تحريض إسرائيلي مستمر على المصلين في المسجد الأقصى خلال رمضان.. "عادة إسلامية لذبح اليهود"

20 فبراير 2024
رغم إجماع إسرائيل على فرض قيود لم تحدد بعد أعمار وأعداد المصرح لهم بالدخول (العربي الجديد)
+ الخط -

تتواصل تحذيرات في أوساط إسرائيلية من أن القيود التي تنوي حكومة الاحتلال فرضها على دخول المسلمين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان قد تشعل الأوضاع وتهدد أمن إسرائيل، ومع ذلك يستمر التحريض الإسرائيلي ضد المصلين في الأقصى خلال رمضان، ومحاولات "شيطنة" الشهر المبارك باعتباره يتضمن "عادة إسلامية لذبح اليهود"، بحسب تعبير وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وعلى الرغم من قبول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فرض قيود على دخول فلسطينيي الـ48 إلى الأقصى، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن هناك فجوة كبيرة بين مطالب بن غفير ونتنياهو حول عدد المصلين المسموح لهم بالدخول.

وأوضحت الإذاعة أن بن غفير طلب السماح بإدخال 5 آلاف فقط من فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى لكل صلاة جمعة خلال شهر رمضان، في حين قبل نتنياهو بموقف الشرطة في هذا الشأن بالسماح بدخول 50 ألف مصلّ.

وطلب بن غفير بعدم السماح بتاتاً بدخول الفلسطينيين من الضفة الغربية ووصولهم إلى القدس، في حين وافق نتنياهو على مقترح المؤسسة الأمنية بالسماح بدخول نحو 15 ألفاً من فلسطينيي الضفة إلى الأقصى خلال رمضان.

واقترح بن غفير أن تقتحم شرطة الاحتلال الحرم القدسي في حال رفع أي علم بداخله أو حدوث مواجهات، ولكن هذا الطلب رفض في ظل تقديرات المؤسسة الأمنية بأن اقتحام باحات الأقصى والمسجد نفسه من الشرطة يجب أن يحصل في حال كان هناك خطر على الإسرائيليين الموجودين في منطقة حائط البراق فقط.
 
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم ما أوردته إذاعة الجيش، ورغم أن التوجه العام يشير إلى فرض قيود، إلا أن تلك القيود لم تحدد بعد، بما فيها السن والعدد. 

المسجد الأقصى: تسوية قد تنهي العاصفة

وأفاد الصحافي والمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، اليوم الثلاثاء، بأن هناك احتمالاً جيداً بأن تنتهي "العاصفة" حول الحرم القدسي من خلال تسوية.

وأوضح أنه في أعقاب الضغط الذي مارسه بن غفير، أصدر نتنياهو تلخيصاً لجلسة "كابينت الحرب"، سيتم بموجبه فرض قيود على دخول المصلين من فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال رمضان، في حين سارع بن غفير إلى الترويج أمام الجمهور بأن مطالبه فرض قيود صارمة، رغم تحذيرات "الشاباك" والجيش، قد قُبلت.

وأضاف الكاتب أن نتنياهو سيترك لنفسه مساحة للتوصّل إلى تسوية قبل حلول رمضان، ذلك أن نتنياهو "اكتوى بنيران المسجد الأقصى مرتين في الماضي خلال المواجهات عام 1996 على خلفية حفر إسرائيل أنفاقاً تحت المسجد الأقصى، وعند وضع البوابات الإلكترونية عام 2017"، مضيفاً أن هذا يثير شكوكاً في أن نتنياهو سيسمح لبن غفير "بجره إلى مأزق ثالث، في حين تجري في الخلفية حرب حقيقية في قطاع غزة".

في غضون ذلك، دعا وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى التصعيد في رمضان، وزعم أن "هناك عادة لدى المسلمين، وهي أن يذبحوا اليهود كل رمضان".

وفي تعقيبه على فرض قيود على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان، قال سموتريتش في الجلسة الأسبوعية للكتلة البرلمانية: "منذ سنوات طالت أكثر من اللازم، يشكّل رمضان صدمة وطنية لنا. هناك عادة إسلامية لذبح اليهود في كل رمضان. هناك سلسلة عمليات ونحن نبدي حذراً شديداً، لعدم إغضاب أحد وعدم التصدي لذلك. في رمضان هذا العام فرصة ممتازة لقلب الأمور. ما الذي يمكنهم أن يفعلوه لنا؟".

وبرأي سموتريتش، وهو عضو المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، فإنه "بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) لا يمكن تهديدنا بأي شيء. أكثر من هذا قلت في جلسة الكابينت إن علينا تكثيف الحرب في غزة خلال رمضان، وإن هذا التأثير النفسي سيخلق تأثيراً يقود إلى انكسار سكان غزة ومواجهة قيادات حماس".

أما في الضفة الغربية، فأضاف سموتريتش: "سيكون رمضان قاسياً بدون مال وبدون عمال ورواتب. على أعدائنا أن يفهموا أنه حين نتمتّع بالهدوء والأمن فستكون لديهم حياة جيدة، وعندما نواجه إرهاباً وحرباً فستكون حياتهم صعبة".

الشيخ رائد صلاح يستنكر القرار: الأقصى حق إسلامي عروبي فلسطيني أبدي

من جهته، استنكر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، في بيان له، تقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وتحديد الفئة العمرية لمن يصلي في شهر رمضان المقبل في ظل تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير مؤخراً.

وقال الشيخ صلاح إنّ المسجد الأقصى "حق إسلامي عروبي فلسطيني أبدي ثابت، وليس لغيرنا حق فيه حتى قيام الساعة"، رافضاً القيود التي يعتزم الاحتلال الإسرائيلي فرضها لدخوله في شهر رمضان.

وأضاف الشيخ صلاح في تصريحات مصورة: "نحن لنا الحق الأبدي الشرعي الثابت بأن ندخل إلى المسجد الأقصى المبارك، سواء كان الواحد منّا طفلاً أو شاباً أو رجلاً أو عجوزاً، ولا يملك أي إنسان في كل الكرة الأرضية الحق بأن يحدّد جيل مَن يجوز له الدخول إلى المسجد الأقصى".

المساهمون