنصران آخران من شرطة الكابيتول هما جيكوب تشيستنات وجون غيبسون اللذان قتلا خلال إطلاق نار في المبنى عام 1998.