تحرك حوثي لاحتواء صراع أجنحة... وعودة الهجمات على السعودية

24 يوليو 2021
الأطراف الغربية لمحافظة مأرب شهدت معارك عنيفة اليوم (فرانس برس)
+ الخط -

أقرت جماعة الحوثيين في اليمن، السبت، بوجود صراع أجنحة بين قيادات الصف الأول، وذلك بعد أيام من تراشق إعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية ملفات فساد ونهب المال العام. 

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً حسين العزي إنه التقى، اليوم السبت، عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة سلطان السامعي، واتفقا على وقف التراشقات. 

وأشار العزي، في تغريدة على "تويتر" أرفقها بصورة مع الشيخ السامعي، إلى أنّ اللقاء انتهى أيضاً بالاتفاق على وقف ما وصفه بـ"الاتهامات الانفعالية" وكل أشكال المماحكات الإعلامية التي لا تخدم قضيتهم، وجددا الولاء لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. 

وفي وقت لاحق من مساء السبت، أعلن الشيخ السامعي، الذي منحه الحوثيون رتبة فريق في الجيش، ولاءه للجماعة، كما أكد تماسك جبهتهم الداخلية ودعا كافة أنصارهم إلى "مضاعفة الجهود في مواجهة التحالف السعودي الإماراتي". 

وكان السامعي على صدارة جناح ساق اتهامات بالفساد للقيادي الحوثي النافذ أحمد حامد، الذي يتقلد منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء، ويدير عدداً من الدوائر الحكومية السيادية، منها مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية الذي تم استحداثه لفرض قيود على المنظمات الإنسانية الأجنبية.   

واتهم السامعي من وصفه بـ"أحد اللصوص الجدد" بشراء فيلتين في صنعاء بمبلغ 6 ملايين و200 ألف دولار، في إشارة ضمنية إلى القيادي حامد الذي يقدم نفسه أنه "يحارب الفساد"، مشيراً إلى أنّ "نهاية الفاسدين داخل الجماعة ستكون داخل السجون"، وهو ما جعله يتعرض لهجوم واسع من قبل جناح حوثي موالٍ للقيادي أحمد حامد. 

في المقابل، وصف القيادي أحمد حامد من يقود الحملة المناهضة له بـ"المنافقين والمرجفين"، وقال إنهم يسعون لضرب جماعة الحوثيين من الداخل. 

وشكا حامد من "إرهاب إعلامي" قال إنّ هناك جناحاً يمارسه "من أجل إخافة أشخاص وتحييد آخرين من أجل أن تخلو لهم الساحة"، في تلميح ضمني إلى وجود قيادات أخرى تشارك في الحملة الأخيرة ضده.  

وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها صراع داخلي بين القيادات الحوثية إلى العلن، حيث دأبت الجماعة، التي تفرض قبضتها على صنعاء منذ اجتياحها أواخر 2014، على احتواء أي خلافات قبل ظهورها في مواقع التواصل الاجتماعي. 

عودة الهجمات على السعودية بعد شهر من التوقف

إلى ذلك، استأنفت جماعة الحوثيين، مساء السبت، هجماتها الجوية على الأراضي السعودية بعد شهر من التوقف، بالتزامن مع تصعيد عسكري واسع في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن.

وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته المليشيا الحوثية تجاه منطقة جازان، وذلك بعد ساعات من إحباط هجوم بواسطة 3 طائرات مسيرة بدون طيار.

وذكر التحالف في بيانات منفصلة، نشرتها وكالة "واس"، أنه يتخذ "الإجراءات العملياتية للتعامل مع مصادر التهديدات"، لافتاً إلى أنّ المحاولات العدائية للمليشيات "تم صدها وتدميرها جميعاً".

ولم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم الجوي الجديد، الذي جاء بعد شهر من توقف الضربات الصاروخية أو هجمات الطائرات المسيرة.

وكان آخر هجوم شنه الحوثيون على الأراضي السعودية في 26 يونيو/حزيران الماضي، عندما شنت الجماعة عملية واسعة بـ10 صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مواقع عسكرية في نجران وأبها وخميس مشيط جنوبي المملكة.

ويتزامن الهجوم الجوي للحوثيين على الأراضي السعودية مع استئناف الهجمات البرية على مدينة مأرب من الجهة الغربية، بعد أسابيع من الهدوء النسبي.

وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ جبهات الكسارة في مديرية صرواح تشهد معارك ليلية عنيفة، حيث يتصدى الجيش اليمني والمقاومة الشعبية لهجوم واسع للحوثيين، وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف.

وذكرت المصادر أن جماعة الحوثيين استهدفت مدينة مأرب بصاروخ باليستي، وسُمع دوي انفجار عنيف في وقت متأخر من مساء السبت.

وكان التحالف قد شن، في وقت سابق من مساء السبت، 17 غارة جوية على تحركات حوثية في مديرية صرواح غربي مأرب،، فيما شن غارة واحدة على مديرية رحبة، في الأطراف الجنوبية للمحافظة النفطية.

كما شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، في وقت سابق اليوم، معارك عنيفة، عقب استئناف جماعة الحوثيين هجماتها من محور صرواح، بعد أسابيع من هدوء نسبي وانتقال المعارك إلى الأطراف الجنوبية ومديرية ناطع في البيضاء.  

وقال الجيش اليمني، في بيان صحافي، إنّ قواته أحبطت هجوماً حوثياً، وذلك بعد معارك أسفرت عن خسائر بشرية وتدمير مخزن أسلحة وآليات عسكرية مختلفة، منها مدرعة و3 دوريات تابعة للحوثيين.  

وفي تعز، أُصيب 3 مدنيين، عصر السبت، بشظايا قذيفة أطلقها الحوثيون على حي الثلاثين غربي المدينة، وفقاً لوسائل إعلام حكومية.

المساهمون