خرجت، مساء أمس الجمعة، احتجاجات غاضبة في منطقة دوار هيشر الشعبية من محافظة منوبة بضواحي العاصمة التونسية، رفعت خلالها شعارات الثورة مثل: "شغل حرية كرامة وطنية".
ويأتي هذا التحرك بدعوة من "تنسيقية المفروزين اجتماعياً" بالمنطقة، والتي طالبت بتوفير فرص عمل، وتوفير المواد الأساسية، ونددت بغلاء الأسعار وغياب التنمية ونقص الخدمات الصحية والعمومية كالنقل.
وقال منسق التحرك الاجتماعي، على بوزوزية، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "المسيرة خرجت إثر اجتماع لأعضاء التنسيقية، مساء أمس، وأن هذا الاجتماع انتهى في حوالي السادسة مساء، وهو ما يفسر توقيت الاحتجاج المتأخر".
وأكد بوزوزية أن أغلب الفئات الاجتماعية شاركت في الاحتجاج، موضحاً أنهم "لم يرغبوا في توسيع المشاركين في التحرك لكي لا تفلت الأمور وتخرج عن السيطرة".
وبيّن المتحدث أنهم "رفعوا شعارات الثورة من شغل حرية وكرامة وطنية، لأنه بعد سنوات من الثورة لم يتحقق شيء، لافتاً إلى أن ملفهم اجتماعي بالأساس، وأن الناس عاجزون اليوم عن اقتناء مواد أساسية.
وأوضح أن "منطقة دوار هيشر تعاني من الفقر ومن غياب التنمية وتدهور البنية الأساسية، وخاصة الطرقات، ونقص النقل إلى جانب البطالة وغياب مركز صحي، حيث تضم الجهة نسبة مرتفعة من أصحاب البطاقات البيضاء والتي تسند للعائلات الفقيرة، وهناك تقريباً نحو 3 آلاف عائلة معوزة تحمل هذه البطاقة".
وأصدرت التنسيقية أمس، لائحة تضمنت جملة من المطالب منها تحسين ظروف العيش وتطوير الخدمات العمومية المقدمة لمواطني المنطقة، وتوفير مزيد من رخص النقل الجماعي، واعتماد التمييز الإيجابي، بفتح خط نقل في الجهة.
ويقول المسؤول عن الإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد " إن "الاحتجاجات الاجتماعية بدوار هيشر قديمة متجددة، وتواترت مع مختلف الحكومات السابقة نتيجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي".
وبين بن عمر أن "الفئات الهشة تشعر أكثر بوطأة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وفقدان المواد الأساسية"، مشيراً إلى أنه "في غياب أي عمل للإحاطة بمثل هذه الفئات، وعدم وجود أي جهود لمساعدة الأهالي وتخفيف عبء الأزمة فإنهم يندفعون للاحتجاج لأن الصبر نفد".
وشدد على أن "الغضب يأخذ أشكالاً تصعيدية ستظهر من خلال الاحتجاجات ليس في دوار هيشر فقط، بل حتى في مناطق أخرى".
وأضاف "الشعارات الأساسية أمس تتعلق بمطالب اجتماعية لها علاقة بارتفاع الأسعار والوضع المعيشي المزري"، مبينا أن كثيراً من المناطق تشترك في هذا الوضع، وأن أشكال الغضب قد تأخذ أشكالا مختلفة في المرحلة القادمة.
وأضاف "هذه الوضعية تشترك فيها العديد من المناطق، ولذلك قد تكون المرحلة القادمة صعبة وتبرز علامات غضب قد تأخذ أشكالا مختلفة".